اعتصم أهالي بلدة شكا وعدد من الجمعيات البيئية عند بوابة الجبل المقابلة لشركة "ترابة السبع"، تلبية لدعوة "هيئة حماية البيئة في شكا"، إحتجاجا على إقامة محرقة للنفايات، وإصدار وزير البيئة ناظم الخوري قرارا بتشغيلها لمدة سنة.
وواكبت القوى الأمنية ووسائل الإعلام الاعتصام الذي شارك فيه الى "الهيئة"، مجلس إنماء شكا، رئيس إتحاد بلديات الكورة كريم بوكريم، تجمع "صفر نفايات"، جمعية "الأرض لبنان"، الحركة البيئية اللبنانية و"آندي أكت"، رفعت خلاله يافطات ترفض "محرقة الموت"، وتطالب البلدية والوزير الخوري بـ "إلغاء قرار تشغيلها".

ابي شاهين

وتحدث رئيس "هيئة حماية البيئة" بيار أبي شاهين عن "رفض أبناء شكا للمحرقة"، وقال: "جئتم اليوم من كل لبنان لتقولوا بصوت عال، لا للمحارق ولوقف التجارب بمحرقة شكا لأنها قرار لتهجير أهلنا منها. هذه شكا بلدتنا التي علمتنا كيف ننهض وندافع عنها عند الصعاب، وكيف يتحد أبناءها لرد كل ظلم عنها، ها هي الكورة تصر على أن تبقى خضراء وأن تبقى وجه الشمال المشرق من خلال حفاظها على البيئة".
واردف: "نحن هنا لنكرس معكم هذه المبادىء ولأننا أحرار ونخاف على لبناننا الجميل ولرفض المحرقة المشؤومة في شكا"، مضيفا: "صدفة، وككل مرة، علمنا بقرار البلدية المشؤوم بإنشاء محرقة نفايات، فتحركنا باتجاه وزارة البيئة التي تجاوبت معنا في البدء، لكن ما لبث أن سحب الملف عند الوزير ناظم الخوري وهناك اتخذ القرار بتجربة المحرقة".
واذ اشار الى ان لبنان "موقع على معاهدة ستوكهولم التي تمنع إستحداث محارق جديدة"، سأل:"كيف لمعاليه أن يشرع هكذا مشروع؟ هل أن الدولة لا تحترم توقيعها أو أن مؤامرة تحضر لشكا والجوار، أبطالها معروفون، الأول البلدية دون ان تنتبه لها ودون أن تستشير أهلها، والثاني وزارة البيئة لتسجيل إنجاز على حساب صحة أولادنا"، وقال: "نحن نشك بقدرة المجلس البلدي على إدارة هذه المحرقة، لعدم قدرته تكوين ملف علمي يحقق الأهداف بأقل الأضرار"، معتبرا ان "هذه المحرقة تصنع للعالم الصالص، كما يستدل من زبائنها، ونحن نطمح أن نصل الى احدث التقنيات بهذا المجال للتخلص من النفايات".
وتساءل: "لماذا شكا حقل تجارب، دوما تبدأ فيها الحكاية وتنتهي بكارثة بيئية تضربها وتضرب الجوار؟ إن الغموض الذي عالج به المجلس البلدي، وكعادته، هذا المشروع المعدوم الجدوى، سوى أنه ملوث من الدرجة الاولى، جعلنا نشك بكل ما قامت به البلدية من مشاريع حتى اليوم، وأن هدرا ربما غير متعمد يحصل أو حصل في المال العام ونريد تفسيرا منها. إن الوزارة لا تملك أجهزة لقياس الديوكسين والإنبعاثات وكيف بها أن تجرب؟ وهنا موضع شكنا بأن مؤامرة تحاك ضد شكا".
واكد ان أهالي شكا "بصوت واحد يصرخون، لا نريد محرقة في شكا، نقطة على السطر. ألا يكفينا ما فينا حتى نستجلب لبلدتنا مصائب؟ ألا يكفينا اصابات بالسرطان جراء إنتشار الأميانت في شكا والجوار؟ ألا يكفينا التفجيرات اليومية من شركة "هولسيم" بدرجة 5,3 على قياس ريختر دون أن تتحرك الوزارة وتوقفها".
وشدد على ان شكا "مظلومة أيها السادة، الطائف قال بإنماء متوازن ونحن لا نتمنى حتى لغيرنا تلوث متوازن، لذلك نطلب من معالي الوزير إلغاء هذا القرار ومن البلدية أن تلغي قرارها لأننا لن نستكين حتى تحقيق هذا الأمر".
وختم شاكرا للجمعيات ووسائل الإعلام "مشاركتها في الإعتصام"، مطالبا نواب منطقتي الكورة والبترون "المساعدة في هذا الملف"، داعيا وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل الى "التحرك بسرعة للحفاظ على مليار متر مكعب من المياه العذبة تعوم عليها شكا".