استعادة الغابات لمواجهة تغير المناخ والاحترار العالمي

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, August 17, 2018

زيادة التنوع البيولوجي وتحسين نوعية التربة والهواء

"غدي نيوز" - متابعات

 

كشفت دراسة أجراها فريق من الباحثين من "جامعة إكسيتر" البريطانية أن الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بحيث لا تزيد عن حدود الـ1.5 درجة مئوية، عن طريق استعادة الغابات التي جرت إزالتها سيكون طريقة أكثر فاعلية، مقارنة بالاعتماد على تقنية "طاقة الكتلة الحيوية بالإضافة إلى التقاط الكربون وتخزينه" والمعروفة اختصارا بـ(BECCS).

هذا ما أشار إليه موقع "للعلم" الأميركي بنسخته العربية، وقالت معدة التقرير داليا فاروق أن تقنية "طاقة الكتلة الحيوية بالإضافة إلى التقاط الكربون وتخزينه" تعتمد على زراعة الأشجار ومحاصيل الطاقة الحيوية الأخرى، التي تمتص ثاني أوكسيد الكربون خلال نموها، كما تعتمد على استخدام الكتلة الحيوية وقودًا لمحطات توليد الطاقة والتقاط الانبعاثات ودفن ثاني أكسيد الكربون المركَّز، وهي تقنية باهظة الثمن وتحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة، وفق الدراسة.

 

اقتصاد منخفض الكربون

 

 

وتشير الدراسة، التي نشرتها دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، إلى أن "اتفاقية باريس دعت إلى مواصلة تنفيذ الخطوات الرامية إلى الإبقاء على ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية عند حد لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية. ولتحقيق تلك الغاية، نصّت الاتفاقية على مراجعة جميع الدول لالتزاماتها كل خمس سنوات بغية خفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة، والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، كما أوضحت طموحات ضرورية لتجنب الآثار المدمرة لتغير المناخ على البشر والنظم الإيكولوجية".

لكن زيادة الانبعاثات السنوية الحالية والانبعاثات المستقبلية المرتقبة تكشف أننا سنصل على الأرجح إلى حدود ارتفاع درجة الحرارة العالمية بـ1.5 درجة مئوية خلال العقد الحالي.

وغالبا ما يتم طرح تقنية "طاقة الكتلة الحيوية بالإضافة إلى التقاط الكربون وتخزينه" كخيار أفضل للانبعاثات السلبية، إذ توفر هذه التقنية الطاقة، وبالتالي تحد من الحاجة إلى الوقود الأحفوري، وتزيل ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي".

لكن دراسة "جامعة إكسيتر" تؤكد أن "الاعتماد على هذه التقنية بوصفها خيارا أفضل هو أمر غير مدروس جيدا، وأنه من الأفضل الاعتماد على الغابات".

 

فوائد الغابات

 

من جهتها، تقول آنا هاربر الباحثة الرئيسة في الدراسة، في تصريحات لـ"للعلم": "إن إنشاء غابات جديدة واستعادة الغابات القديمة سيكون أكثر فاعلية للوفاء باتفاقية باريس مقارنة بتقنية (BECCS)، إذ يمكنها التخلص سنويا من كمية بين مليار وملياري طن من الكربون الموجود في الغلاف الجوي".

وستحقق الغابات فوائد كبيرة للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، منها زيادة التنوع البيولوجي وتحسين نوعية التربة والهواء.

وتضيف هاربر: "صممنا نموذجا لمحاكاة التعامل مع ارتفاع درجات الحراة بمعدل يتراوح بين 1.5 درجة ودرجتين مئويتين بحلول عام 2100، وقمنا بحساب إمكانيات تخفيف نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي باستخدام تقنية (BECCS)، وقارنَّا ذلك بنسبة الكربون المخزن في الغابات، وكانت النتيجة مدهشة؛ إذ كانت الغابات أكثر فاعليةً فيما يتعلق بتخفيف الانبعاثات، مقارنةً بتقنية "طاقة الكتلة الحيوية بالإضافة إلى التقاط الكربون وتخزينه".

وتُرجع هاربر أهمية الاستعانة بالغابات لخفض نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، إلى أن تقنية "طاقة الكتلة الحيوية بالإضافة إلى التقاط الكربون وتخزينه" تحتاج إلى زيادة إنتاجية محاصيل الطاقة الحيوية، مثل "الحشيشة الفضية"، التي يحتاج العالم إلى إنتاج حوالي 16 طنًّا لكل هكتار بحلول عام 2100، فضلاً عن صعوبة تعامُل تقنية (BECCS) مع تزايُد انبعاث غازات الدفيئة، التي تُسهِم بشكل رئيسي في ظاهرة الاحترار العالمي.

 

بتصرف عن: scientificamerican.com

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن