يوم الأرض 2018... هل نبحث عن أرض ثانية؟!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, April 23, 2018

يوم الأرض 2018... هل نبحث عن أرض ثانية؟!

خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

 

احتفل محرك البحث الأشهر في العالم " غوغل " بـ " يوم الأرض " في 22 نيسان (أبريل) والمصادف عيد ميلاده الثامن والأربعين، باختياره رسالة وشعار من وسم غوغل المعروف باسم Google Doodle، (وفيه يختار الموقع أشخاصا أو مناسبات هامة للإضاءة عليها)، للعالمة الأسطورية في مجال الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) anthropologist والرئيسيات primatologist  جين غودال وسابقا البارونة Jane van Lawick-Goodall.

اشتهرت الدكتورة غودال (84 عاما) بدراستها لحياة الشمبانزي الاجتماعية والأسرية في تنزانيا في ستينيات القرن الماضي، وقد أشارت إلى أن البشر ليسوا النوع الوحيد الذي يملك شخصيات فردية، وهي طريقة تفكير غير تقليدية في ذلك الوقت، فقد لاحظت السلوك "البشري" بما في ذلك العناق والقبلات والتربيت على الظهر لدى الشمبانزي، وكذلك العواطف بما في ذلك الفرح والحزن.

وقالت غوغل: "تشارك جين رسالتها الشخصية إلى العالم في يوم الأرض ، بما في ذلك بعض إلهامها وما يمكن أن نفعله جميعا ليكون لنا تأثير إيجابي على كوكبنا".

 

رسالة غودال

 

وقالت الدكتورة غودال في رسالتها: "أعتقد أنني ولدت محبة للحيوانات، كانت طفولتي حقاً حيوانات وحيوانات وحيوانات"، وأضافت: "كانت هناك لحظة واحدة مؤثرة كنت فيها في حديقة (غومبي) الوطنية في تنزانيا وبدأت تمطر، ثم توقف المطر واستطعت أن أشم رائحة الشعر الرطب على الشمبانزي وكنت أسمع الحشرات تغني بصوت عال".

وقالت: "شعرت بالتواصل مع الأرض وكان شعورا بالرعب والعجب، في الغابات المطيرة، تتعلم كيف يكون كل شيء بلا حدود - وكيف أن كل نوع مختلف، حتى وإن بدا غير ذي أهمية، له دور يلعبه في نسيج الحياة".

وأشارت إلى أنه "ليس هناك يوم أفضل من يوم الأرض من أن نبذل جهداً حاسماً للعيش في انسجام أفضل مع الطبيعة، فكل فرد مهم، وكل فرد يؤثر على كوكب الأرض كل يوم"، وختمت:"لدينا خيار بشأن نوع الاختلاف الذي سنحدثه".

 

Earth Day 2018

 

لكن ماذا تعلمنا في هذا العام؟، ثمة نقاط عدة وفق تقرير لموقع Vox، أولها أن أزمة البلاستيك أسوأ مما نتصور:

أسوأ الأخبار هذا العام هو جنوح حوت sperm whale على شواطئ اسبانيا الجنوبية، وقد وجد في داخله ما يزيد عن 30 كيلوغراما (64 باوند إنكليزي) من البلاستيك، وقد وجدت دراسة في العام 2015 أنه يلقى بين 4،8 و12،7 مليون طن متري سنويا في المحيطات، وقدرت الدراسة أنه بحلول العام 2050 فإن المحيط سيحتوي بلاستيك أكثر من السمك!

من جهة ثانية وجدت مؤسسة Orb Media أن 83 بالمئة من مياه الشرب تحتوي على ألياف البلاستيك، فضلا عن احتواء 93 بالمئة من مياه الشرب المعلبة ومن علامات تجارية شهيرة عليها.

ويعد الحد من التلوث البلاستيكي موضوعا رئيسيا في يوم الأرض لهذا العام، وهناك حملة رفيعة وشاملة قائمة لحظر القش البلاستيكي على وجه الخصوص، ووقف التعامل بالبلاستيك الذي يستعمل لمرة واحدة، ومن الأخبار الجيدة في هذا المجال اكتشاف انزيم يهضم البلاستيك.

 

خسارة آخر وحيد قرن أبيض

 

وأشار موقع Vox إلى أن معيارا آخر نلتزم بإعادة الإضاءة عليه في يوم الأرض هو عدد الأنواع التي فقدناها إلى الأبد.

فقد أعلنت مصلحة الأسماك والحياة البرية في الولايات المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) أن بقايا marstonia القارضة، وهي حلزون صغير من المياه العذبة وجدت في جورجيا، انقرضت. وقد وصفه مركز التنوع البيولوجي بأنه أول نوع تم إعلانه منقرضا تحت إدارة ترامب، وهو نتيجة لاستغلال المياه بصورة جائرة في الزراعة، فضلا عن التلوث.

وفي العام الماضي أيضاً، أُعلن عن انقراض نوع من الخفافيش ويعرف بـ "بيبستريل جزيرة عيد الميلاد" the Christmas Island Pipistrelle، وهو أحد الخفافيش التي عثر عليها قبالة سواحل أستراليا. كما انقرضت ثلاثة زواحف في الجزيرة، بما في ذلك أحد الزواحف the chained gecko، و"السحلية ذات الذيل الأزرق" the blue-tailed skink، وسحلية whiptail ، وفقا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة the International Union for the Conservation of Nature. ويرجع هذا إلى الأمراض والأنواع الغازية المفترسة.

وبعض الأنواع تتأرجح على حافة الانقراض. وقد نفق آخر وحيد قرن أبيض من شمال السودان، في شهر آذار (مارس) عن عمر يناهز 45 عاما.

وبالمقابل فقد تعافت بعض الأنواع منها ضفدع Black-eyed Leaf Frog، variable harlequin frog، سمكة striped bass، كما أضافت أكاديمية كاليفورنيا للعلوم The California Academy of Sciences 85 نوعا جديدا تشمل نباتات وعقارب وأسماك وديدان بحرية وغيرها.

وقد وجد علماء 800 فرد من الشمبانزي العظيم Pongo tapanuliensis في جزيرة سومطرة.

ومن الأمور الأخرى التي لفت إليها تقرير  Vox، هو ذوبان الجليد من جزيرة غرينلاند بصورة غير مسبوقة، وإن العالم غير مستعد للكوارث الطبيعية نتيجة تغير المناخ، وأن العلم على وشك العثور على أرض ثانية!

 

يوم الأرض

 

بدأ الإحتفال بيوم الأرض عام 1970 بعد زيارة السيناتور الأميركي غايلورد نيلسون Gaylord Nelson لولاية كاليفورنيا عام 1969، ومشاهدة كميات النفط الكبيرة التي تلوث مياه المحيط الهادي بالقرب من السواحل الأميركية لمسافة عدة أميال، ما هدد حياة الأسماك والطيور المائية، وعندما عاد إلى واشنطن، قام السيناتور بعرض قانون لجعل يوم 22 نيسان (أبريل) من كل عام عيدا قوميا للاحتفال بكوكب الأرض.

وتوجه الملايين من الناس إلى الشوارع، للإحتجاج على الآثار السلبية لـ 150 عاما من الثورة الصناعية، وفي عام 1990 أصبح يوميا دوليا.

وتأسست منظمة دولية ضمت 141 دولة للاهتمام ببيئة كوكب الأرض، ويحتفل حاليا 184 بلدا بهذا اليوم، وفي بعض الدول يحتفل بأسبوع الأرض على مدار أسبوع كامل، ويتابع هذه الإحتفالات مئات الملايين حول العالم، وكل مجموعة على طريقتها، وتشتمل الاحتفالات على المشي في مسيرات أو توقيع التماسات وعرائض أو تنظيف شوارع المدن والشواطئ أو زرع نباتات وأشجار، أو اللقاء بمسؤولين منتخبين لمطالبتهم بأمور بيئية مستدامة لمدنهم ومجتمعاتهم.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن