غزو سمكة الأسد يعطل حركة الصيد في البحر الذي ارتفعت حرارة مياهه في لبنان

Ghadi news

Friday, July 12, 2019

غزو سمكة الأسد يعطل حركة الصيد في البحر الذي ارتفعت حرارة مياهه في لبنان

"غدي نيوز"

الصرفند (لبنان) (رويترز) - كان الصياد اللبناني حسن يونس يغطس في المياه نفسها قبالة بلدته الساحلية على مدى 30 عاما لكنه لم ير شيئا مثل ما حدث هذا العام عندما اختفت السلالات المحلية وحلت محلها أسماك الأسد الغازية.

مجموعة من أسماك الأسد السامة في الصرفند بلبنان يوم 20 يونيو حزيران 2019. تصوير: علي حشيشو - رويترز.
انتهت الأيام التي كان يخرج فيها بصيد كبير من السلطعون الأحمر وقنافد البحر وسمك السلطان إبراهيم. فقد أصبح الآن يعتبر نفسه محظوظا لو اصطاد القاروص (اللقز).

لكن المتوفر على أي حال هو سمكة الأسد وهي سمكة عدوانية سامة موطنها الأصلي في البحر الأحمر و‭‭‭ ‬‬‬منطقة المحيط الهادي الهندية وتأكل الأسماك الأصغر حجما كما تأكل بعضها البعض.

ويقول خبراء البيئة والأحياء المائية إن توسعة وتعميق قناة السويس التي تربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر في عام 2015 وارتفاع حرارة مياه البحر بسبب التغير المناخي دفع سمكة الأسد لاتخاذ موطن جديد لها في البحر المتوسط.

وظهرت سرعة انتشار سمكة الأسد على نطاق واسع مما يهدد الشعاب المرجانية ومصائد الأسماك.

وقالت الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية إن أعداد سمكة الأسد زادت بدرجة كبيرة للغاية على مدى 15 عاما فيما يرجع جزئيا إلى إطلاق الناس لأسماك غير مرغوب فيها من أحواض السمك المنزلية وإن هذه الأسماك تضر بالشعاب المرجانية في المحيط الأطلسي وفي خليج المكسيك والبحر الكاريبي.

وقال يونس في طلعة بزورق في الصباح الباكر ”يعني البحر مش البحر اللي كنا نعرفه، السمك كله تغيّر، في أنواع سمك كتير بيّنت جديدة يعني متل الأسد، متل النفّاخة، وفي نوع سلطان ابراهيم ما كنّا نشوفوه“.

وأضاف ”يعني منضهر عالبحر، أوقات كتيرة منضهر وبحرية مش بس أنا، بيضهروا مش جايبين شي، حق المازوت مش مطلعين. لان السمك قليل“.

وقال عالم الأحياء المائية جيسون هول-سبنسر إن الأسماك ذات الزعانف السامة رصدت لأول مرة في البحر المتوسط في عام 1991 ولم ترصد بعد ذلك حتى 2012 قبالة ساحل جنوب لبنان. ومنذ عام 2015 انتشرت باطراد في المنطقة.

وقال الصياد عطا الله سبليني المتخصص في الصيد بالرمح إنه بدأ في رؤية السمكة قبل ثلاثة أعوام لكنها كانت نادرة.

وأضاف أنه أصبح يوجد منها الآن من 30 إلى 50 سمكة في مكان واحد. وقال ”هيدي سمكة مثل ما بيقولوا إبادة. يعني بتجي تستوطن بدها كل شي إلها ممنوع ولا سمكة تقعد حد منها وإجمالا هي مطرحها الأساسي محل اللقز عشان هيك خفت عنا سمكة اللقز لدرجة كتيرة. هي سمكة بتاكل كل شي“.

ويقول الناشطون في مجال البيئة في لبنان إن أرزاق الصيادين والحفاظ على مجال البيئة البحرية ربما يعتمدان على تناول الناس لسمكة الأسد.

ويمثل انتشار هذا النوع من السمك مشكلة على وجه الخصوص للبيئة البحرية للبنان التي أنهكتها عقود من الصيد الجائر والتلوث‭ .

وقالت الناشطة في مجال البيئة البحرية جينا تلج عن تلك السمكة ”بتاكل كتير وبتتكاثر على مدار السنة فكتير سهل عليها أنو تسيطر على النظام الايكولوجي تبعنا وتخل بنظامنا الايكولوجي“.

وأضافت تلج التي تدير حملة لتشجيع الناس على تناول سمكة الأسد ”حظنا حلو انو ها السمكة طيبة كتير بتتاكل ومن أطيب السمك بالبحر اليوم هي سمكة الأسد فنحن عم نشجع الصيادين انه يتصيدوها“.

ولم يستجب حتى الآن لدعوتها سوى الصيادين لكن تلج تأمل في نجاح حملتها.

وترأس تلج منظمة غير حكومية تعرف باسم جمعية يوميات المحيط ورغم أنها تحظى باعتراف الدولة لكنها لا تتلقى أي تمويل وتعتمد على المتطوعين.

وقالت تلج ”أكبر مشكلة هو الجهل. ما منعرف شي عن بحرنا. يعني كيف بدنا نحافظ على الثروة السمكية اللي عنا والتنوع البيولوجي“.

وتضع الأسماك الغازية البيض كل أربعة أيام ويمكنها أن تضع كل عام ما يصل إلى مليوني بيضة قادرة على تحمل تيارات المحيطات.

ويقول هول-سبنسر إن الانتشار هذا العام كان ”بنسب تشبه الطاعون“ في أنحاء شرق البحر المتوسط بما في ذلك اليونان وتركيا وإسرائيل وقبرص.

وللحد من المشكلة على المدى البعيد فإنه يرغب في إنشاء هويس لإغلاق المياه المالحة في قناة السويس وهو ما سيمنع انتقال أنواع من بحر إلى الآخر.

وقال هول-سبنسر إنه لحين القيام بذلك فإن أفضل شيء هو صيد سمكة الأسد ”والاحتفال أيضا بحقيقة أنها صالحة للأكل على نحو جيد“.
Reuters

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن