شركة تصنع الأحذية من جلود النعام وأفراس النهر

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, March 28, 2018

شركة تصنع الأحذية من جلود النعام وأفراس النهر

"غدي نيوز" - متابعات -

 

يمتلئ الهواء برائحة الأحذية الجديدة داخل مقر شركة "كورتني بووت"، بينما ينهمك فريق من 16 عاملا من الحرفيين بتأنٍ في صنع أحذية طويلة تستخدم في رحلات السفاري.

يستغرق صنع كل زوج من تلك الأحذية أسبوعين من البداية حتى النهاية، ولا يمكن القول إن شركة "كورتني بووت" تتسرع في إنتاجها، لأن عمل الشركة - التي تعتبر واحدة من أبرز الأسماء التجارية في مجال صناعة الأحذية يدويا - يقتصر على صنع 18 زوجاً يومياً فقط من تلك الأحذية.

وتشكل "كورتني بووت"، التي تأسست في عام 1991، بمدينة بولاواي، وهي ثاني أكبر مدينة في زيمبابوي، قصة نجاح لصناعة فريدة من نوعها، في بلد يعانى اقتصاده بشكل كبير منذ أكثر من 20 سنة.

وتستخدم الشركة جلودا مميزة وفريدة مثل جلود التماسيح، والثيران، وأفراس النهر، والنعام، وهي حيوانات تأتي جميعها من مصادر مستدامة وتخضع لموافقة من "معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالإنقراض". ويظل الطلب كبيراً جداً على هذه الأحذية حول العالم.

 

الحذاء الأفضل والأكثر راحة

 

واشترك الزوجان جون ورايس غيل في إدارة الشركة معا لنحو 21 عاما، حتى وفاة جون في 2012. ومنذ ذلك الحين تتولى غيل إدارة الشركة بنفسها.

بدأ جون في صناعة الأحذية في المملكة المتحدة في عام 1953 عندما كان في الخامسة عشر من عمره، حيث عمل مع شركة "كلاركس" الشهيرة للأحذية. ومن هناك، انطلق إلى جنوب أفريقيا قبل الانتقال إلى زيمبابوي.

وتقول غيل: "البدايات الأولى، صنعنا حذاء من نوع خاص لكل متنزه سفاري معروف في زيمبابوي، وجنوب أفريقيا مجاناً، وأوصلنا أغلبها بأنفسنا"، وأضافت: "ينتعل مشغلو تلك السفاري الأحذية التي نصنعها وهم في الأدغال مع زبائنهم القادمين من بلدان أخرى، وبذلك فهم يروجون لمنتجنا، ويسمع الزوار عن شركتنا من خلال نقل المعلومة من شخص لآخر، وبعدها، يبحث الزائرون عن فروعنا في زيمبابوي وجنوب أفريقيا ليشتروا لأنفسهم أحذية "كورتني" ليأخذوها معهم إلى بلادهم في نهاية العطلة، ثم يزكونها كذلك لأصدقائهم الذين سيطلبونها عبر الإنترنت لأنفسهم من بلدانهم".

كما أصبح أكبر مزارعي زيمبابوي التجاريين، وخصوصا من أصحاب البشرة البيضاء، من أكثر زبائن تلك الأحذية. وتقول غيل "لدينا ثلاثة زبائن أساسيين، وهم الصيادون، والمزارعون، والسياح".

نمت الشركة بشكل كبير حتى في فترة الكساد الاقتصادي والسياسي الذي ضرب زيمبابوي في عام 2000، عندما خسرت الشركة أغلب زبائنها المحليين. وذلك لأن غالبية المزارعين البيض غادروا البلاد، كما انخفض معدل زيارة السياح بشكل حاد.

ولتتمكن الشركة من الاستمرار، ركزت غيل على الصادرات التي زادت من 50 بالمئة إلى 85 بالمئة حالياً، من إجمالي المبيعات.

وتقول غيل "منذ البداية، أردنا دائماً أن نجعل أحذيتنا متاحة في هذا السوق الجديد حول العالم، بحسب استراتيجيتنا السابقة، لكن زيمبابوي تراجعت كثيرا منذ عام 2000، وأصبح اقتصادها في وضع صعب، ومازالت تعاني حتى اليوم، فإما نصدّر إلى الخارج أو نموت".

ومع زيادة الطلب من بعض العلامات التجارية العالمية على بضائع الشركة، بما في ذلك شركات بيع الأسلحة، مثل شركة جون ريغبي، وويسلي ريتشاردس، تقول غيل إن 70 بالمئة من مبيعاتها باتت تنفذ عبر الإنترنت، وأن 20 بالمئة من هذه النسبة تتم عبر موقع شركة "كورتني" الخاص على الإنترنت.

كل زوج من الأحذية تبيعه الشركة، والذي تتراوح قيمته بين 145 إلى 492 دولاراً أميركياً، يُصنع وفقا للطلب داخل الورشة الصغيرة للشركة، ولن تزيد الشركة إنتاجها أكثر من 30 زوجا من الأحذية في اليوم، لكي تحافظ على جودة منتجاتها. وتعلق غيل على ذلك قائلة "أنا أتبع هذه الاستراتيجية بالتأكيد".

وتضيف: "أود أن أقول إن هناك عدة عوامل وراء نجاحنا في التصدير، لكن أهمها هو تقديم الحذاء الأفضل والأكثر راحةً، والذي يتحمل أطول فترة استعمال ممكنة، وكل تركيزنا ينصب على تقديم المنتج الجيد".

وحول صنع الأحذية على أساس الطلب فقط، تقول غيل "نحن مصنعون ولسنا تجار تجزئة، لا يمكننا أن نجمد رأس مالنا في بضاعة مخزنة".

 

الإنترنت غيّرت قواعد اللعبة

 

أما فونجاي تاريرا، وهو مدير المحافظ الاستثمارية في الصندوق الاستثماري "رودراريوس كابيتال مانجمينت" الذي يتخذ من جنوب أفريقيا مقراً له، فيقول إن القضية الأساسية التي على أي شركة في زيمبابوي أن تأخذها في الاعتبار، هي أنها دولة حبيسة، تحيط بها اليابسة من كل الجهات.

ويضيف: "أغلب التحديات التي يواجهها المصدرون من زيمبابوي تتمحور حول حقيقة أن البلاد يحدها البر من كل أطرافها، فإذا كان الزبون في بلد بعيد، فتكون استراتيجيات التوصيل مقيّدة".

ويقول تايرا إن المعاملات والأوراق المطلوبة لإنهاء إجراءات التصدير ستكون أكثر تعقيدا، وبالتالي سوف تستغرق وقتا أطول.

لكن تاريرا ممتن لوجود شبكة الإنترنت التي "غيّرت قواعد اللعبة" بالنسبة للمصدرين في بلاد مثل زيمبابوي.

ويقول: "من الأسهل الآن بالنسبة للمصنعين أن ينتجوا بضائع وفقاً للطلب، بدلاً من تكديس البضائع التي قد يهددها احتمال عدم البيع على مدى ثلاثة أو ستة أو تسعة أشهر. وهذا يتيح لهم أسواقاً أكبر، وتوسيع رقعة توزيعهم إلى أسواق لم يسبق لهم طرقها".

وتقول غيل "من المؤكد أن سر نجاحنا كمُصدّرين هو طريقة تعاملنا، فالشحن عبر المحيطات بشكل سلس يتطلب الكثير من التواصل والصبر والانتباه إلى التفاصيل".

ورغم أن المبيعات المحلية تتصاعد مرة أخرى ببطء منذ استقالة الرئيس السابق روبرت موغابي في تشرين الثاني (نوفمبر)، فإن غيل ترى أن الأعمال ليست سهلة في زيمبابوي، وتقول "الحياة صعبة جداً هنا، لكننا اخترنا أن نركز على الجانب الإيجابي، وأن نتجنب المشاكل ونعرف كيف ينبغي أن نتصرف".

 

بتصرف عن الـ BBC

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن