العاصفة الثلجية "نورما".. والآتي الأعظم!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, January 8, 2019

العاصفة الثلجية "نورما".. والآتي الأعظم!

"غدي نيوز"

كتبت رولا عبدالله في صحيفة “المستقبل” تقول:



تدحض العاصفة الثلجية «نورما»، وما يتبعها من «الآتي الأعظم» من اصطدام المنخفضات الجوية بالاحتباسات الحرارية، التوقعات والانطباعات السائدة في السنوات الأخيرة حول مخاطر التصحر وشح المياه، إذ إن نسب الهطولات الآخذة في الارتفاع إنما تُنذر بدخول الأرض في العصر نصف الجليدي بدءاً من العام 2020 ولغاية العام 2035، الأمر الذي ينعكس على أوروبا وروسيا والحوض الشرقي للبحر المتوسط فتكثر الثلوج والفيضانات والسيول وتطال شبه الجزيرة العربية، وهو ما يؤكده الأب إيلي خنيصر من خلال إعداده وثائقياً يستعرض فيه مسببات الفوضى المناخية الضاربة في الأرض والتي تستدعي استحضار «كوانين الأجداد» ومقولاتهم عن «ميّة كانون» و«الغيمة التي تخوف المجنون» و«الصحو الذي فيه ظنون» و«عرس المجانين في الكوانين». فأي الدلائل يحملها الأب خنيصر عن العصر نصف الجليدي الذي يبدل حتماً في الصحارى والواحات ومعالم مناطق بأكملها؟.



تحت عنوان «فوضى عارمة والآتي أعظم»، يقدم الأب خنيصر قراءة للتحولات المناخية وما ينتظر الكوكب من فوضى وكوارث بدأت الأجيال تعيشها، ولا سيما مع ارتفاع مخاوف استيقاظ «وحش» القطب الشمالي لتشهد الأرض بفعل خبوت البقع الشمسية السوداء والاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات المصانع وحرائق الغابات على تقلبات جوية سريعة، مع ارتفاع في درجة حرارة المحيطات إلى 29 و31 درجة، وكثرة الأعاصير التي تصل إلى نحو 20 إعصاراً في الموسم، مع تراجع في المنخفض الهندي الحار وثوران المرتفع السيبيري. وترجمت مؤشرات التغير المناخي في الأشهر الأخيرة المنصرمة بتساقط الثلوج في وسط أوروبا في شهر آب الفائت، وانخفاض درجات الحرارة في شرق أوروبا وغرب روسيا وغيرها، بحيث وصلت إلى 45 درجة تحت الصفر في كندا و65 درجة تحت الصفر في سيبيريا، إضافة إلى كثرة السيول والفيضانات المدمرة في أوروبا وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط ووسط أميركا.



وبحسب الأب خنيصر، فإن التغير المناخي على الأرض من خلال السنوات الأخيرة، يرسم صورة قاتمة لتواطؤ الإنسان مع الطبيعة، بدءاً من المصانع الكبرى التي تعمل على حبس الحرارة المشعة نحو الفضاء، إلى احتراق مساحات شاسعة من الغابات، بحيث يؤثر ثاني أوكسيد الكربون على أشعة الشمس التي تضرب الأرض، فتختلف درجات الحرارة والرطوبة وتتلاعب في طبقات الجو العليا، الأمر الذي ينعكس سلباً على حركة الضغط الجوي ما بين منخفض ومرتفع فيطال الرياح من حيث سرعتها وقوتها واتجاهاتها، والأخيرة تُسهم في توزيع السحب فوق القارات والمحيطات.



ويلقي الأب خنيصر الضوء على أهمية دراسات الناسا التي تفيد بدخول الأرض في العام المقبل في العصر نصف الجليدي، فيهدأ نشاط الشمس ويُعزز القطب الشمالي نشاطه نحو آسيا وأوروبا وأميركا بشكل قاسٍ. وكانت الأرض قد دخلت في عصور جليدية سابقة نتيجة خبوت البقع الشمسية السوداء، ويراوح عددها بين 200 و300 بقعة سوداء في الشهر، علماً أن حجمها يفوق أضعاف حجم الأرض. وبخبوتها ينخفض عددها، كما حصل في منتصف القرن الثامن عشر، وتحديداً في العام 1750، إذ تراجع العدد إلى 160 بقعة سوداء، فدخلت الأرض في عصر نصف جليدي، وغطى الثلج آسيا وأوروبا وتجمدت مياه البحيرات والأنهر وتدنت الحرارة على مدى 15 عاماً، هي مدة الخبوت الشمسي، إلى حين ارتفع عدد البقع إلى 220 نقطة.



وفي العام 1805 تراجع عدد البقع الشمسية إلى 100 بقعة، فكانت التجربة الثلجية أقصى من سابقاتها، واستمرت لغاية العام 1828. وفي العام 1880 انخفضت البقع الشمسية إلى 180 بقعة، معلنة دخول الأرض في العصر الجليدي الثالث.



أما في الزمن الحاضر، فيرى العلماء بحسب الأب خنيصر أن عدد البقع الشمسية تدنى منذ العام 2016 إلى 170 بقعة، الأمر الذي يُنذر بكارثة تطال المواسم الزراعية والحيوانات إذا غطى الجليد الأرض وتلاقى ذلك مع الاحتباس الحراري الذي لم يكن موجوداً في العصور الجليدية السابقة.



وبدخول الأرض فعلياً في العام 2020 في العصر نصف الجليدي، فإن الانتقال سيتم بغفلة عين من حيث الانقلاب الجوي السريع، فيشعر سكان كندا وأميركا الشمالية وروسيا وأوروبا وشرق آسيا بتغير سريع في برودة الطقس وبخاصة في الصيف، كما حصل في ايطاليا إذ تساقطت الثلوج على جبال الألب صيفاً وأخذت النزولات القطبية تأخذ مسارها نحو شرق أوروبا وروسيا، ولا سيما بعد الضعف الذي طال المنخفض الهندي الموسمي الحار، وكلها مؤشرات تأخذ بالأرض نحو الجليد والصقيع.



وماذا عن تسرب التيارات الجليدية بشكل مبكر نحو الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية في الطبقات التي يصل ارتفاعها إلى 9500 متر وما فوق؟. يربط الأب خنيصر بين تدني الحرارة إلى 20 تحت الصفر في المرتفع المذكور، الأمر الذي أدى إلى تساقط البرد الكبير، كما حصل في لبنان مطلع الشتاء، فنالت مدينة بيروت حصتها الكبيرة من الأضرار، وتساقط البرد العملاق الذي وصل إلى 9سم في سوريا والأردن والمملكة السعودية، وقد نتج ذلك عن تسرب الهواء البارد قبل موعده بشهرين تقريباً.



ويُحذّر الاب خنيصر من جنون الرياح بفعل تنقلها ما بين مناطق ذات ضغط مرتفع إلى مناطق ذات ضغط منخفض، فتُسهم مع عوامل عدة مجتمعة إلى تشكل الأعاصير والسيول والأمطار الغزيرة، ولا سيما في حال اصطدمت بمنخفضات قطبية باردة، فتتحول الأمطار الطوفانية إلى عواصف ثلجية ويتكدس الثلج. وفي الحالة الشرق أوسطية، فإن البرد والجليد والرياح الباردة عوامل تنعكس سلباً على شبه الجزيرة العربية التي شهدت سيولاً جارفة وتقلبات مناخية وفيضانات، الأمر الذي يؤشر إلى تحول مساحات واسعة من الصحراء إلى واحات عملاقة، فيتقلص فصل الصيف ويتمدد الشتاء بدءاً من منتصف آب.



وبانتظار الخروج من صقيع العصر نصف الجليدي الذي بات على الأبواب بثوراته وجنونه وتقلباته، أي في العام 2035، عودة إلى الإجراءات الوقائية التي كان الأجداد يتخذونها مع كثير من الحيطة والحذر، ذلك أن الأرض التي حفظها الأقدمون بين جفناتهم، باتت خردة صناعية ملوثة بالتجارب النووية ولا اكتراث الإنسان لكوكبه الذي غدا رمادياً على وشك أن يُنذر بالانفجار الكبير.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن