مركز لوك هوفمان: منارة سلام في حمى جبل لبنان

Ghadi news

Saturday, July 16, 2022

مركز لوك هوفمان: منارة سلام في حمى جبل لبنان

"غدي نيوز"


يستمر مركز لوك هوفمان في بلدة كيفون في قضاء عاليه في تقديم خدماته البيئية والتربوية المتنوعة بإدارة جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL التي اختارت أن تطلق اسم هذا الرائد في الحفاظ على البيئة على مركز حمى جبل لبنان وهو واحد من المراكز الرائدة للجمعية على المستوى الوطني إلى جانب مراكز اخرى ابرزها مركز في البقاع شرق لبنان.
الراحل لوك هوفمان (1923-2016)، أحد الآباء المؤسسين لاتفاقية رامسار والمؤسس المشارك للصندوق العالمي للطبيعة (WWF) ومؤسس منظمة مافا الدولية الشريك والداعم الرئيسي لجمعية حماية الطبيعة خلال العقدين الماضيين .
ويضم مركز مركز لوك هوفمان قسم مخصص لتأهيل الطيور ومركزاً تربوياً رائداً في التثقيف البيئي ضمن برنامج مدارس بدون جدران الذي تنفذه الجمعية ويهدف إلى التوعية والتدريب البيئي لطلاب المدارس والجامعات.
والى جانب مركز لوك هوفمان في كيفون دشنت جمعية حماية الطبيعة في لبنان في العام 2022، مركزاً جديداً للحمى في بلدة شملان في قضاء عاليه محافظة جبل لبنان. ويركز المركز في عمله على الترويج للطاقة النظيفة والزراعة الذكية والمستدامة، كما يضم المركز حانة بهدف تعزيز ريادة الأعمال واستدامة المشروع.
وكانت جمعية SPNL أعلنت في نهاية العام الماضي عن بدء العمل على إنشاء وتأهيل حديقة الحمى القرآنية في كيفون وحديقة الحمى الانجيلية في شملان كجزء من برنامج حمى للسلام الذي أطلقته الجمعية.
ومنذ العام 2004 اتخذت جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) زمام القيادة في هذه المبادرة المهمة للمنطقة، وقامت الجمعية بالعمل على إحياء مفهوم الحمى ضمن عملها في المحافظة على المناطق المهمة للطيور (IBA) بالتعاون مع البلديات.
ويسجل لتجربة نظام الحمى التي تطبقها جمعية حماية الطبيعة في لبنان منذ العام 2004 أنها تلاقي دعماً من المجلس العالمي لحماية الطيور الذي اعتمد “مفهوم الحمى” في استراتيجيته عبر ربطها بالمناطق المهمة عالمياً للطيور.
ويسجل لجمعية حماية الطبيعة في لبنان تعاونها مع البلديات والسكان المقيمين وقطاعات الإنتاج، في استعادة نظام الحمى في 28 موقعاً في مختلف المناطق اللبنانية، وسعيها الى إعادة تكريس النظام الموروث في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها، وتطوير “مفهوم الحمى” التقليدي الموروث ليتلاءم مع تطلعات وحاجات التنمية ومكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يعتبر نظام الحمى، القائم على التصنيف التقليدي للأراضي، وفق استخداماتها، من اهم الأنظمة التي تسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي في العالم والمحافظة على الطبيعة ومواردها من خلال تكريس نظام تراثي اعتمدته الشعوب العربية ومارسته القرى والبلدات اللبنانية كتقليد موروث لاستخدام الأراضي، بما يضمن الاستفادة القابلة للاستمرار من الموارد الطبيعية، وبما يعني الاستثمار الرشيد للموارد والمحافظة على قدرة البيئة على تجديد مواردها.
ويسجل لجمعية حماية الطبيعة انها استطاعت ان تستبدل مفهوم «المحميات» التقليدي والمستورد بمفهوم «الحمى» القديم. هذا المفهوم الذي يأخذ بالاعتبار حياة الناس المحيطين والمستفيدين من دورة حياة الطبيعة.
ويقصد من إحياء مفهوم «الحمى»، حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي لفائدة الناس وضمان الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وكل ذلك بالترافق مع تعزيز سبل عيش المجتمع الأهلي المحلي اضافة إلى تكريس مفهوم الحمى من أجل السلام الذي يعزز الاستدامة وسبل العيش .
وتعمل الجمعية على دعم المحافظة على شبكة من المواقع المهمة التي تعتمد عليها الطيور لبقائها وحماية أنواع الطيور المهددة بالانقراض، من خلال إطلاق الاتحاد الدولي للحمى الذي سيركز اهتمامه على استعمال المقاربة التقليدية للحمى لنموذج المحافظة على المواقع الطبيعية، وذلك بالاعتماد على شراكة المجلس العالمي لحماية الطيور (BirdLife International) من أجل الترويج لهذا المفهوم وتطبيقه، وتعزيز الاستعمال المستدام للموارد الطبيعية من خلال حماية المواقع الطبيعية وإدارتها.
وفي أيلول 2012، نجحت جهود جمعية حماية الطبيعة بالتعاون مع وزارة الغابات والموارد المائية النمساوية، في التصويت على قرار دولي لتعزيز ودعم إدارة الموارد المحلية والمحافظة عليها من خلال مشاركة المجتمع كأساس للتنمية المستدامة، وذلك في المؤتمر العالمي الخامس للمحافظة على الطبيعة الذي نظمه الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN) الذي عقد في جزيرة جيجو، كوريا. وينص القرار على تعزّيز تبادل واسع للمعلومات عن البرامج والأنظمة الحالية المتعلقة بإدارة الموارد عبر المجتمع. مع التركيز على بناء القدرات للمساهمة في تطوير البرامج المجتمعية في إدارة الموارد.
يركز القرار على أهمية تطوير وتنفيذ مروحة واسعة من السياسات العامة عبر اتفاقيات ومنظمات بيئية متعددة الأطراف التي من الممكن أن تكون مفيدة للحفاظ على التنوع البيولوجي. ويتضمن القرار أسماء مختلفة عن مساهمة المجتمع في الحفاظ على الموارد الطبيعية. على سبيل المثال: الحمى، المهجر، أكدال، كوروك، آدات، أو أي أنظمة مشابهة يديرها المجتمع المحلي متواجدة في غرب آسيا وشمال أفريقيا. بحيث يتم اعتبارها نهجاً شاملاً يقوي المعرفة المحلية والثقافة والتراث. ويتضمن ايضا المحافظة على الموارد الطبيعية وتعزيز سبل العيش.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن