هل يقوض تغير المناخ الاستقرار في الشرق الأوسط؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, February 6, 2018

الدلتا المصرية مهددة بالغرق نهاية القرن الحالي

"غدي نيوز" – مروة هلال -

 

حذرت دراسات حديثة من خطورة التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة المعهودة في الفصول الأربعة، وتغير مواعيد "النوات"، وارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط بشكل لافت للانتباه، ما قد يؤدي إلى غرق مدن دلتا النيل في مصر.

و"النوات" تعبير شائع في مصر لوصف عواصف جوية تشبه بدرجة ما الأعاصير، وتتخذ الرياح الشكل الحلزوني، ومعظمها يأتي من الغرب والجنوب الغربي، وتتكرر هذه الظاهرة المناخية في محافظة الإسكندرية، شمالي مصر.

وأفادت وكالة "ناسا" الأميركية، بأن متوسط درجة حرارة سطح كوكب الأرض ارتفع بنحو 1.1 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر.

وفي بيان حديث أصدره "مركز ويسلون" بواشنطن، الشهر الماضي، أكد أن "تغير المناخ من شأنه أن يقوض الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

 

عالم متغير المناخ

 

وقال نيك مابي، من مجموعة خبراء البيئة بمركز E3G: "من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة الصيفية في الشرق الأوسط بسرعة تصل إلى ضعفي المعدل العالمي، مما قد يهدد قابلية المنطقة للاستقرار في نهاية القرن".

ويتوقع الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ أنه إذا استمرت انبعاثات الغازات في الارتفاع، فإن المناخ سيصبح أكثر سخونة وأكثر جفافا، وأنه إذا كانت درجة الحرارة العالمية ستزيد في المتوسط بمقدار درجتين مئويتين فقط، مقارنة بأوقات ما قبل الثورة الصناعية، فإن درجات الحرارة الصيفية في منطقة الشرق الأوسط قد تبقى أعلى من 30 درجة مئوية في الليل، ويمكن أن ترتفع إلى 46 درجة مئوية خلال النهار. وبحلول نهاية القرن، يمكن لدرجات الحرارة في منتصف النهار في الأيام الحارة أن تتصاعد إلى 50 درجة مئوية.

ويؤكد علماء مركز "كلايماساوث": "نحن في عالم متغير المناخ، ومن المتوقع أن تكون الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لتغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعلى من أي مكان آخر، وستتعرض المناطق الساحلية المنخفضة في تونس وقطر وليبيا والإمارات العربية المتحدة والكويت، وخصوصا مصر، لمخاطر خاصة".

 

نزوح أكثر من مليوني شخص

 

ووفقا لأحدث تقارير البنك الدولي، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر يمكن أن يؤثر على 43 ميناء، و24 مدينة، في الشرق الأوسط، و19 في شمال أفريقيا، وفى حالة الإسكندرية بمصر، سيزيد ارتفاعه 0.5 متر، ما يؤدي إلى نزوح أكثر من مليوني شخص، وخسائر في الأراضي والممتلكات والبنية الأساسية.

ودعا مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن العالم المصري فاروق الباز إلى دراسة أثر التغيير على منسوب البحر، قائلا: "لا بد أن ندرس أثر التغيير على منسوب البحر، وأن يكون لدينا مخطط لمعالجة ما يحصل من تغيرات على السواحل".

وأضاف في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط": "إن التغيرات التي نتجت عن إقامة السد العالي بجنوب مصر قللت من الطمي الذي كان يصل إلى مخرجي النيل، مع اندفاع المياه إلى البحر المتوسط عند مدينتي (رأس البر) و(رشيد)، ما أدى لنحت المخرجين بواسطة التيارات البحرية بشكل كبير، ولم ندرس هذا الوضع أو نخطط لحدوثه".

 

كارثة كبرى

 

وقال رئيس هيئة الأرصاد الجوية في مصر الدكتور أحمد عبدالعال: "إن التغيرات المناخية أثرت بشكل واضح على ارتفاع المد والجذر في البحار والمحيطات، وتظهر آثار تلك التغيرات بوضوح في مصر، لأنها من الدول المنخفضة جغرافيا، التي سوف تغمرها مياه البحر"، وحذر من أنه "لا بد من وضع المصدات أو ردم الشواطئ بمسافة 5 أمتار لحماية سواحل الدلتا والإسكندرية".

ووفق تحذيرات صدرت عن مجلة "ناشيونال غيوغرافيك" الأميركية، في وقت سابق، فإن "ارتفاع مستوى البحر المتوسط سيؤدي لأن تغمر المياه مدن بكاملها تحت الماء".

ومن أبرز المدن التي ستختفي من الخريطة بصورة كاملة "القاهرة والإسكندرية ومنطقة الدلتا بالكامل، لتفقد مصر نصف مساحتها تقريبا"، بحسب المجلة.

ومن المتوقع أن يتعرض كوكب الأرض لكارثة كبرى، خصوصا وأن مستوى سطح البحر سيرتفع بنحو 216 قدما مرة واحدة، ما سيخلق عالما جديدا ببحار وشواطئ وسواحل وربما قارات جديدة.

 

المصادر: "الشرق الأوسط" + "الخليج الجديد" + "غدي نيوز" ووكالات

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن