"الجنوبيون الخضر" يوثقون وجود ثلاثة جراء ذئاب

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, May 30, 2018

"الجنوبيون الخضر" يوثقون وجود ثلاثة جراء ذئاب
‎يونس: مؤشر بيئي هام على قدرة البرية على التعافي واستعادة توازنها

خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

 

نشرت جمعية "الجنوبيون الخضر" على صفحتها الخاصة على موقع "فيسبوك"، صورا لثلاثة جراء ذئب داخل جحرهم، ويعد هذا التوثيق سابقة في لبنان، وبارقة أمل بتعافي الحياة البرية، خصوصا بعد تراجع أعداد هذه الذئاب نتيجة لعوامل عدة، ما قوض أسس التوازن البيولوجي ، ولا سيما ما نشهده من تكاثر للخنازير البرية بصورة غير مسبوقة، إنما هو دليل على انحسار نشاط المفترس له وفي هذه الحالة الذئب.

ووفقا لمؤسس ورئيس جمعية "الجنوبيون الخضر" الدكتور هشام يونس "التقط الصورة أحد أصدقاء الجمعية ليلاً ، بحسب ما تبلغنا ويظهر في الصورة" وتحفظ يونس عن ذكر اسمه ومنطقة الجحر حرصاً على سلامة الجراء وحماية لمنطقة الذئاب "الحوز"، كاشفاً عن توثيق موقعين آخرين سابقاً من دون أن يفصح عن الأماكن.

 

حدث بيئي بامتياز

 

وأشار يونس لـ ghadinews.net بأن "هذا حدث بيئي بامتياز لأسباب عدة اولا لانه يوثق تواجد ونشاط الذئاب الرمادية Canis lupus، وتعد من أهم ضواري البرية اللبنانية وتحتل أعلى الشبكة الغذائية، وكان قد انحسر تواجدها ونشاطها بفعل انحسار الموائل نتيجة لتقلص المساحات البرية، والتمدد الاسمنتي العشوائي، والقتل العبثي، فضلا عن تأثير التغير المناخي الذي طال سلوك مختلف الأنواع وهو ما يستوجب قراءة أبعد وأبحاث مستفيضة".

وأضاف يونس: "ثانياً، نحن نتحدث عن تزاوج في نوع يمتاز بسلوك وبنية اجتماعية تعد واحدة من أكثر النظم الاجتماعية البرية تعقيداً، فالتزاوج فيها محصور بشكل كبير بالأفراد القائدة للقطيع (الذكر والأنثى الألفا)، وهذان يتزاوجان مرة في العام، وإذا أخذنا بعين الاعتبار المعدل العمري للذئب، والذي يتاثر بعوامل عدة من بينها توافر الموائل والطرائد، فإن انتاج القطيع الذي يتحدد عدد افراده وفق العاملين السابقين إياهما، يبقى محدودا وهذا يفسر صعوبة الحفاظ على معدلات تزايد الذئاب وتراجع اعدادها في النظم المعرضة والفقيرة".

ولفت إلى أن "هذا يجعل ولادة الجراء الثلاثة، وقد يكون العدد اكبر ولكن هذا ما التقطته العدسة ليلاً، حدثا بيئياً كبيراً، خصوصا وأنه يحدث في لبنان حيث تتعرض الحياة البرية لتحديات خطيرة من التلوث الى المرامل والكسارات، وقطع الأشجار والتعدي على الأحراج، والتمدد العشوائي الاسمنتي، وقلة المحميات، والقتل العبثي، والصيد الجائر ، بحيث تراجعت أعداد أنواع عدة من الحيوانات وبالاخص منها اللاحمة، وهو ما يخل بتوازن النظم البيئية ويلحق أبلغ الضرر بها وبديمومتها وفرص إستعادة حيويتها".

 

حظر صيد الثدييات

 

وقال يونس: "نجاة هذه الجراء مرهون بشكل كبير بوفرة الطرائد، ولذلك فإنه من الضروري الالتزام بحظر الصيد والثدييات منها، كونها تشكل النسبة الكبيرة من غذاء الذئاب، كذلك فإن قتل أحد الأبوين في الأشهر الأولى يقلل من نسبة نجاتها، حيث تعتمد الجراء على والديها والقطيع وما بين الشهر الثامن والعاشر حين تبدأ الصيد مع القطيع، خصوصا اذا كان القطيع صغير (حجم القطيع ايضا يتحدد بوفرة الطرائد ) اذ عادة يتكفل القطيع برعاية الجراء".

وأضاف أن :"حماية الذئاب يكون باحترام منطقة حوزها (يتراوح بين قرابة ٣ كلم ٣٥ كلم تبعاً لعوامل عدة أهمها النشاط البشري ) والتي يعرفها بعض الصيادين وعدم الصيد اثناء موسم تكاثرها والذي يبدأ مع فترة التزاوج ما بين كانون الثاني (يناير) ونيسان (أبريل) بالتزامن مع الربيع (وفرة الطرائد) وفترة حمل (62–75 يوماً) ثم الولادة".

وختم يونس: "نتحفظ عن ذكر المنطقة حرصا على سلامة الذئاب وجرائها، على أمل أن نوثق المزيد من هذه المشاهدات المهمة بيئيا".

 

نادي الذئب الرمادي

 

وتتابع "جمعية الجنوبيون الخضر" وناديها المختص "نادي الذئب الرمادي" نشاطات توعوية وثقافية وبيئية لرفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية الحيوانات البرية، وخصوصا اللاحمة منها كالذئب على صحة الموائل والنظم البيولوجية وصحتها وتكاملها، بهدف زيادة أعدادها وذلك بمنع صيدها والحفاظ على مناطقها بالدعوة والمضي في خطوات لإنشاء محميات عدة تحافظ على فرادة هذه المناطق وتنوعها لعل من أهمها محمية زبقين وياطر والعباسية وعدلون وغيرها.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن