قَتَل ضبعا مهددا بالانقراض ... التباهي وانعدام الثقافة!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, April 20, 2020

قَتَل ضبعا مهددا بالانقراض ... التباهي وانعدام الثقافة!

"غدي نيوز"

 

في إطار الملاحقة المستمرة لمخالفات قانون الصيد البري، وبناء على شكوى من احدى الجمعيات البيئية، حول قيام أحد الاشخاص بقتل ضبع مخطط مهدد بالانقراض في محلة سد البارد، والذي يلعب دورا حيويا في التوازن البيئي، وعرضه على مواقع التواصل الاجتماعي .

 جرى استدعاء المواطن (م. د.، مواليد عام 1988) من قبل فصيلة المنيه في وحدة الدرك الاقليمي، وتم ضبط بندقية الصيد وتُرك لقاء سند إقامة وذلك بناء على إشارة القضاء المختص.

كما نظم عناصر الفصيلة المذكورة محضري ضبط بحقه، الاول لجهة ممارسته الصيد البري دون ترخيص قانوني، والثاني لعدم تقيده بقرار التعبئة العامة بحسب بيان صادر عن قوى الأمن الداخلي.

 

  العلة ليست في فعل القتل فحسب، بل في الثقافة التي تشجع على العنف والقتل، وهي ثقافة متأصلة لدى البعض، وهذا ما ظهر أيضا ببعض التعليقات التي تشجع على إبادة هذه الحيوانات البرية المهمة للتوازن البيولوجي في كل محيط بيئي حيوي معين، لا بل تثني على تخليص المنطقة منها، ولا نعرف سبب هذه الفكرة، فلا نذكر أن ضبعا مخططا قام في يوم من الأيام بمهاجمة إنسان، بل على العكس تماما، فالضبع يتوارى عن الأنظار حالما يشعر بإنسان قريب.

 

الضبع قمّام

      

       وفي المقابل، لا يمكننا إنكار بعض الأصوات التي دعت في التعليقات على الصور إلى الرحمة بهذه الحيوانات التي تخلص محيطنا من الجيف دون دفع الثمن الباهظ الذي يستمر لبنان في دفعه مع تفاقم أزمة النفايات، وتساهم الضباع المخططة كغيرها من الحيوانات المفترسة في التخفيف من أعداد الخنازير البرية، فهذه الحيوانات لا تصطاد فريستها بعكس آكلة اللحوم الأخرى، وأولاد عمومتها الضبع المنقط الأفريقي الذي يصطاد 95 بالمئة من طعامه، بل تدخل هذه الضباع أوكار الخنازير وتتغذى على صغارها، كما تتغذى على الثدييات الصغيرة، الفواكه والحشرات وهي كما أسلفنا قمّامة scavengers تتغذى على بقايا الجيف بشكل رئيسي نتيجة نفوقها بصورة طبيعية أو بعد صيدها من قبل الحيوانات المفترسة الأخرى.

 

قريب من خطر الانقراض

 

       هناك أربعة أنواع من الضباع فقط في العالم، وينتشر في منطقتنا الضبع المخطط، وهو الأوسع انتشارا، إذ أن موطنه يشمل الشرق الأوسط، أفريقيا بكاملها، باكستان، غرب الهند، والأناضول، ولكنه انقرض في أوروبا، والضباع تفضل الإنعزال ولكنها تعيش ضمن جماعات متفرقة.

       وتصنف اللائحة الحمراء للإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة IUCN Red List الضبع المخطط على أنه قريب من خطر الانقراض أو شبة مهدد، إلا أن هذه الحيوانات قادرة على التأقلم والعيش بقرب تجمع البشر المتزايدة مع التمدد العمراني بعكس الضواري الأخرى التي تعتمد الضباع عليها لتأمين قوتها من الجيف، وللأسف فكما شهدنا في هذه الحالة يتم صيد هذه الحيوانات، فضلا عن عمليات تسميم تطاولها، وعلى الرغم من أن مجموعاتها متعددة إلا أنها مشتتة عبر منطقة شاسعة ومعزولة عن بعضها البعض في الكثير من المناطق.

       ولدى الضباع خصائص تشبه الهررة وعائلتها Felidae فضلا عن الـ Viverridae (العرسيات)، والـ Canidae (الكلبيات)، فهي تلعق جسدها وتنظفه مثل الهررة، ولكنها لا تنظف وجهها مثلها، وتخرج البراز مثل بقية الحيوانات المفترسة، ولكنها لا تبول برفع رجلها مثل الكلبيات، فهي لا تحدد منطقتها بالبول مثلها، بل لديها غدد قرب المخرج تحدد به منطقتها مثل العرسيات، والضبع المخطط يمثل إنه ميت عند مهاجمته من قبل الكلاب أو البشر، بعكس المنقط الذي يميل إلى الدفاع عن نفسه بالهجوم على المعتدي، ولا يطلق أصواتا كثيرة بل هو صامت نسبيا، تقتصر أصواته على العويل وما يشبه الضحك، بعكس الضبع المرقط الصاخب للغاية، وينتج عنه عدد من الأصوات المختلفة من الهتافات، همهمات، آهات، الضحك، الصراخ ، الهدير، والأنين.

       والضبع المخطط مكسو بفراء أشعت أسمر باهت ضارب إلى الرمادي، ويمتلك بالإضافة لذلك ما بين 5 إلى 9 خطوط سوداء تنحدر على جانبيه بشكل عامودي، ويكون خطمه ووجهه قاتمي اللون، كما ويمتلك بقعة سوداء على أسفل عنقه، ولهذه الحيوانات لبدة سميكة قابلة للانتصاب تنحدر من مؤخرة العنق إلى المؤخرة، ويقوم الضبع برفع هذه اللبدة ليبدو أكبر حجما عندما يستعرض أمام ضبع مخطط آخر، أو عند الشعور بالخطر، كما أن قوائمه طويلة ومخططة أيضا بينما يكون الجسد والعنق ثخينين، أما الذيل فأزغب ويصل في طوله حتى القدمين (حوالي 61 سنتمترا).

       والضباع المخططة مجهزة بيولوجيا لهضم الجيفة بأكملها، ففكه مجهز بقوة جبارة كافية لطحن العظم، وجهازه الهضمي خصوصا المعدة تحتوي على تركيز من حامض الهيدروكلوريك Hydrochloric Acid كافٍ لهضم كافة أجزاء الجيفة.

       وتستمر دورة الأنثى "النزوية" بهدف التزاوج بين 45 و 50 يوما، إلا أنها تكون خصبة ليوم واحد فقط خلال هذه المدة، وتتزاوج على مدار السنة، وتستمر فترة الحمل بين 88 و 92 يوما، ويتراوح عدد الجراء في كل حمل بين 1 و 4 في السنة، إلا أن المعدل 3 جراء غالبا، أما في الأسر فإن المعدل يتراوح بين 1 و 5 جراء، وتولد الجراء عمياء بقنوات آذان مسدودة، ولونها خلال هذه المرحلة بين الأبيض والرمادي إلا أن الخطوط السوداء تظهر واضحة، وتفتح الجراء أعينها خلال 7 أو 8 أيام، وتبدأ أسنانها بالظهور بعد 3 أسابيع، وتبدأ بتناول الأطعمة الصلبة بعد مرور 30 يوما على ولادتها، إلا أنها تستمر بالرضاعة لأربع أو خمس أشهر، ويتعاون الأبوين بإحضار الطعام إلى الجحر لتغذية الصغار، وعادة تصل بعض الإناث لمرحلة النضوج الجنسي عند بلوغها سنتها الثانية أو الثالثة، وقد أفاد أحد التقارير بأن إحدى الإناث في حديقة حيوانات أنجبت صغارها الأولى وهي لا تزال في عامها الرابع، وبالمقابل تمت رؤية إناث حوامل في البرية في فلسطين المحتلة، وهي ما تزال في الـ 15 شهرا.

 

حملة الحفاظ على الضباع

 

       ومن جهتنا في موقع ghadinews.net، و"جمعية غدي"، ومن ضمن الحملة للحفاظ على الضباع التي بدأناها سنة 2017، نأمل أن يصل التثقيف البيئي لدينا إلى توعية المجتمعات وإدماجه في المناهج التعليمية، للحيلولة دون أن يخضع الجيل الجديد للأفكار المسبقة والمسلمات التقليدية، التي تشيطن هذا الحيوان الهام، وبالتالي تحوله هدفا لنيران بعض الصيادين والهواة وللتسميم، علما أن قانون الصيد الجديد، يمنع منعا باتا صيده ويعاقب كل من يصطاد هذه الحيوانات المهمة بيئيا، ويشمل القانون الثعالب وابن آوى والذئاب أيضا.

      

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن