الجسر في مؤتمر عن النفايات: القرار المناسب للحل يكون لخدمة الجميع وليس لإرضائهم ووفق الإمكانات المالية

Ghadi news

Monday, October 29, 2018

الجسر في مؤتمر عن النفايات: القرار المناسب للحل يكون لخدمة الجميع وليس لإرضائهم ووفق الإمكانات المالية

"غدي نيوز"

نظمت لجنة البيئة في إتحاد المهندسين العرب مؤتمرا بعنوان " النفايات في الوطن العربي: الواقع والحلول"، في نقابة المهندسين بطرابلس، برعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ممثلا بالنائب سمير الجسر، وحضور ممثل الرئيس نجيب ميقاتي المهندس باسم صابونة، ممثل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل المهندس جو بو كسم، ممثل النائب وليد البعريني المهندس صافي البعريني، ممثل محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا رئيس قسم محافظة لبنان الشمالي لقمان الكردي، ممثل رئيس إتحاد بلديات الفيحاء المهندس أحمد قمر الدين المهندس نور الأيوبي، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، ممثل أمين عام تيار "المستقبل" أحمد الحريري المهندس عزمي حداد وعدد من رؤساء البلديات وعمداء الجامعات والمهندسين ومهتمين.

بداية النشيد الوطني، فتقديم من المهندسة المعمارية سهير ليلا التي حذرت من "مخاطر التلوث البيئي التي تدق أبواب كل أوطاننا العربية المهددة بانتشار السرطان جراء التلوث العالي الناجم من النفايات والمعامل والإنبعاثات الدفيئة، في غياب اي استراتيجية لتفكيك هذه القنابل الموقوتة".

حداد
من جهته، تحدث رئيس لجنة البيئة في اتحاد المهندسين العرب المهندس عامر حداد عن مهام الإتحاد منذ تأسيسه ومهامه في حماية البيئة ومكافحة أعمال التشويه والتلوث، والتنسيق بين كافة الاقطار العربية في مجال البيئة وتبادل المعلومات والخبرات وبحث المشاكل المشتركة وإيجاد الحلول لها.

وتوقف عند جلسات المؤتمر وأهميتها، فقال: "لأننا مهندسون ولا نقف عند الخرائط الفنية بل نعمد إلى النزول على الأرض لتبيان واقعية المشروع، والسهر على تقديم العمران الأفضل بأجمل صورة عمرانية وبيئية، نعلن عن مشروع إنشاء حديقة تحت اسم "حديقة المهندسين العرب" بعد موافقة نقابة المهندسين الأردنيين مشكورة بوضع أرض كمشروع مشترك بالتعاون بين لجنة البيئة الاتحادية ولجنة المهندسات العربيات. هذه الحديقة ستكون على شكل خارطة الوطن العربي".

زيادة
وقال بسام: "ان لبنان يتجرد اليوم من عباءته الخضراء، والتي كانت واحدة من العوامل التي تسهم في جذب السياح العرب ومن كل أقطار العالم، لتصبح المساحة التي كنا ندعيها "لبنان الأخضر" أقل من 12 في المئة من مساحة لبنان الكلية. وهذا مرده الى عوامل عدة، بسبب القطع الجائر للأشجار والامتداد الإسمنتي، إضافة إلى الحرائق المقصودة وغير المقصودة التي تقلص مساحة الغطاء الأخضر ما يهدد في اندثار الثروة الحرجية ويقضي على التوازن الطبيعي ويتسبب بزحف صحراوي ليزيد من الأراضي الجرداء".

أضاف: "أما عربيا، فإن آخر التقارير "البيئة العربية في عشر سنين"، فقد وصف وضع البيئة فيها بأنها "قاتمة" إجمالا، رغم التقدم الذي تم إحرازه على بعض الجبهات. وإنه لفخر كبير أن تستضيف نقابتنا هذا المؤتمر البيئي العربي، وأن أعلن التزام نقابتنا بالبرنامج الذي وضعه مجلسها، التزام سياسة خضراء لطرابلس والشمال، لمواجهة التصحر الناجم عن زيادة معدلات النمو السكاني والزيادة المضطردة في الاعمار والبناء".

وتابع: "ان سياستنا التي نطرحها من خلال موقعنا في المجلس الأعلى للتنظيم المدني، هي فرض الهندسة الخضراء ولو جزئيا على جميع المشاريع الكبرى أو المشاريع التي تحتاج الى استثناءات. من هنا، نطالب بوجوب اعادة النظر ببعض مضامين الخطة الشاملة للأراضي اللبنانية، للحفاظ على المعالم الطبيعية والمساحات الحرجية والزراعية ومجاري الأنهر والاودية. كما وأننا نتطلع الى دور فعال سواء بالنسبة للحكومة ووزارة البيئة، لدعم القروض الخضراء وتسهيلها".

وأردف: "أود التطرق الى جانب مهم من الجانب البيئي المتشعب في وطني وهو موضوع النفايات الذي بات يقلق مضاجعنا كلبنانيين، حيث بإمكاننا أن نحوله الى مادة ايجابية، فلبنان ينتج لبنان نحو 3000 طن يوميا، وتكلفة الطن دون تدوير تبلغ نحو 140 دولارا، ومن خلال التدوير يتحقق وفر يعادل 28 دولارا في الطن الواحد، إضافة الى أن لبنان بإمكانه انتاج طاقة من الغاز الصادر عن النفايات، وهذا الموضوع في غاية الأهمية لا سيما وأننا نعيش اليوم في ظل اقتصاد عالمي متقلب".

كلمة تابت
وألقت المهندسة ميشلين وهبة كلمة رئيس إتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت الذي أشار الى أن هذا المؤتمر "سيعالج معضلة أساسية أرخت بثقلها على المجتمع اللبناني هي قضية إدارة النفايات الصلبة التي تسببت بأزمة كبرى انعكست على مسار الواقع الحياتي بكل تفصيلاته".

ولفتت وهبة الى أن "النفايات الصلبة تعد من المشكلات البيئية البارزة على مستوى العالم ومصدرا من مصادر التلوث البيئي، حيث تساهم مساهمة ملموسة في تلويث عناصر البيئة من تربة وماء وهواء، وتعمل على تشويه المنظر العام وذلك بسبب تزايدها بشكل عام وعدم اتباع الطرق المناسبة في عملية جمع ونقل وتخزين ومعالجة هذه النفايات".

أوضحت أن "كمية النفايات الصلبة في تزايد مستمر نتيجة لزيادة عدد السكان، النمو والإزدهار الإقتصادي، التحسن في مستوى المعيشة، التقدم في طرق الإنتاج، التحسن في وسائل التغليف والتسويق، بناء المدن الجديدة والتوسع العمراني والحضري. وتعتبر إدارة النفايات الصلبة قضية تحد بسبب آثارها السلبية على البيئة والصحة العامة"، مؤكدة أن "هذا الملف هندسي قبل أن يكون بيئيا".

ولفتت الى أنها "مسؤولية وطنية تبدأ من كل منزل باتجاه شرائح المجتمع وشركائه ومؤسساته الرسمية والخاصة، وسط هذا التعداد السكاني الذي جاوز 5 ملايين نسمة مع وجود النازحين السوريين واللاجئين والرعايا الأجانب. وتشكل حملات التوعية لإدارة النفايات الصلبة والتشجيع على الفرز من المصدر عنصرا مهما أساسيا من عناصر برنامج إدارة النفايات".

ودعت إلى "تحسين إدارة النفايات في البلديات اللبنانية وإدخال مفهوم التنمية المستدامة الى المجتمع الأهلي، وخلق وعي بيئي واستحداث ثقافة جديدة تحث المواطنين على الفرز من المصدر لتطوير مفهوم إدارة النفايات الصلبة"، مشيرة الى أن "النفايات الصلبة في لبنان تتميز بأن نسبة عالية منها قابلة لإعادة التدوير، ويعد الورق بالمقام الأول ويشكل ما نسبته 26% بلاستيك 12% معادن 11% وزجاج 5% ومع ذلك فإن لبنان لم يدرك بعد الإمكانية العالية لإعادة تدوير نفاياته".

وذكرت بأن "معدل إنتاج الفرد في لبنان يتراوح بين 0,8 و 1 كلغ في اليوم من النفايات المنزلية الصلبة، أي ما يعادل حوالي 4000 طن من النفايات يوميا و1.381 مليون طن سنويا. وتشكل المواد العضوية النسبة الأعلى من النفايات في لبنان بما يعادل 51% من إجمالي النفايات".

الحديثي
وشكر امين عام إتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي للرئيس الحريري "رعايته المؤتمر، ولنقابة المهندسين في طرابلس استضافتها للمرة الثانية مؤتمرا عن البيئة في هذه المدينة العربية الأصيلة طرابلس التي تتشابه مع مدينتين عربيتين هما حلب والموصل من جميع النواحي حتى من ناحية الأكل، وتتشابه أكثر في انتمائها العربي وحرصها العربي".

وقال: "إن إتحاد المهندسين العرب يضم 8 لجان دائمة و4 هيئات متخصصة، إحدى المهام المشتركة بين هذه اللجان والهيئات هي عقد المؤتمرات أو الندوات والورش، وعادة تختار موضوعا له اهتمام عربي، وهذا المؤتمر المعني بمشاكل النفايات في الوطن العربي وإيجاد الحلول لها، ونحن نعرف الكثير من الدول العربية والعواصم والمدن العربية تعاني من هذه المشكلة الكبيرة إقتصاديا وصحيا وثقافيا وجماليا ومن جميع النواحي".

أضاف: "لقد اطلعت بشكل سريع على ملخصات دورات العمل وكنا نأمل مشاركة أكبر في هذا المؤتمر من ممثلي الدول العربية لأن موضوعه اصبح معيبا ومقلقا، وله مخاطر صحية خصوصا عندما نرى شوارع العديد من المدن في الكثير من البلدان العربية تنتشر فيها النفايات وقد تصدر لبنان هذه المشاهدات، وكذلك غالبية المدن المصرية والعاصمة العراقية كذلك الأمر. ونأمل من المشاركين وخاصة انهم من المختصين في هذه المجالات، ان يزودونا بالحلول والمقترحات التي تساعد في حل هذه المعضلات التي اصبحت محط خلاف ليس فقط عند المواطنين ولكن أيضا حتى لدى المختصين، ونأمل ان نصل إلى نتيجة مرضية للجميع".


الجسر
أما الجسر فقال: "يسعدني أن ألتقي بكم في هذه الصبيحة المباركة ممثلا لدولة الرئيس سعد الحريري راعي هذا المؤتمر، ناقلا تحياته لكم فردا فردا وتمنياته بنجاح هذا المؤتمر الذي يتناول معضلة العصر التي يشكو منها معظم البلدان والتي باتت خطرا حقيقيا يهدد حياة الناس وبيئتهم وصحتهم. ومن أهم من المهندسين ليتناول هذا الموضوع بطريقة علمية وموضوعية تراعي التوازن بين الحد من استنفاد الثروات الطبيعية والتخلص من النفايات والحفاظ على البيئة والحفاظ على صحة الناس وتوفير القدرة على ذلك. نعم المهندسون الذين بحكم اختصاصهم هم الأقدر ليكونوا في طليعة من يسعى لعمارة الأرض وحفظها، هم الأجدر بتولي هذا الأمر".

أضاف: "لا يخفاكم أن مشكلة النفايات اليوم هي نتيجة توسع المجتمع الإستهلاكي وإسرافه وما ينتج عنه من فضلات ناتجة عن إستخراج المواد الأولية وعن تحويلها وصناعتها وإستهلاكها. وما النفايات المنزلية إلا جزء يسير من تداعيات توسع المجتمع الإستهلاكي، ففي خمسينات القرن الماضي لم تكن النفايات المنزلية تخرج في معظمها عن فضلات الطعام والفاكهة والخضار يحملها عمال النظافة الى البساتين ويتهافت عليها المالكون يتركونها في أطراف البساتين لبضعة أيام حتى تتخمر لينقلوها الى جذوع الأشجار. لم تكن هناك عبوات البلاستيك ولا القناني البلاستيكية ولا الأكياس ولا عبوات الطعام التنكية، كما أن الصناعات الحديثة بملوثاتها لم تكن قد عرفت طريقها الى مدننا وقرانا، وبالتالي فقد بقيت مياه الأنهر والجداول والبحيرات صافية حتى أدركتها الصناعة التي ألقت بملوثاتها في الأنهر فحولت مياهها الى مصدر للموت بعد أن كانت أصلا لكل شيء حي".

وتابع: "لم نكن وحدنا من تعرض الى هذا الغضب الذي يتهدد الناس في حياتها وصحتها، فقد سبقتنا الدول المتقدمة الى ذلك، والذي يطلع فقط على القوانين والأنظمة التي صدرت في كل الدول المتقدمة، وبخاصة في أميركا وأوروبا، لحماية الطبيعة والثروات الطبيعية والأنهر والمياه، والتي الزمت الناس والصناعات والمستثمرين والمستهلكين بمعايير وضوابط محددة لحماية الناس والبيئة، يعرف حجم ما تكبدته تلك البلدان من ويلات النفايات حتى وجدت لنفسها الحلول".

وأردف: "نحن اليوم ليس علينا أن نخترع الحلول وأن نتدرج في وضعها بل علينا فقط أن نستفيد من آخر تجارب الآخرين بقوانينهم وأنظمتهم والتدابير التي اتبعوها لكبح جماح الإعتداء على الطبيعة وأحيائها المائية وغير المائية والبشر في حياتهم وصحتهم وبيئتهم. كما علينا أن نستفيد من تلك التجارب بما يناسبنا وأن نستعين بالإكتشافات والأدوات التي يستعملونها لمعالجة هذا الأمر، وأن نستفيد من تلك التجارب بما يلائمنا وبما لنا من قدرة عليه. ليس علينا أن نخترع الدولاب بل علينا أن نستعمله، كل ما علينا إذا هو أن نحدد المشكلة، والتي وإن كانت مشتركة في أصولها لدى كل الدول العربية بل وكل دول العالم، إلا أنها في بعض الأحيان تختلف في بعض متفرعاتها والقدرة على علاجها من مكان لآخر. وبعد تحديد المشكلة علينا التعرف على مندرجاتها حتى نسعى الى إيجاد الحلول لكل مرحلة من مراحلها".

وقال الجسر: "المشكلة تبدأ من مصدر النفايات وفرزها في المصدر ومن ثم فرزها في المعمل الى إعادة التدوير الى التسبيخ الى معالجة العوادم بالطمر أو بالحرارة. صحيح أنه قد يترتب عن كل تدبير أو عن بعض التدابير بعض الآثار السلبية لكن العمل بها أو تركها يعزى الى إعمال القياس وتحديد إذا كان هذا التدبير أقل سوءا من ترك الحال على ما هو عليه أم أسوأ، هنا يتخذ القرار المناسب. إن القرار المناسب هو القرار الذي يكون لخدمة الجميع وليس لإرضاء الجميع، وهو القرار الذي يتخذ في ضوء الإمكانيات المالية والمادية ولرفع الضرر عن الناس وعن البلد. وعن الإمكانيات المادية أعطي مثل توفر الأراضي الصالحة للطمر، في بلد مساحته ضيقة ويضيق صدر الناس فيه عن استقبال نفايات آي آخر".

أضاف: "إن تحديد الحلول والوسائل لمعالجة النفايات في كل مراحلها وحتى المرحلة النهائية التي قد تنتهي بمكب عشوائي أو طمر أو معالجة بالحرارة، يجب أن يتخذه أهل العلم الذين عليهم اقتراح الوسائل والأماكن للمعالجة، وعلى الدولة من ثم وأهل السياسة أن يتخذوا القرار في ضوء ما قدمه أهل العلم. وكما سبق وقلت، ليس من قرار يرضي الجميع ولكن على القرار أن يأتي في مصلحة الجميع، وكل بلاد العالم عرفت معترضين من بيئيين أو متضررين سواء في معالجة النفايات أو أي أمر آخر مما يمكن أن يترك أثرا ضارا. لكن في بلاد العالم المتقدم يتقدم المتضرر من المحاكم الإدارية لوقف القرار الذي يظن أنه يرتب أثرا ضارا، وعلى المحكمة الإدارية إما أن تحكم بوقف القرار الإداري ومن ثم إبطاله، أو بالتعويض عن الضرر للمتضررين".

وختم: "هكذا هو الحال في دول الحق، وأعتقد أن حلمنا جميعا أن نعود الى دولة الحق أو أن نلتحق بها. وأنا على ثقة بأنكم ستقدمون للمعضلة المطروحة حلولا علمية توازي ما أنتم أهل له".

دروع
بعد ذلك، تم تسليم دروع تقديرية للمشاركين والمتحدثين، وأقيم حفل كوكتيل.


اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن