إفتتاح مؤتمر الأسبوع السابع للمياه برعاية البستاني قمير: قاطرة حقيقية لتعزيز الشراكة المستدامة في خدمة التنمية البشرية

Ghadi news

Tuesday, April 9, 2019

إفتتاح مؤتمر الأسبوع السابع للمياه برعاية البستاني قمير: قاطرة حقيقية لتعزيز الشراكة المستدامة في خدمة التنمية البشرية

"غدي نيوز"

افتتحت وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية، مؤتمر الأسبوع السابع للمياه، بعنوان "المساهمة المتوسطية في أفق 2030 للتنمية المستدامة" في فندق "لورويال" - ضبيه، برعاية وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني ممثلة بالمدير العام للوزارة فادي قمير، في حضور رئيس المجلس العالمي للمياه لوييك فوشون، وزير المياه والري في مصر محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية سابقا في العراق حسن الجنابي، وزير الدولة الخاص للمياه في اليونان جاك جانوليس، الأمين العام للمجلس العربي للمياه حسين العطفي، الوزير الفلسطيني المكلف المفاوضات شداد العتيلي، ممثل سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن خوسيه سانتاماريا، وحشد من الخبراء وقادة المياه والمتخصصين من لبنان والعالم.

قمير
بعد تقديم من ناتاشا رين هولتز، رحب قمير بالحضور نيابة عن الوزيرة البستاني، متمنيا النجاح لاجتماع "المجلس العالمي للمياه الذي يعقد بالتزامن مع الدورة السابعة من أسبوع المياه في بيروت"، وقال: "باهتمام كبير نفتتح الأسبوع السابع للمياه في بيروت، والذي يعقد بعد القمم المتعاقبة لمؤتمر الأطراف ومختلف المبادرات الدولية في سياق الحشد العام على الصعد الوطنية والإقليمية والعالمية".

أضاف: "يساهم هذا الحدث في ضمان تنفيذ خطط التكيف التي تواجه مختلف التحديات التي تنتظرنا في سياق التغيرات الشاملة من أجل الحفاظ على المياه والطاقة في خدمة الأمن والغذاء والتنمية الاقتصادية والبشرية".

وتابع: "هذا المؤتمر استثنائي، خصوصا في الحضور، فللمرة الأولى، نشهد اجتماع حكام المجلس العالمي للمياه في لبنان برئاسة السيد لوييك فوشون".

وأشار الى أن "التبادلات والمناقشات التي ستغني هذا المؤتمر ستتيح تحديد المقترحات لتنفيذ الشروط الضرورية والترتيبات المناسبة لضمان تنفيذ المشاريع الانمائية الكبرى على نطاق واسع في قطاع المياه في منطقتنا".

وقال: "ستوفر مناقشاتكم أيضا فرصة لتبادل الفرص والتحديات لمواجهة المتغيرات الشاملة. سيشكل الأسبوع السابع للمياه هذا قاطرة حقيقية لتعزيز الشراكة المستدامة في المنطقة، في خدمة التنمية البشرية".

واعتبر أن "منطقة الشرق الأوسط، بما فيها لبنان، معرضة للخطر بفعل المتغيرات الشاملة التي تؤثر على الموارد المائية، ولها عواقب سلبية على موارد المياه".

وأضاف: "بحلول عام 2025، يتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم من 7 مليارات إلى نحو 9 مليارات نسمة. وهذا النمو الديموغرافي سيترافق مع ازدياد في الحاجات الغذائية، وبالتالي حاجات مائية، لأن الزراعة هي المستهلك الرئيسي للمياه العذبة نحو 70 في المئة، مقابل 12 في المئة للاستخدام المنزلي و18 في المئة متوسط للاستخدامات الصناعية في العالم".


وتابع: "من المعلوم أن مناخنا يتغير وأن هذا المسار قد يتسارع خلال القرن الحادي والعشرين. إن مصطلح التغير المناخي لا يعني فقط " الاحتباس الحراري "، بل من المحتمل أيضا أن تتضاعف المتغيرات المناخية المتطرفة في المستقبل. لهذا السبب، يقوم لبنان حاليا بتنفيذ برنامج طموح يحدد باستمرار السياسات والاتجاهات والتوقعات التي تنشأ في قطاع المياه، حيث تصبح القضايا والاستحقاقات أكثر إلحاحا".

وقال: "في إطار تطوير القطاع المائي في لبنان، اقترحنا استراتيجية وطنية بنيت على تطبيق مفهوم الإدارة المتكاملة للموارد المائية من خلال الاعتماد على مكونين، الأول هو المشاريع: السدود، البحيرات الجبلية، تغذية طبقات المياه الجوفية، تحسين الشبكات.
والثاني هو الحوكمة، التدريب، التوعية على إدارة الأزمات، المعلومات (قواعد البيانات، الأدوات التكنولوجية)".

أضاف: "هذا المكون أبصر النور أخيرا في إطار تصديق مشروع CIFME (مركز المعلومات والتدريب على علوم المياه في لبنان) وتدشين مقره الموقت في وزارة الطاقة والمياه".

وشكر الاتحاد من أجل المتوسط ووكالة التنمية الفرنسية (AFD) والمكتب الدولي للمياه (OIEau) على وضع مركز المعلومات والتدريب على علوم المياه موضع التنفيذ، وقال: "كل هذه الإجراءات التي تندرج في إطار سياسات التكيف مع التغير المناخي، وقضايا التنمية المستدامة المعقدة في منطقة المتوسط، يجب أن تكون جزءا من هيكلية مرصد التنمية المستدامة الذي اقترحه لبنان في إطار إعلان مراكش والذي قدمه الدكتور قمير إلى الاونيسكو خلال الجلسة الرابعة للجنة الاستشارية للمياه والمستوطنات البشرية.

وبالإضافة إلى ذلك، يركز لبنان بشكل خاص على تطوير الطاقة المتجددة والنظيفة التي لا تنضب، والتي تعتبر وسيلة لضمان الأمن ونمو الاقتصاد الأخضر والحفاظ على البيئة في البلد".

ولفت الى أن "تحديا آخر يطال الكهرباء والطاقة المتجددة، التي نلتزم من أجلها في مواجهة هذا التحدي من خلال مكونات الإنتاج الخاصة بها، والطلب على الطاقة في البلاد، ومن خلال إدخال الطاقة المتجددة كمصدر احتياطي للتكيف مع تأثير تغيرات المناخ".

أضاف: "في إطار استغلال حقل غاز لوفياتان (Leviathan) في البحر الأبيض المتوسط، الذي تم اكتشافه في تموز 2011، قمنا أيضا بمضاعفة الجهود من أجل تقديم منح تراخيص الامتياز والاستثمار لعشرات شركات النفط والغاز الدولية. هذه المبادرة ستسمح لنا بتعزيز الاقتصاد اللبناني وإدخال بلاد الأرز إلى النادي المغلق للبلدان المنتجة والمصدرة للنفط والغاز".

ونقل عن الوزيرة البستاني تمنياتها بالتوفيق والنجاح للمؤتمر و"أملها أن ترى مشروع Cèdre Paris الرابع يحقق أهدافه: توطيد التعاون الدولي، وخصوصا مع فرنسا من أجل تعزيز الاقتصاد اللبناني والاستقرار الاجتماعي والإصلاح بشكل عام".

كامل
ثم شدد كامل على الحوار حول إعلان باريس وخصائص بلدان البحر المتوسط، "وذلك من أجل العمل بسرعة لأن التغير المناخي، إذا استمر على هذا الانحدار، فسيكون مصدر عدم استقرار وصراعات".

ورأى أن "التغيير الحقيقي سينبع من التخلي عن الممارسات التي تتنافى مع قرارات وإعلانات الأمم المتحدة لتأمين حق المواطنين في المياه وحفظ المياه من التلوث".

غانوليس
بدوره شدد غانوليس على حوكمة المياه التي تقتصد في استعمال المياه، مشيرا الى أنها "الحوكمة الأفضل"، ومعطيا ما يحدث في اليونان كمثل. ورأى أن "الحفاظ على المياه هو أهم وجوه هذه الحوكمة لأن استعمال المياه أكثر من حاجة الاستهلاك يجعلنا نحتاج الى كوكبين آخرين من أجل تأمين حاجات الأرض من المياه".

عبد العاطي
وعرض الوزير عبد العاطي الوضع المائي في مصر مشددا على "إعادة استعمال المياه كحل لازدياد الحاجة إليها في ظل زيادة الطلب المتزايد على الموارد المائية مع النمو المطرد لعدد السكان في مصر والذي يتوقع أن يلامس المئة وسبعين مليون نسمة بحلول العام 2050".

فوشون
ورأى فوشون أن "الأمن المائي بحسب رؤية الخبراء المائيين يتحقق بإعادة إستعمال المياه كما يفعل المصريون، وبتحلية مياه البحار"، مشددا على "وجوب توفير مياه اليوم للغد مع تراجع سبل الحفاظ على الموارد المائية في مختلف دول العالم".

وإذ رأى أن "زمن بناء السدود يشهد نهاياته نظرا الى ضغوطها السلبية"، اعتبر أن "الغد سيشهد مفهوما جديدا لسبل الحفاظ على المياه وتحقيق الأمن المائي من خلال خفض تبذير المياه، وخفض كمية المياه المستعملة ومراقبة التصرفات على مستوى استهلاك المياه في الدول"، مشيرا الى أن "الأهداف لن تتحقق بين ليلة وضحاها".

وأكد "أهمية بناء ذهنية مختلفة في الأجيال الناشئة لجهة استهلاك المياه، وضرورة اغتنام الفرصة التي تقدمها الثورة الرقمية التي تجتاح العالم في قطاع المياه".

سانتاماريا
من جهته طرح سانتاماريا "بعض الأفكار التي تود سفيرة الإتحاد الأوروبي كريستينا لاسن التي يمثلها، مشاركتها مع المؤتمرين"، فأشاد "بالمبادرة التي يشكلها أسبوع المياه المنعقد في بيروت"، مشددا على "أهمية الاستعمال المستدام للمياه في المنطقة وفي بلدانها".

ورأى أن "لبنان يعد مقارنة مع جيرانه بلدا غنيا بالموارد المائية ولهذا يوصف بقصر المياه في الشرق الأدنى وهذا يعتبر بركة لم تحظ - لسوء الحظ - بالعناية من أجل الحفاظ عليها، ولهذا فإن موارد المياه دخلت منطقة الخطر".

وإذ أشار الى أن "المياه التي لطالما شكلت عنصر صراع عادت لتظهر على هذا النحو في ظل سوء استخدام المياه وتضاؤل مواردها"، رأى أن "بلدان المتوسط تعاني النقص المطرد في الموارد المائية، وهذا ما يشكل سببا للصراع في المنطقة، إضافة الى التحديات الناجمة عن وجود النازحين المستجد في الدول".

وفي ختام جلسة الافتتاح، قدم قمير دروعا تكريمية لضيوف شرف المؤتمر باسم وزارة الطاقة والوزيرة البستاني.

يذكر أن الاجتماع العالمي لرؤساء المجالس العالمية للمياه يعقد في لبنان على هامش المؤتمر برئاسة فوشون.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن