علماء المناخ يكشفون سبب استمرار الأمطار والحرارة

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, August 23, 2018

علماء المناخ يكشفون سبب استمرار الأمطار والحرارة

"غدي نيوز" – متابعات

 

تستمر الأمطار والحرارة المرتفعة لفترات طويلة في السنوات الأخيرة، بسبب التغيرات الحاصلة في اتجاه الرياح فوق أميركا وأوروبا وآسيا، نتيجة لارتفاع درجة الحرارة في القطب الشمالي.

ويقول هانس شنيلينغبرغ من معهد البحوث المناخية في بوتسدام بألمانيا في مقال نشرته مجلة Nature Communications: "تغطي كوكبنا تيارات هوائية هائلة نطلق عليها (موجات الكواكب). وتبين متابعتنا أن انبعاث غازات الاحتباس الحراري بدأ يؤثر في عملها، ويعرقل انتشارها وحركتها. وعندما تعلق هذه الموجات، فإنها عمليا (تجمد) الطقس، ما يسبب تحول الأمطار إلى فيضانات والطقس الجيد إلى موجات حر، والجفاف إلى حرائق كبيرة".

 

الظواهر الشاذة الغريبة

 

وتعتبر ظاهرة الطقس المتطرف من نتائج الاحتباس الحراري، وهي مرحلة ارتفاع الحرارة الشاذ في الشتاء أو البرد صيفا، وموجات الحر وأمطار غزيرة تستمر أسبوعا أو أكثر وغير ذلك من الشواذ المناخية.

ومن المتوقع أن تزداد هذه الظواهر الشاذة مستقبلا مع ارتفاع درجة حرارة الهواء في العالم، وسوف تغطي مناطق أوسع، ما سيؤدي وفقا لحسابات علماء المناخ الغربيين، إلى زيادة معدل الوفيات، حيث كل درجة حرارة إضافية في الصيف ستزيد من معدل الوفيات بنسبة 5 بالمئة.

ويضيف شنيلينبرغ، إلى أن الكثيرين يشعرون بأن الطقس في أشهر الصيف لا يتغير بسرعة كما في السابق، فقد أصبحت أيام الحر تستمر أسابيع، والأمطار الغزيرة تستمر عدة أيام. وهذا أصبح سببا في الفيضانات والحرائق ويلحق أضرارا بالغة في الاقتصاد.

واهتم علماء المناخ الألمان بهذه المشكلة وحاولوا كشف جذورها من دراستهم وتحليلهم للبيانات التي جمعتها محطات الأنواء الجوية الأرضية والأقمار الاصطناعية خلال فترة هذه الظواهر الشاذة. بعد ذلك، قارنوا النتائج التي حصلوا عليها بنتائج النماذج المناخية التي وضعوها للكمبيوتر، على أمل اكتشاف جذور هذه الظواهر الشاذة الغريبة.

 

الموجات الدائمة

 

واتضح للعلماء أن جميع هذه الظواهر ولدت نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة مقارنة بمناطق العالم الأخرى. وأدى هذا إلى تقلص فرق الحرارة بين المناطق القطبية والمعتدلة والاستوائية، ما تسبب في حدوث تغير حاد في اتجاه حركة الرياح في طبقات الجو العليا. هذه التغيرات أضعفت "موجات الكواكب" التي كانت تتحرك من الغرب إلى الشرق في الغلاف الجوي للأرض موزعة الحرارة بالتساوي، وجعلتها غير مستقرة.

وتشير حسابات العلماء إلى أن هذا تسبب ليس فقط في تغير في مناطق ما يسمى "الأنهار الجوية" وسرعة حركتها، بل وأيضا خلق "موجات دائمة" داخلها، حيث لا تتغير الظروف فيها لفترة طويلة. أي أن ظهور مثل هذه المناطق يؤدي إلى عدم تغير الطقس خلال فترة طويلة، لحين زوال "الموجات الدائمة".

وبحسب العلماء كانت هذه الظواهر سببا في الحرائق التي اندلعت في الولايات المتحدة وكندا والفيضانات في بريطانيا وبقية الدول الأوروبية وغيرها، وفق "نوفوستي" الروسية.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن