إيلي نافعة "عريس السماء"... ضحية عضة كلب أم الجهل والإهمال؟!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, February 14, 2018

إيلي نافعة "عريس السماء"... ضحية عضة كلب أم الجهل والإهمال؟!

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

      

       لا تزال معاناة آل نافعة في شكا ماثلة كجرح راعف، لن يلتئم، فالألم كبير وأنى أن تخمده المواساة ولو بعد حين، فالراحل إيلي نافعة، وحيد عائلته، وابن الواحد والعشرين ربيعا بات في عرف محبيه "عريس السماء"، خطفه الجهل والإهمال نتيجة عضة كلب أليف مسعور، كان من المفترض أن يكون محصنا بلقاح، خصوصا وأنه ليس كلبا ضالا يهيم في الشوارع والأحياء السكنية.

       ولا عزاء لذويه، فالمصاب جلل، لكن هذه الحادثة التي يعتصر لها القلب ألما وحرقة سلطت الضوء على قضية لا تتطلب معالجتها إلا حدا أدنى من المسؤولية، فالسعار أو داء الكلب يمكن أن يهدد أي مجتمع، وهو تماما كما أي نوع آخر من الأوبئة القاتلة، ولا ينقله الكلب بالضرورة وإنما أي كائن حي أليف أم بري.

 

داء الكلب

 

       منذ ابتكاره في القرن التاسع عشر من قبل العالم الكبير لويس باستور، اعتبر لقاح الكلب اكتشافا باهرا في وقته وعلى مر السنين، خصوصا وأنه ساهم بالقضاء على داء الكلب القاتل والذي كان يصيب الكثيرين، على أنه في وقته، اعتبرت تجربة القاح على الإنسان عملا معارضا للأخلاق الطبيةMedical Ethics ، إلا أن نجاة طفل مصاب بهذا الداء القاتل شفع للعالم باستور، خصوصا وأن إجراء اللقاح تم على أيدي أطباء في مستشفى للأطفال.

       إلا أن هذا الاكتشاف الباهر لم يمكنه أن ينقذ الشاب إيلي نافعة الذي بقي يعاني من داء السعار (الكَلب) منذ الثامن من شهر كانون الثاني (يناير) في مستشفى الجعيتاوي في بيروت بعد إصابته إثر عضة كلب أليف، يقتنيه جار له، وكان قد أكد المذكور للمستشفى أن كلبه ملقح ضد داء الكلب، وبالمقابل، قامت المستشفى بإعطائه اللقاح احترازيا، ولكن وفقا للمعلومات تبين لاحقا أن الكلب مصاب بهذا المرض، وعمد صاحبه إلى إخفاء جثته، ولكن كان قد سبق السيف العذل، خصوصا وإن إصابة نافعة كانت في رأسه وخده، ما أدى إلى وفاته متأثرا بمضاعفات المرض.

 

الكلام لا يفي للتعزية

 

وقد واكبت خبر وفاته ردود فعل متناقضة، من مطالبين بقتل الكلاب الشاردة في منطقة شكا والجوار، وآخرين طالبوا بالتحقيق بهذا الموضوع، وبين ناشطين منددين بالدعوة لمكافحة الكلاب بالتسميم وإطلاق النار، والضحايا من الكلاب الشاردة التي لم يكن هذا الكلب "الأليف" من ضمنها.

       وكنا في مقالين سابقين في موقعنا ghadinews.net، قد تابعنا مع وزارتي الزراعة والصحة، موضوع داء الكلب، وتفاصيل الوقاية منه، وما قامت به الوزارتان من تدابير للحد من انتشاره ومكافحته والوقاية منه، وننتظر لنتبين نتائج التحقيق لنتابع هذا الموضوع الشائك، خصوصا وأنه في حضرة الموت، خصوصا لشاب في ريعان شبابه، ووحيد والديه، وبهذا الداء القاتل، فالكلام لا يفي للتعزية بكل ما يعتمل في صدر الأم الثكلى، وهي تدفن وحيدها بعد انتظار مجيئه وفقا للمعلومات 11 عاما، ولا لأهله وأصدقائه الذين رافقوه في شهره الأخير في هذه الدنيا إلى مثواه الأخير.

       يبقى أن نمنع حدوث هذا الأمر مع شخص آخر، وهنا نستعيد ما أشار إليه الخبراء في وزارتي الزراعة والصحة، ونبدأ بوزارة الزراعة على لسان رئيس مصلحة الصحة الحيوانية الدكتور باسل بزال لجهة ضرورة تلقيح كافة الكلاب الشاردة والتأكد من تلقيح الأليفة منها، ما يضع مسؤولية على جميع المعنيين من وزارات معنية واتحاد بلديات وبلديات وأفراد وناشطين بمتابعة هذا الأمر، فضلا عن عدم الإتجاه للتخلص من هذه الحيوانات، بأي من الطرق الوحشية، فعملية تسميمها أو قتلها بالرصاص، لن يلغي وجود المرض، بل قد يساهم بانتشاره بصورة أوسع، كون كافة إفرازات الحيوان المصاب ولحمه وجيفته قد تصيب الحيوانات التي تتغذى عليه بالمرض، لذا تتابع وزارة الزراعة عمليات تلقيح الحيوانات البرية وكلاب الرعيان، خوفا من انتقال هذا المرض إلى الماشية وبالتالي إلى البشر.

 

بروتوكول 2016

 

       من جهة أخرى، وبعد التعرض لعضة كلب، ووفقا لمذكرة صادرة عن وزارة الصحة مؤخرا، من الضروري إحضار دفتر اللقاحات الخاصة بالكلب، وفي حال عدم توفره لكونه كلبا ضالا، أو عدم إبرازه، يتوجب التعامل مع الحالة كسعار، ويعالج المريض وفقا لإصابته، ووفقا للبروتوكول المعتمد منذ العام 2016، بوجوب إعطاء اللقاح في حال تلقي المصاب عضة في الأطراف، بالمقابل فعضة الرأس أو الكتف مثلا، ولقربها من الجهاز العصبي، من الضروري فضلا عن تلقي اللقاح، أن يعطى المصاب الأجسام المضادة Immunoglobulins، والتأكد من أخذ كافة جرعات اللقاح، ومتابعة الكلب للتأكد من خلوه من داء الكلب، وعندها يكون اللقاح والعلاج المضاد احترازيا.

       من جهتنا في موقعنا ghadinews.net، نأمل بإيجاد حل جذري وشامل لمشكلة الكلاب الضالة، وأن يوصل التحقيق إلى الإقتصاص لـ "عريس السماء" إيلي نافعة من الجناة الحقيقيين، ونعزي أهل شكا، ولبنان بوفاته، ونتمنى ألا يختبر أي شخص، ما عاناه، وما تعانيه والدته ومحبوه، ولكن لو قتلت كافة كلاب العالم، فلا يمكن إرجاع نافعة إلى حضن والدته، ولكن يمكننا أن نمنع من أن يلقى مواطنون آخرون مصيره.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن