ندى زعرور... وأخضر أحلامنا

Ghadi news

Friday, March 2, 2018

ندى زعرور... وأخضر أحلامنا

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -

 

تعيش النساء في بلداننا العربية – ولبنان ليس استثناء – شكلا من أشكال العبودية المقنعة، وإلا كيف نفسر غياب المرأة عن الندوة البرلمانية؟ وماذا يعني إقصاؤها عن مواقع القرار في السلطة التنفيذية؟

في ظل مجتمع تسود فيه سلطة الرجل تظل المرأة مُستلَبة إرادتها، وما نسمعه من أصوات داعمة لتواجد المرأة في حاضرة العمل السياسي، ليس إلا مجرد خطاب رنان وأجوف، يراد منه التضليل والتورية، إذ ليس ثمة مسؤول واحد كرس المناصفة في تشكيل اللوائح، وفي اختيار "كوتا" الوزراء خاصته، إلا في ما ندر، ما يؤكد أننا ما نزال أسرى خطاب لا يتوانى أصحابه عن الكذب والادعاء.

ممنوع على المرأة أن تقترع إلا وهي ملحقة بقرار الزوج، فهي حتى الآن مجرد رقم يجيره الرجل في تبعيته العمياء لزعماء الطوائف، والاستثناءات قليلة، أي أنها غير قادرة حتى الآن على تخطي السائد في مجتمع ذكوري "قولب" المرأة في نطاق رغباته المريضة، عبر القوانين المجحفة والموروث الديني، فالمرأة من ضلع الرجل، وليس هو من رحمها، والتصدي لهذه الإشكالية يعني حكما الاشتباك مع المؤسسة الدينية وقوانينها الصارمة، وهذا يؤكد حجم الضغوط التي تواجهها المرأة في مسار حياتها.

وليس بمستغرب أن تطل لوائح العديد من القوى السياسية الطوائفية جرداء كصحراء قاحلة، دون وجه نسائي واحد، صحراء لا أثر فيها لواحة وخضرة وجمال، فكل "لائحة ذكورية" بالكامل لا يعول عليها، فالمرأة تؤنسن أفكارنا وتعرينا من مفاهيم ساذجة هي نتاج تراكمات متوارثة، يوم أدان الذكر المرأة لأنه "أغوته" ليقطف من شجرة المعرفة، وإذل سلمنا بالمقولة التوراتية، فالمرأة حفزت الرجل من أجل أن يعلم ويستكشف، ودعوتها لم تكن غواية!

لا ندعم المرأة لمجرد انحيازنا لقضية اجتماعية، فالمسألة أبعد من ذلك بكثير، هي قضية الإنسان بغض النظر عن اللون والجنس والعرق، وانحيازنا بهذا المعنى، لكل المضطهدين نساء ورجالا، شعوبا ومجتمعات تواجه الفقر والجوع، ولا يمكن فصل معاناة المرأة عن مسار تاريخي ساده الظلم والاستبداد.

ننظر بكثير من الأمل إلى نساء واجهنَ كل هذا الحجم من الصعوبات، وآثرن التواجد في حاضرة العمل العام، وتقدمن بالترشيح لخوض غمار الاستحقاق النيابي، ومن بينهن رئيسة " حزب الخضر اللبناني " ندى زعرور ، المرأة العصامية التي كابدت الصعوبات، وسلكت طريق النساء الأوائل اللواتي عبدن الطريق للمرأة لتواجه الظلم الاجتماعي، من نظيرة زين الدين إلى ليندا مطر وغيرهن كثيرات حلقنَ أبعد من حدود النظرة النمطية الشوهاء التي طاردت ولا تزال المرأة في لبنان.

ومن ندى زعرور إلى سائر النساء المرشحات فسحة أمل، لنواجه يباس السلطة وضمورها بأخضر أحلامنا وفضاء أمنياتنا غير القابلة للذبول والأفول.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن