أنواع عدة من العقارب في لبنان... سامة تسدي خدمة للعلم!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, August 28, 2018

أنواع عدة من العقارب في لبنان... سامة تسدي خدمة للعلم!
خشاب لـ "غدي نيوز": تقوم بدور هام في المنظومة البيولوجية

خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

      

تنتشر مع بداية الصيف الزواحف بأنواعها في الحقول والمناطق البرية، وتحاول الإختباء من حرارة الجو بالبحث عن الظل والرطوبة في الجحور والشقوق، وبسبب التوسع العمراني واقتراب المنازل من موائلها الطبيعية، قد يختبىء عدد منها في المنازل، مثيرا الرعب لدى القاطنين.

ما أثار اهتمامنا في هذا المجال، صور أسلتها المواطنة (ن. م) من بلدة طيردبا في قضاء صور، لنوع من العقارب عثرت عليه داخل منزلها، وقالت لـ "غدي نيوز": "لم استطع وزوجي النوم ليلة عثورنا على العقرب، خوفا على ابتنا الصغيرة التي لم تبلغ الثانية من العمر بعد، خصوصا وأن هذا العقرب الثاني الذي نعثر عليه"، وأضافت: "عند استئجارنا البيت منذ أربعة أشهر وبعد قدومنا ببضعة أسابيع، تفاجأت بحشرة غريبة الشكل، ولكن عندما اقتربت منها، استطعت تمييزها وتأكدت أنها عقرب، وسارعت لقتلها، وقمنا بوضع مواد خاصة حول البيت، أكدوا لنا أنها تمنع اقتراب الحشرات، وبعد التواصل معكم، وتأكيدكم على إمكانية استخدام هذه الحشرات بالبحث العلمي، قررت ألا أقتل هذه الحشرات، إلا أنه وبعد فترة الحر الأخيرة، عثرت على عقرب آخر، واحتفظت به في علبة مقفلة".

 

خشاب

 

بدورنا، تواصلنا مع الناشط البيئي في مجال الحفاظ على الزواحف والحشرات البرية، والطالب في الجامعة اللبنانية رامي خشاب، وقال لـ "غدي نيوز": "بعد تواصلكم معي، وتعرفي على هذا العقرب، لم تسعنِ الأرض من الفرحة، فهذه هي المرة الأولى التي أرى فيها هذا النوع حيا، أي (العقرب ذو الذيل السمين) Arabian fat-tailed scorpion أو (Androctonus crassicauda) وهو ذكر بالغ، ويبلغ طوله حوالي 8 سنتمترات، ولكن للأسف فهذا النوع من أكثر الأنواع سمية في العالم، ومنذ أن يفقس من البيض يمكنه أن يلدغ".

وعن أعداد العقارب التي لديه وعن سبب قيامه بجمعها أجاب: "الزواحف حيوانات مظلومة، ومن يجدها يقتلها، على الرغم من أننا من استولى على موائلها، فقد أقمنا المنازل والأبنية والمجمعات في أماكن تواجدها وتكاثرها، وبسبب الحر، تحاول التماس البرودة والظل، ولذا تختبئ في الجحور وأماكن الظل كالمنازل وتحت المفارش وداخل الأحذية، لذا يجب البحث في هذه الأماكن وإخراجها".

وأضاف: "أما عن سبب قيامي بهذا الأمر، فقد يعتقد الناس أنها هواية، والحقيقة هي أنه شغف علمي وابتدأنا مع معالجة الأفاعي المصابة ثم إفلاتها، وحاليا نعمل على جمع عدد كاف من العقارب وليس هذا هدفنا فحسب بل هناك عدة أسباب، أهمها التوعية على دور الزواحف كالأفاعي مثلا، والعنكبوتيات كالعقارب، التي تتعرض للأذى كل يوم، إذ تعتبر كائنات حية هامة للتنوع البيولوجي إذ تتغذى على الكثير من الحشرات، وتساهم بتوازن أعدادها، وفي لبنان ليس لدينا أي بيانات كاملة عن أنواعها ومميزاتها وغيرها، فأحاول جمع كافة المعلومات عنها بغرض دراسة سلوكياتها وتكاثرها، وتجاوبها مع المؤثرات المختلفة بطريقة علمية تمهيدا لنشرها على صورة دليل حقلي بالتعاون مع أساتذة وباحثين في هذا المجال في لبنان والخارج، ولا يجب أن ننسى أيضا أنه على الرغم من أن سم العقارب مخيف، إلا أن هناك دراسات عديدة تجرى عليه في العالم بغرض استخدامه لعلاجات أمراض مزمنة متنوعة ومنها السرطان وألزهايمر وغيرها، لذا أحاول جمعها وقد وصلت اللائحة لدي إلى سبعة أنواع، وأجمعها مع صديقي محمود الحاج، وقد أصبح لدينا حوالي 15 عقربا فقط حتى الآن".

وتابع: "ألفت النظر هنا إلى أن آخر دليل نشر حول العقارب أشار إلى وجود عشرة أنواع ونحاول التأكد من هذا الأمر، وجمع أكبر عدد منها، كما أن عائلة العنكبوتيات بشكل عام هي الأقل دراسة في لبنان، لذا من خلال مواقع التواصل الإجتماعي نحاول بناء معارفنا من خلال شبكة تتضمن الصور والفيديوهات والنقاشات العلمية للتعرف عليها بصورة دقيقة تمهيدا للقيام بجمع بيانات شاملة لأماكن تواجدها وسلوكها وغير ذلك من الأبحاث العلمية".

وقال خشاب:"هدفنا علمي بحت، وقد تكاثر بعض هذه العقارب لدينا، ودرسنا سلوكياتها خلال عملية التكاثر وفقس الصغار وامور هامة عديدة، وعدنا لإفلات الصغار في البرية لتقوم بدورها الهام في المنظومة البيولوجية".

 

موسمها اقترب من الإنتهاء

 

وأضاف: "لا شك بأن العقرب يخيف، لأن لدغته سامة، ولكنه عادة لا يقترب من البيوت، ولكن بسبب وجود بيت السيدة قرب مناطق غير مأهولة وبرية، وكونها في الطابق الأرضي فقد تسللت إلى المنازل، وعليهم الحذر، خصوصا في الأيام الحارة حيث تبحث هذه العقارب عن الرطوبة والظل، وتميل إلى الإختباء في الشقوق وبين الصخور والظلال، ولكن موسمها اقترب من الإنتهاء خصوصا وأن الطقس بدأ يعتدل".

وعن وجود مواد يمكن استخدامها لطردها repellent أجاب: "معظمها مواد تجارية والبعض يستعمل القطرون، ومن الأفضل سؤال المؤسسات الزراعية، والحل الأفضل بالملاحظة الدقيقة وفحص الأماكن التي قد تختبئ بها، وهي لا تهاجم الإنسان والحيوانات إلا إذا أحست بالخطر، وأعداؤها الطبيعيون كثر، منها النمس والقنفذ والعقارب الأخرى والزواحف والسحالي وحتى القطط وبالطبع الإنسان، لذا يجب الحذر في التعامل مع العقارب إذ يمكن للحيوانات الأليفة والإنسان التعرض للسعاتها".

وعن اللسعة وكيفية معالجتها، قال: "كمية السم قليلة وفقا لحجم الشخص الملسوع، وهناك ترياق متوفر لدى وزارة الصحة لهذا النوع من السموم في مراكز خاصة بها منتشرة بالمناطق، ولم يتم تسجيل أي حالات وفاة في لبنان، ولكن على كل الأحوال، هناك خوف من رد فعل تحسسي، وضرورة المراقبة الطبية خصوصا لدى الأطفال والعجزة، أما إن لسعت الحيوانات الأليفة فهناك ضرورة لمراجعة الطبيب البيطري لعلاجها، فمن الممكن أن تقتل لسعة العقرب الحيوانات الأليفة".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن