كسارة بتعبورة... دويلة تستبيح الدولة!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, February 12, 2018

كسارة بتعبورة... دويلة تستبيح الدولة!

خاص "غدي نيوز"

 

       "ليش متسلل متل حرامي ع ارضي قلي شو هدفك بركي حدا فكرك عم تسرق وقوص عليك، ع كل حال لح اعطي خبر للاجهزة وشيل المسؤوليه عنا واذا زلمي تعا صور"، بهذه الرسالة أوصل (س. س) من زغرتا (صاحب كسارة في بلدة بتعبورة في شمال لبنان) تهديداته لأبناء منطقة القويطع، فبعد نشر صور للكسارة على صفحة "الكسارة في القويطع" على موقع "فيسبوك".

أرسل المذكور الرسالة عبر الـ inbox إلى القيمين على الصفحة، دون علمه بهوية الشخص الذي التقط الصور، أي أن رسالة التهديد بالقتل موجهة من (س. س) بصورة شاملة، لأي فرد من أهالي القويطع يفكر بالتقاط صور للكسارة، وبجملته، "واذا زلمي تعا صور"، يتهم (س. س) من التقط الصور بالسير على أرضه حيث تعمل كسارته على بعد 100 متر من نهر الجوز، ويهدده بالقتل رميا بالرصاص، فتشير رسالته إلى أنه يمتلك السلاح وأنه سيستعمله ليطلق النار على كل من مشى في الحقول المجاورة للكسارة خوفا منه على "سرقة معداته".  

 

شريعة الغاب 

      

فلو سلمنا جدلا أن (س. س) يملك الحقل وأن صاحب الصور مشى داخله، أي ثقافة هي التي تلجأ إلى القتل بالرصاص، لو أن كلنا (س. س) وأطلقنا النار على كل من مشى في حقلنا أو بجوار منزلنا بتهمة أنه سارق، فأي نوع من البشر نكون وأي مجتمع. تعكس رسالة (س. س) الميالة لقتل المارة من ناحية (قوص عليك) والمستنجدة بالأجهزة من ناحية أخرى (اعطي خبر للاجهزة)، ثقافة اجتماعية فاسدة ووجود نظام سياسي يستعمل السلطة للتسلط على الإنسان والأرض وكافة مجالات الحياة والبيئة في بتعبورة وسواها من المناطق، وفي ظل ذلك، يحمل أحد سكان المنطقة "المسؤولية القانونية والأخلاقية لكل من حمى تواجد شخص مثل (س. س) بيننا رغما عن إرادة الأهالي".  

       والجدير ذكره، أنه بمجهود الأهالي، ودون أي مساندة من البلديات المعنية، كان قد صدر مرسوم من وزارة البيئة في آب (أغسطس) 2017، رقمه 187/ب/ش/2017، يقضي بإقفال الكسارة لعدم قانونيتها وعدم استيفائها لأبسط الشروط البيئية والصحية على أكثر من صعيد، ويطلب المرسوم من صاحب الكسارة "تفكيكها وإلزامه رفع الضرر الحاصل" ضمن المهلة القانونية، تبعا لذلك، توقفت الكسارة عن العمل في آب (أغسطس) الماضي لتعاود الحفر في كانون الثاني (يناير) 2018، عندها قام شباب من المنطقة بزيارة المكان والتقاط الصور لطرح الموضوع مجددا على العلن، وفي استهتار وتعنت لهيبة الدولة، كانت شريعة الغاب في انتظارهم.

أما السؤال الذي يراود الجميع فهو دور وموقف بلدية بتعبورة من كل ذلك، بحسب بعض أهالي المنطقة، ما كان (س. س) ليجروء على البدء بالعمل والتعامل مع السكان بهذه الطريقة المهينة والاعتباطية، لولا أن البلديات المجاورة للكسارة أعطته الضوء الأخضر منذ البداية، ويوضح الأهالي أن ليس جميع أعضاء البلديات يريدون الكسارة، كما أن البعض منهم لم يكن على علم بما كان يحضّر.  

 

لامبالاة البلدية

 

       وتبقى بعض هذه البلديات ملتزمة الصمت والتجاهل المطلق وتتخاذل عن القيام بأي عمل قد يضر بمصلحة الكسارة وبالممارسات الإقطاعية لـ (س. س) على الرغم من مطالبة الأهالي المستمرة لها بالتحرك، فمنذ بدء أعمال الحفر، يشير الأهالي إلى أن بلدية بتعبورة تكتمت عن المشكلة وهي حتى الساعة (بعد أكثر من سنة ورغم كل ما حصل) لم يصدر عنها أي قرار أو سؤال، أو حتى كلمة واحدة تدين المخالفات التي يرتكبها (س. س) بحق المنطقة وأهلها، بل وتتعامل مع الموضوع بلامبالاة متناهية وكأن الكسارة غير موجودة، علما بأن اعمال الحفر مجاورة للطريق العام وحجم الدمار بات مريبا، أو أنها تنفي قدرتها على القيام بأي شيء.   

       ونقلا عن أحد السكان، لدى مساءلة أعضاء البلدية عن الموضوع عندما كان لا يزال في بداياته، قالوا أن "صاحب الكسارة مدعوم سياسيا ومن المستحيل إيقافه"، بهذا المنطق، نأمل أن تتوقف أماني (س. س) عند جني الأموال من الكسارة وعند تهديدنا بالقتل وإرهابنا من التوجه إلى النهر، وألا يخطر بباله أن يطالبنا بالمزيد كالاستثمار في نسائنا أو ببيوتنا، فهو مدعوم سياسيا ونحن مكتوفي الأيدي".

       وعملا برسالتنا في إيصال صوت الناس والمتضررين من أي ممارسات تطاول المواطن في أي منطقة من لبنان، يوصل موقعنا ghadinews.net، هذه المعلومات نقلا عن بعض أهالي المنطقة، ونعطيهم الفرصة للتعبير عن معاناتهم، كما نتيح للبلدية ولصاحب الكسارة حق الرد أو التوضيح.

 

 

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن