أوتيل طانيوس يعود الى "عروس المصايف" عاليه بحلة جديدة

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, June 16, 2012

رسم رخصته بلغ مليارا ومئة وعشرين مليون ليرة
... أوتيل طانيوس يعود الى "عروس المصايف" عاليه بحلة جديدة

 غدي نيوز – أنور عقل ضو

انطلقت في مدينة عاليه (عروس مصايف لبنان) المراحل الاولى لاستعادة "أوتيل طانيوس" بحلة جديدة وعصرية، ليواكب الحداثة من خاصرة الماضي، فالفندق الذي يقع على الطرف الشرقي من المدينة يمثل جزءا من ذاكرة عاليه، فقاعاته وصالاته شهدت أهم المهرجانات الفنية مع كبار الفنانين والمشاهير، أبرزهم فريد الاطرش وأم كلثوم، وكان أول من أدخل السينما إلى مناطق الجبل، وساهم في تطور حركة سياحية كان لها أثرا مهما في شهرة المدينة محليا وعربيا منذ الخمسينيات من القرن الماضي.
بعد نهاية الحرب الأهلية أعيد ترميم بعض الفنادق في المدينة، وكان الفندق عبارة عن بناء نخرته القذائف وأحدثت فيه فجوات وانهارت أجزاء من واجهته الرئيسية، ولم تُجدِ محاولات حثّ أصحابه على ترميمه لخلافات بين ورثته، ولا سيما بعد أن استعادت عاليه معظم معالمها السياحية والعمرانية، وظل البناء مستحضِراً زمن الحرب، فيما كانت عاليه في طور الانطلاق لتجديد حضورها السياحي، وشهد الفندق عملية ترميم لواجهته المطلة على الشارع الرئيسي، في إطار مشروع ترميم واجهات الأبنية في الأسواق الرئيسية في مناطق الاصطياف من خلال وزارة المهجرين، إلا أنه ظل مقفلا ولم يتمكن ورثته من تشغيله.

طانيوس الشمالي

حمل الفندق اسم صاحبه طانيوس الشمالي الذي كان يعمل نادلاً في أحد مقاهي البرج (الوسط التجاري لبيروت) قبل أن يرتقي سلّم الشهرة ويتمكن من استدانة مبلغ من المال لشراء الأرض، وبعد أن سدد ثمنها اقترض من عدد من أصدقائه مبالغ مكّنته من بناء فندق عصري بمواصفات تلك الفترة وتحديداً في مطلع الخمسينيات، وعاد وسدّد المال الذي اقترضه، ليعرف الفندق شهرة واسعة، لكن صاحبه لم يتزوج ولم يكن له وريث يتابع مسيرة والده.


موجبات الحياة العصرية

في العام 2007 وبعد دراسة واقع قطاع السياحة في عاليه ومناطق الاصطياف، كان قرار هدم الفندق بعد أن وجد المستثمر أن الفنادق التي أعيد ترميمها أو التي شيدت حديثاً بمواصفات عادية لم تتمكن من تحقيق أرباح، ولذلك، تحولت الفنادق المهمة الموجودة في مناطق الاصطياف إلى ما يشبه قطاع الشقق المفروشة مع تقديم خدمات أكبر، حتى أن الفنادق الصغيرة لم يعد بإمكانها الصمود في السوق السياحية، إلا مدة أربعين يوماً تمثل الأيام الفعلية لموسم الاصطياف، وهذه الفترة لا تؤمن قيمة الكلفة التشغيلية السنوية لهذه الفنادق، في ظل تردي قطاع الخدمات من كهرباء ومياه وغيرها.
لقد انتفت الحاجة لفنادق تؤمن النوم والطعام لزبائنها، فالخليجيون أصبحوا يميلون إلى شراء فيلات وقصور وشقق سكنية، وتبدلت مفاهيم السياحة من تمضية عطلة الصيف في فندق واحد، كما كان الحال في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، والسائح الحقيقي أصبح يزور لبنان ويمضي فيه أياماً معدودة ثم ينتقل إلى سوريا وقبرص واليونان وتركيا والأردن. فوسائط النقل أصبحت سهلة وتطورت مجالات الحياة كافة، ولا سيما منها ثورة الاتصالات والمعلومات، وانتشار التجارة الالكترونية وبطاقات الائتمان، حتى أن الأمر بات يستدعي أن يؤمن كل فندق صرافاً آلياً فضلاً عن موجبات ومتطلبات ضرورية من الانترنت إلى شاشات البورصة وقاعات رجال الأعمال والمسابح والأندية الرياضية... الخ.

مواصفات المشروع

وعلم "غدي نيوز" أن المشروع الجديد هو استثمار قطري – لبناني لشركة كبيرة، وسيبقى الفندق حاملاً اسم "طانيوس" مع اضافة عبارة جديدة لاسم معروف عالميا في قطاع الفنادق الضخمة، وسيكون معلماً سياحياً عصرياً، ذلك أنه تبعاً للدراسة الموضوعة، سيعمد المستثمر إلى المزاوجة بين الحداثة والإبقاء على بعض معالم الفندق القديمة، وفق تصميم هندسي يلحظ أيضاً الكثير من الأمور، ولذلك يتم الاحتفاظ بالحجارة لإعادة رصفها وبنائها في سياق التصميم المقرر.
وحسب رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، فان "واجهة الفندق تمتد لمسافة 90 مترا على الشارع الرئيسي وسيستفاد منها لانشاء مقاهي الرصيف وستكون فوقها قناطر"، لافتاً إلى أنه "تم الابتعاد عن الطريق تسعة امتار"، وقال: "بالنسبة الى رخصة الفندق فهي موجودة في البلدية وبلغ الرسم البلدي مليار ومئة وعشرين مليون ليرة"، لافتا الى انها "المرة الاولى التي نتلقى فيها مبلغا بهذا الحجم ولا اتوقع ان ثمة رخصة مثلها في جبل لبنان"، وقال: "الفندق كبير وكذلك الارض وهو قائم في وسط عاليه ولذلك وصل المبلغ الى هذا القدر، وهذا مهم جدا لخزينة البلدية، ولذلك نقول بقوة اننا سنصرف اموالا في المدينة ولن ننتظر الوزارات ونحن لن نستجدي احدا، والعمل البلدي ليس استجداء، ولسنا ممن يستجدون".
وقال مراد: "الفندق من فئة خمس نجوم وتم الحصول على موافقة وزارة السياحة، وسيتضمن عددا من دور السينما وصالة كبيرة للمناسبات، والمشروع تمت دراسته مع مهندسي البلدية والقيمون عليه حصلوا على موافقة البلدية، وسيتضمن صالة ايضا باسم (أم كلثوم) وهذا ما طلبه المالك الذي ما زال يتذكر ام كلثوم يوم كانت تغني في اوتيل طانيوس".
ولفت الى ان "الطبقة الاخيرة من الفندق ستكون عبارة عن جناح كامل لاستقبال كبار الشخصيات العالمية والعربية، ويتضمن 22 موقفا للسيارات في الطبقات السفلية".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن