تغيـّر المناخ يهدد موارد المياه العذبة في العالم!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, February 14, 2018

وارتفاع الطلب 55 بالمئة بسبب النمو السكاني

"غدي نيوز" - متابعات -

 

تواجه الأرض أزمة مياه منذ أمد بعيد، "لكن ارتفاع حرارتها بفعل تغيّر المناخ يهدد بمفاقمتها وتسريع وتيرتها، ليكون العالم على أبواب أزمة وشيكة في المياه العذبة"، هذا ما أشارت إليه وكالة الصحافة الفرنسية AFP، في تحقيق نشرته اليوم الأربعاء 14 شباط (فبراير).

وفي ظلّ الانفجار السكاني والإفراط في الريّ وغيرها من العوامل البشرية، أصبحت خزانات المياه العذبة الطبيعية في الأرض مهددة بالجفاف، ثم أضيف إلى ذلك الاحترار المناخي الذي يوشك، إن استمرت وتيرته على حالها، بالتسبب مع العوامل الأخرى بأزمة كبيرة في المياه العذبة على الأرض.

 

مقاطعة الكاب الغربية

 

قبل سنوات، كانت مدينة كيب تاون، ثاني أكبر مدن جنوب أفريقيا، بمنأى عن أزمة الجفاف. ففي عام 2014 كانت خزاناتها الستة مليئة بالماء، لكن بعد ثلاث سنوات من الجفاف القاسي بلغت هذه الخزانات أدنى منسوب لها، وبات السكان مدعوين لعدم استخدام أكثر من خمسين ليتراً يومياً للشخص الواحد.

وكان خبراء المناخ حذّروا من هذا الأمر، وقالت المسؤولة في مقاطعة الكاب الغربية هيلين زيل: "قد يضربنا الاحترار المناخي عام 2025 (...) لقد حذّرتني خدمات الأرصاد الجوية من أن نماذجهم لم تعد صالحة".

 

سهل الغانج

 

في العقود الماضية، أخذت أزمة المياه بالتمدد في العالم. وصار المنتدى الاقتصادي العالمي يدرجها ضمن التهديدات العالمية التي يمكن أن يكون لها أشد الآثار، مثل الكوارث الطبيعية وموجات الهجرة والقرصنة المعلوماتية.

وفي سهل الغانج، حيث يعيش 600 مليون شخص بين الهند وباكستان وبنغلادش، "تُضخّ المياه الجوفية بوتيرة مرعبة"، وفق غراهام كوغلي الباحث في "جامعة ترنت" الكندية. وأظهرت دراسة حديثة أن نصف المياه هناك ملوّث بالملح والزرنيخ، وغير صالحة للري والشرب.

وتؤمّن الخزانات الجوفية مياه الشرب لما لا يقل عن نصف سكان الأرض، إضافة إلى 40 بالمئة من الماء المستخدم في الزراعة.

لكن هذه الخزانات لا تمتلئ بسهولة كما يمتلئ أي خزان بعد هطول المطر. ولذا فإن هذه الخزانات الجوفية لا يمكن أن تعدّ مصدراً متجدداً للمياه. ووفقاً لعالم المناخ بيتر غليك، فإن غالبية مناطق العالم قد بلغت "ذروتها المائية". ويوضح ذلك لوكالة "فرانس برس"، قائلاً: "الناس يعيشون في مناطق يستخدمون كل المياه المتجددة فيها، بل أسوأ من ذلك، اذ يفرطون في ضخّ المياه الجوفية".

 

آثار كارثية

 

ومن شأن سوء الاستخدام هذا أن يؤدي لتسرّب المياه المالحة إلى الخزانات الجوفية، وأيضاً إلى انهيارات في التربة تجعل عشرات المدن مثل جاكرتا ومكسيكو وطـــوكيو تغــوص في الأرض قليلاً كل سنة.

يقول آريين هوكسترا من "جامعة تفنته" الهولندية "يعاني نصف بليون شخص في العالم من نقص المياه على مدار السنة، ويضاف إلى كل ذلك الشحّ في المياه الناجم عن الاحترار المناخي".

فقد ارتفعت حرارة الأرض درجة واحدة مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، ويتخوّف الخبراء من أن يبلغ هذا الارتفاع درجة ونصف درجة، أو درجتين خلال القرن الحالي، مع ما يعنيه ذلك من آثار كارثية على المناخ والبيئة والمياه.

 

النمو السكاني

 

ويقول خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، إن كل درجة من الارتفاع تجعل 7 بالمئة من سكان الأرض يفقدون 20 بالمئة من مواردهم من المياه المتجددة. وعلى العالم أن يواجه مع حلول عام 2030، عجزاً في المياه بنسبة 40 بالمئة من الحاجة، في حال لم تتخذ الإجــراءات الضرورية لوقف احترار الأرض.

وفي الوقت ذاته، يُتوقّع أن يرتفع الطلب بنسبة 55 بالمئة بسبب النمو السكاني، خصوصاً في مدن الدول النامية.

ويقول غليك "مع تفاقم ظاهرة التغير المناخي، ستتفاقم آثارها على موارد المياه"، ويتوقع أن تكون مناطق واسعة من أفريقيا هي الأكثر تأثراً بهذا الأمر.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن