سوريا: الحرب دمرت التنوع الحيوي... أسماك وطيور على شفا الانقراض!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, March 15, 2018

سوريا: الحرب دمرت التنوع الحيوي... أسماك وطيور على شفا الانقراض!

"غدي نيوز" – متابعات -

 

أشارت وكالة "سبوتنيك" الروسية إلى أن الطيور المهاجرة والمحلية في سوريا لم تسلم من الحرب، التي تسببت في انخفاض أعداد الطيور المحلية وتوقف مجاميع الطيور المهاجرة التي كانت تعبر فوق الأراضي السورية، فسوريا تقع على أهم الخطوط العالمية للطيور المهاجرة ما بين الشمال والجنوب وبالعكس في حلتي الخريف والربيع، كما أنها تعد موئلاً هاماً للعديد من الطيور الزائرة أو المقيمة لاستكمال دورة التكاثر.

 

الطيور تبحث عن الأمان

 

في هذا السياق، أوضح الباحث البيئي، رئيس مركز حماية الثروة السمكية في منطقة البوكمال، المهندس طالب حنيش عبيد لـ"سبوتنيك"، أن الحرب التي تتعرض لها سوريا أثرت على الحياة البرية والنهرية وسببت في اختفاء بعض الأنواع وغيابها في البيئة النهرية "حوض الفرات" والبيئة البرية "بادية الشام" ومنها بعض العجائب في سلوك الطيور والأسماك أثناء الظروف غير الطبيعية "الشدة  الأزمات" حول هجرة الطيور والأسماك في الظروف العادية الطبيعية وفي الظروف غير الطبيعية القسرية، لا سيما وأن الكائنات الحية على العموم تعاني من الظروف غير الطبيعية والأزمات والفوضى أكثر مما يعاني البشر، فهي تهاجر من مكان إلى آخر وتبحث عن الأمان والاستقرار، فالطيور تشعر بحدوث الخطر من مكان إلى آخر وتبحث عن الأمان والاستقرار.

وبين عبيد أنه يوجد في حوض الفرات 17 نوعاً من الطيور، منها طيور القطا والبط الكندي، وعانت الطيور هذه في الأزمة أكثر من الإنسان، حيث أن طيور القطا لم تأتِ إلى سوريا منذ بداية الأحداث إلا بأعداد قليلة جداً، والبط كذلك الأمر، وطيور الفطيفل المرافق لبعض الأنواع المهاجرة، وهذه الأنواع لا توجد في حوض الفرات بسبب الحرب وغيرت اتجاه الهجرة وأخذت أقصى الشرق، ومن ثم فوق الفرات إلى تركيا ولم تعد بشكل مجاميع بل أعداد قليلة.

وأشار عبيد إلى أن الطيور تبحث عن الأمان وهي أكثر حساسية بالشعور بالخطر من الأسماك، وتهاجر الطيور بسبب تغير المناخ والظروف البيئية لتبحث عن ظروف التكاثر الملائمة، ومن العجائب والغرائب أن الطيور تهاجر بشكل مجاميع للنوع الواحد وبصورة هندسية منتظمة كما في هجرة الأسماك، ونلاحظ هذه الظاهرة فوق حوض الفرات، مثل أنواع البط، الإوز، والزرازير والقطا، ودأت تغير مسارها أثناء الهجرة عندما تشعر بالخطر، وأغلب الطيور المهاجرة من أوروبا وآسيا تمر بسماء الشام، ومن ثم تستريح في نهر الفرات، في حين يبقى قسم منها من كانون الأول (ديسمبر) حتى نيسان (أبريل) مثل البط الكندي (البط الغطاس) الأسود بعد أن تقطع آلاف الكيلومترات فوق البحار والمحيطات، وعندما تتعب المجاميع المهاجرة فان قسماً منها ينزل إلى الماء ويضحي للحفاظ على النوع بالبقاء فيموت قسم من الطيور ويتابع القسم الآخر مسيره.

وأضاف عبيد أن طيور القطا تستقر بهجرتها في بادية الشام حيث تضع بيوضها في شهري آذار (مارس) ونيسان (أبريل) حتى التفقيس.

 

انخفاض أعداد الأسماك

 

وبين عبيد أن الهجرة في الأحوال الطبيعية هي انتقال الأسماك من مكان إلى آخر في البيئة النهرية بغرض التكاثر، أو بحثاً عن الغذاء والأمان، وتهاجر بشكل مجموعات للنوع الواحد وباتجاه واحد، وإما أن يكون سبب الهجرة هو التكاثر حيث أن هذا النوع من الهجرة تسمى هجرة مؤقتة، لأن تلك الأنواع تعود إلى مواقعها السابقة بعد انتهاء عملية التكاثر أو أن تكون الهجرة بحثاً عن الأمان أيضا تكون مؤقتة، فإن الأسماك ترجع إلى مواقعها بعد زوال سبب الهجرة مثال "أصوات الديناميت" أو أن تكون الهجرة دائمة حيث تغادر الأنواع السمكية إلى مواقع نهرية أكثر أماناً في حال شعورها بوجود خطر دائم.

وأشار عبيد إلى أن سمك الفرخ وهو نوع فراتي يصل وزنه أكثر من 200 كلغ ويتميز به نهر الفرات ولا يوجد هذا النوع في البيئات النهرية الأخرى في العالم، فيعتبر هوية نهر الفرات ومن المؤسف جداً أن هذا النوع بدأ يتناقص عدده، فمنذ أكثر من ثلاثين سنة كان الصيادون يصيدون سمك الفرخ بواسطة الخيط بكثرة وبالأحجام الكبيرة، إلا أنه في الوقت الحالي انخفض تواجد هذا النوع بسبب الصيد الجائر بواسطة الوسائل الممنوعة (السموم، الديناميت والكهرباء)، علماً أن هذا النوع من الأسماك يهاجر بعكس اتجاه النهر بغرض التكاثر، وذلك في منتصف شهر آذار (مارس) باحثاً عن مواقع مناسبة للتكاثر، وفي حال وجود خطر في الموقع يبقى متجها عكس اتجاه النهر حتى يشعر بالأمان، حيث يقوم الذكر والأنثى بوضع البيوض بنفس الموقع، أما الهجرة القسرية تتم بوجود الخطر في موقع ما ويتجه عكس اتجاه الخطر حتى يصل إلى موقع آمن.

وكذلك السمك البني يصل وزنه إلى أكثر من 10 كلغ ويهاجر بشكل مجاميع، ويعتبر هذا النوع أقل تأثراً بالظروف غير الطبيعية، لذلك نجد أن هذا النوع ما زال يحتفظ بأعداده في نهر الفرات لشدة مقاومته، أما سمك الرومي يصل وزنه إلى 15 كلغ ويتكاثر في شهر أيار (مايو)، فهو من الأسماك الحساسة لظروف الخطر ويهاجر مواقع الخطر ولا يعود إلا بوجود الأمان ويختار البيئة الرملية والحصى الناعم للتكاثر، وبدأت أنواعه تتناقص في الفترة الأخيرة بسبب الصيد الجائر والحرب كما يوجد أنواع أخرى تسمى البوري، والمشط، الحوار والحنكليس، وان كل هذه الأنواع تتراجع من الناحية العددية لعدم وجود الظروف الطبيعية والبيئة المناسبة، أما الأسماك التي قاومت الظروف البيئية فقد هاجرت إلى مواقع نهرية أكثر أماناً.

 

مهجرة ومستوطنة

 

وأوضح معاون وزير الزراعة في سوريا المهندس أحمد قاديش أنه بالنسبة للحيوانات والطيور البرية في سوريا  بعضها انقرض وبعضها أصبح قريباً من الانقراض، وبعضها ما زال موجوداً وهي تقسم بين حيوانات وطيور (مهاجرة ومستوطنة).

وأضاف قاديش أن بعض التقارير المحلية المتعلقة بالطيور البرية تشير بأنه يوجد في بلاد الشام ما يقارب 500  نوعاً من الطيور تنتمي لنحو 206 جنساً وما يزيد على 65 عائلة ونحو 21 رتبة حتى الآن لا توجد المعلومات الدقيقة عنها.

وبشكل عام يمكن القول بأن أكثر أجناس الطيور شيوعاً في البلاد هي: "الزريقة والدرسة والنورس والأبلق وخطاف البحر والصقور الأصلية".

أما أكثر العائلات انتشاراً فهي "الهوازج  والشحرورية والبطية والكواسر". أما الرتب الممثلة بأكبر عدد من الأنواع  فتشمل على الطيور المغردة (حوالي 190 نوعاً)  والطيور الزقزاقية (القطاطية) (85 نوعاً)  والوزيات (30 نوعاً)، علماً أنه يعيش بالمنطقة ما يقارب 170 نوعهاً من الطيور المفرخة منها المائة نوع تقريباً من الطيور المقيمة و50 نوعاً من الأنواع المفرخة  ويعتبر هذا العدد كبير خاصة عند مقارنته بمناطق أخرى من العالم.

 

بتصرف عن "سبوتنيك"

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن