من يحمي السنجاب اللبناني المهدد بالانقراض؟!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, April 10, 2018

من يحمي السنجاب اللبناني المهدد بالانقراض؟!

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو -

             

       خلصت دراسة علمية لبنانية أعدها "مركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليها" في مدينة عاليه إلى أن السنجاب اللبناني بات على قائمة الحيوانات المعرضة للانقراض، قد تبدو الدراسة غير ذي معنى لكثيرين ممن لا يعيرون البيئة كحلقة متوازنة اهتماماً وأن الانسان جزء من هذه الحلقة وأن فقدان احداها لا بد وسيرتد سلباً على وجوده، والمسألة بهذا المعنى ليست ترفاً بقدر ما أصبحت جزءاً من هم كوني بات يؤرق العلماء بعيدا من حدود الجغرافيا السياسية، مترافقة مع تحديات كبيرة على مستوى التغير المناخي والتلوث... الخ.

والسنجاب – وحسب احصائيات مراكز علمية دولية، تتخطى انواعه الــ 365 نوعاً، وفي لبنان ثمة نوع واحد يبني اعشاشا خاصة، أو يلجأ الى فتحات الاشجار، وهو يعرف بالسنجاب اللبناني او الفارسي واسمه العلمي Persian Squirrel ويعرف ايضا بالسنجاب الاحمر.

       رئيس المركز الدكتور منير أبو سعيد أشار الى ان "السنجاب موجود في مناطق معينة وهو معرض للانقراض"، لافتاً الى انه "بعد الحرائق يعود الى موقعه ويتناسل من جديد"، وقال: "السنجاب الاحمر كان موجودا في انكلترا، لكن البعض أدخل السنجاب الرمادي وهو اكبر حجما فسيطر على مواقع السنجاب الاحمر وانقرض، وهذا يؤكد اهمية التنبه الى عدم ادخال حيوانات غريبة الى لبنان".

       وقال: "السنجاب يتكاثر في بعض المحميات اللبنانية، والدراسة التي أنجزها مركزنا في محمية اهدن بالتعاون مع الجامعة اللبنانية والطالبة جانيت خوري، بينت أن اعداده مقبولة اذا ما توفرت سبل حمايته"، لافتاً الى أن "السنجاب هو من الحيوانات التي لا تدخل في سبات شتوي، ويبدأ نشاطه مع طلوع الفجر حتى العاشرة صباحا اي بمعدل ثلاث ساعات نهارات وثلاث ساعات قبل المغيب، اما في ايام الشتاء فينتظر حتى سطوع الشمس ليخرج من أعشاشه".

 

يساهم في التشجير

 

       وعن أهمية السنجاب، قال: "دوره الطبيعي والبيئي مهم جدا لانه يخبئ البذار تحت الارض ويساهم في تشجير الغابة تلقائيا، لكن ما تجدر الاشارة اليه ما توصل اليه علماء منذ نحو سنتين، فوجدوا ان السنجاب يخبئ البذور تحت الارض لكن كي لا تنبت جميعها يختار بعض البذور التي سيتركها للشتاء ويقوم بأكل منها ما هو موجود حول الـ Embryo (الجنين) كي لا تفرخ وبهذه الطريقة يبقى لديه طعاما للشتاء، وقد يظن البعض ان السنجاب حيوان مضر بالبيئة لان هذه البذور لا تعود صالحة، لكن نجد من خلال هذا الكشف كيف أن البيئة قائمة على توزان دقيق، فلو ان هذا السنجاب خبأ كل البذور فستنبت جميعها، وبالتالي لن يجد ما يأكله في الشتاء، لكن في الطبيعة ثمة قوانين لا نعرفها، فلو ان كل هذه البذور ستنبت دفعة واحدة فهي لن تعيش، وعندما يقدم السنجاب على أكل الـ Embryo فهذا يعني ان عددا محددا من هذه البذور ستنمو لتتوفر لها فرصة ان تنمو وتكبر".

       وعن مواصفات السنجاب اللبناني، قال: "انه صغير الحجم ويصل طوله الى 30 سنتيمترا مع الذيل، وهو موجود في اوروبا ايضا ومناطق عدة في العالم، وهو يقتات على الحشرات التي تشكل خطرا على اشجار الصنوبر واحيانا يأكل بيوض العصافير"، واعتبر أن "السنجاب يمكن اعتباره مزارع يعمل دون مقابل ولذلك يجب ان نحافظ عليه"، وقال: "ثمة من يشكو من ان السنجاب يقتات على الجوز والصنوبر واللوزيات، وهذا صحيح، لكن عندما نفكر كم زرع السنجاب صنوبر وجوز وما هي الكمية التي يأكلها نجد انه لم يأكل كمية تستحق الذكر".

       وعن ظاهرة بيع السنجاب في محال بيع الحيوانات والطيور، قال: "الخطير في هذا الامر ان السنجاب لا يعيش في قفص، في البرية يعيش 15 سنة، وفي القفص لا يعيش اكثر من ستة اشهر، والآن تعمل "جمعية حيوانات لبنان" Animals Lebanon على مشروع قانون يمنع استيراد وبيع الطيور والحيوانات ونتمنى ان يصار الى اقراره في وقت قريب".

 

مخاطر الانقراض

 

       ورأى أن "الخطر الاكبر الذي يتهدد السنجاب هو استخدام المبيدات وصيده وقطع الاشجار والدهس بالسيارات عندما يتم شق طرقات في الاحراج"، وأشار الى ان "وجوده في محمية اهدن مقبول اذ لدينا معدل سنجاب او اثنين في كل هكتار وهذا المعدل المتعارف عليه دوليا"، واعتبر ان "هذا وحده لا يكفي ولا بد من حمايته كي لا ينقرض"، وقال: "اذا بقي موجودا في محمية اهدن من دون ان يتوزع في مناطق اخرى فهناك خطر ايضا يهدد بانقراضه نتيجة  ما يعرف بزواج القربى ما يؤثر على تكاثره وظهور الجينات السيئة، واذا كان موجودا في محمية فلا يعني ذلك انه بمأمن عن الخطر، لذلك ثمة اهمية لجهة ان يكون هناك تواصل بين جماعات السنجاب وهذا ما حصل في اكثر من دولة وادى الى انقراضه".

       وأشار الى أن "السنجاب يمكن ان يرى الناس لان زاوية الرؤية لديه حوالي 230 درجة ولديه قدرة على التمويه اذ يثبت ويتمدد على اغصان الاشجار ويمدد جسده بشكل يصعب رؤيته ايضا"، ولفت الى ان "كل مجموعة لديها اصوات مختلفة وهي بمثابة انذار، واذا ما شعروا بحركة غريبة ينبهون بعضهم باصدار اصوات معينة، ويتغير الصوت حسب نوع الخطر".

       وأكد أن "المركز ما يزال يجري المزيد من الابحاث على السنجاب"، لافتاً الى ان "ما توصلنا اليه هو ان السنجاب اصبح على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض في لبنان".

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن