فيليكس بومغارتنر يخرق جدار الصوت في لبنان

Ghadi news

Friday, February 8, 2013

"غدي نيوز"

"فيلكيس الذي لا يخاف"، هكذا يسمونه. بعد قفزته الحرّة من خارج الغلاف الجويّ، في 14 تشرين الأوّل (اكتوبر) الماضي، دخل المغامر النمساوي التاريخ، كأسرع رجل، وأوّل إنسان يخرق جدار الصوت.
فيليكس بومغارتنر في لبنان حالياً، بدعوة من مهرجان "مينا كريستال" في دورته الثامنة. المهرجان الذي ترعاه "مجموعة شويري"، هو النسخة اللبنانية من "مهرجان كريستال" السويسري. انطلقت أولى دوراته في العام 2005، ليتحوّل منذ ذلك الحين إلى الملتقى الأبرز لأهل القطاع الإعلاني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
خلال الأيام الثلاثة الماضية، احتضن مجمّع "مزار" (كفرذبيان)، سلسلة ندوات ومحاضرات، جمعت اختصاصيين عرباً وأجانب، لعرض آخر الابتكارات في مجال الإعلان. واختتم المهرجان مساء أمس (7-2-2013)، بتوزيع جوائز "مينا كريستال" لأفضل الإعلانات المطبوعة، والتلفزيونيّة، والطرقيّة، والمخصصة للإعلام الرقمي. لكنّ فيليكس بومغراتنر خطف الأضواء.
الرجل نحيل جداً، لزوم سنوات من التمرين على السباحة في الهواء. كما أنّه خفيف الظلّ، يمكنه أن يلقي نكتةً بين العبارة والأخرى. فهو مثلاً غير مصاب برهاب الارتفاعات، بل برهاب توقيع الأوتوغرافات للمعجبين، كما يقول ممازحاً. على يده اليمنى، وشَم بالخطّ العريض للعبارة: "ولد كي يطير". فمنذ سنوات طفولته الأولى، اختبر شغف المرتفعات، فراح يتسلّق الأشجار، كما قال في لقاء حواري جمعه بالمشاركين في "مينا كريستال".
ابن الـ43، ولد لأب يمتهن صناعة السجاد، في سلازبورغ. لم يفهم بومغارتنر الأب في البداية، شغف ابنه بالقفز في الهواء. تمنّى له مهنةً أكثر هدوءاً، قد تمكّنه "من العيش على سجادة كريمة"، كما قال.
أمّا فيليكس، فقد كان يطمح للمغامرة. بالنسبة له، نجاحه في خرق جدار الصوت، لم يكن نتيجة حلم غير محسوب. على العكس. في مجال الرقص فوق الغيوم، يكون كلّ شيء محسوباً. خمس سنوات استغرق العمل على القفزة الشهيرة، وكان النجاح بعداً مؤكداً، بحسب تعبيره، لأنّه امتلك كلّ مقوّماته: "التقنية، الفريق المحترف، والثقة".
خلال التمرينات، عانى فيليكس كثيراً من بذلته كما يخبرنا، واستغرق وقتاً طويلاً قبل أن ينسى ثقلها، وينظر إلى نفسه في المرآة كبطل. لهذا، كانت لحظة النظر إلى استدارة الأرض، وهو معلّق فوق علوّ 30 كيلومتراً، "لحظة فريدة جداً، ومؤثرة، وتخطف الأنفاس»، كما يقول.
"لم يقم أحد بذلك أبداً من قبل، كما أنّي لم أكن داخل كبسولة، كلّ ما كان يحميني هو البذلة. لم أخف لأني كنت واثقاً من تقنيتي ومن فريقي ومن نفسي، وكنت أعرف أني لن أموت، تدربنا كثيراً، الثقة هي المفتاح". لهذا، لا مكان للعواطف هنا. لم يفكر بومغارتنز بخطواته. لم يتردّد قبل أن يقفز. "كلّ شيء كان مرسوماً، وموضوعاً في مكانه المناسب، كأنّه بروتوكول"، يقول، على الرغم من ذلك أنّه كتب وصيّته قبل القفزة.
رشّحت مجلّة "تايم" الأميركيّة فيليكس بومغارتنر ضمن لائحة شخصيّة العام 2012، ويعدّ أكثر شخصيّة تحظى باهتمام إعلامي في التاريخ الحديث. برأيه لم يكن صعود أوّل رجل إلى القمر، أكثر إثارة من خرق جدار الصوت، "لأنّه لم يكن هناك إعلام اجتماعي لمواكبته في ذلك الحين"، كما قال لـ جريدة "السفير" اللبنانية.
وبومغارتنر لم ينم في الليلة السابقة للقفزة، لأنّه أدرك أنّ العالم كلّه سيكون شاهداً على أدائه. "كثر لم يختبروا معنى ذلك الأداء، إن استثنينا الرئيس الأميركي وبابا الفاتيكان"، يقول ممازحاً. لكنّه يعتبر كلّ ذلك الاهتمام الإعلامي، "جزءاً من اللعبة. لكنّه لم يكن هدفي في الأساس. ما يهمني هو التحدي، والقيام بما أحبّه. وأكبر جائزة قد أتلقاها هي أن ألتقي طفلاً مثلاً، يحلم أن يصير فيليكس بومغارتنر".
هذه ليست المرّة الأولى التي يزور فيها فيليكس لبنان. فبعد عبوره القناة الإنكليزيّة في العام 2003، كرّمه الرئيس السابق إميل لحود، "لكنّ الحديث بمجمله دار عن بذلات لحود الخاصة بالسباحة"، يقول بومغارتنر ممازحاً.
حالياً، يمضي وقته بهدوء، بعدما اعتزل المغامرات القاسية. يكتفي بممارسة هواية القفز في الهواء، ولكن بعيداً عن العدسات، فذلك، كما يقول، أكثر إمتاعاً.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن