البيئة... إشكاليات فلسفية وأخلاقية!

Ghadi news

Monday, June 11, 2018

البيئة... إشكاليات فلسفية وأخلاقية!

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو - 

 

تحت وطأة أزماتنا المرتبطة بأنماط عيشنا، تولدت منذ النصف الثاني من القرن الماضي أنماط عديدة من المفاهيم، عنوانها الاستدامة كشرط وحيد متاح لمواجهة المستقبل، وترسخت معها رؤى فلسفية راحت تتجذّر في يومياتنا، وصولا إلى طرح أسئلة تطاول مصير الإنسان ووجوده، وتاليا مستقبل الكوكب، بمعنى آخر، ثمة سؤال فلسفي مقترن باليومي من حياتنا، أبعد من أسئلة الفلسفة الكلاسيكية المرتبطة أكثر بالخلق وما بعد الحياة ...الخ. 

راكمت الفلسفة البيئية الكثير من المفاهيم والأفكار، وفي غضون سنوات قليلة بقياس الزمن وصيرورته، مع ما شهده الإنسان من تطور منذ الثورة الصناعية في منتصف القرن التاسع عشر، لم يبلغه خلال مئات وآلاف السنين،حتى تكدست مجموعة من النظريات والمقولات والتساؤلات، تمثل الآن بعضا أدبيات الفلسفة البيئية أو الفلسفة الإيكولوجية Eco-philosophie، وجلُّها يتمحور حول قضايا مفصلية، حيال العلاقة المتبادلة بين الكائنات ومحيطها، بمعنى البيئة التي تعيش بين ظهرانيها، والإنسان جزء ومكون من مكونات الطبيعة، أي أنه على تماس بقوانينها، وما ينجم عن ذلك من استنزاف مقدراتها، تلبية لرغباته الاقتصادية والاستهلاكية، وتوظيف السياسة لتأمين قدر أكبر من الإستغلال والاستئثار، ما قاد إلى فوارق صادمة اقتصاديا واجتماعيا، طرحت وما تزال كرامة الإنسان، ومجموع القيم والمناقب، وثمة أمثلة صارخة وسط ما نشهد من تهدم أخلاقيتنا بشكل لم تعهده البشرية من قبل، رغم ما عاشته في عصور مظلمة!

لا بد للفلسفة البيئية أن تكون متسمة بنزوع ثوري، في سياق تغيير القيم المجتمعية، وتحديد عناوين جديدة لحضارة تقوم على أنقاض الموروث من أفكار وقيم، أفضت – وما تزال – إلى تدهور وتدمير المنظومات الإيكولوجية، ولا سيما لجهة تهديد الغابات المدارية، وهي تعتبر رئة الأرض، وفي حدود معينة، أحد أهم عناصر الحياة، فضلا عن تدهور منظومات البحار والأنهار، وتهديد الحياة البرية، والتلوث المهدد لمجمل مقومات الحياة على الكوكب، خصوصا وأننا نعيش معادلة مناخية بدأنا نشهد نتائجها المدمرة للمرة في تاريخنا الإنساني.

وسط كل هذه الإشكاليات، وهي على كثير من التعقيد بما تطرح من أسئلة وهواجس، نجد أن الإنسان سيكون مدعوا إلى للعمل من أجل بلورة خطاب إيكولوجي يكون مرتكزا إلى معايير أخلاقية، تتعدى مصيره إلى احترام قوانين الطبيعة والحياة بكل مكوناتها ونظمها، والمواءمة بين متطلباته ومرتكزات الحياة لسائر الموجودات التي تشاركه الحياة على مساحة الأرض، أو بيتنا المشترك.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن