الجراد في فلسطين ولبنان خارج دائرة الخطر

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, March 11, 2013

الجراد في فلسطين ولبنان خارج دائرة الخطر
>>> قلق في مصر وأفريقيا... وترحيب في اليمن!

desloratadin dubbel dos desloratadin dasselta desloratadin yan etki

"غدي نيوز" – قسم الدراسات

عودة اسراب وجحافل الجراد إلى السودان ومنطقة البحر الأحمر ووصولها إلى مناطق من العاصمة المصرية القاهرة قبل أيام عدة، ومن ثم عبوره من سيناء إلى فلسطين المحتلة، أعاد إلى الذاكرة لحظات قاتمة من تاريخنا، لا سيما مع بداية القرن الماضي، وتحديدا إبان الحرب العالمية الأولى التي جلبت الويلات والكوارث في ما يعرف بـ "سفر برلك" يوم قضى الجراد على كل شيء، الأخضر كما اليابس، ومات الآلاف من اللبنانيين جوعا وفقرا.
يقول مواطن أن لا زال يذكر ما أسرّ له به قبل نحو ثلاثين سنة جده في استعادته لتلك الأيام التي عاشها في السفر إلى جبل العرب في سوريا لتأمين القمح، "كنا نحفر في التراب لنحصل على جذور نبات بري يشبه جذر الجزر ولهذا السبب كنا نطلق عليه اسم (جزِّيرة) تصغيرا للجزر"، وأبعد من ذلك كان كثيرون يبحثون في روث الابقار عن حبات قمح أو شعير قليلة، ويبدو أن الجراد عاد ليشعل الذاكرة الحافظة لتفاصيل ومرويات كثيرة نتوارثها جيل بعد جيل.
صحيح أن الجراد لن يكون كارثيا في مقارنة مع تلك الأيام، فوسائط المكافحة تطورت، في مقارنة مع تلك الفترة التي عاشها الاجداد في العام 1915، بدليل أنه ظهر في العام 2004 في لبنان، واجتاحت أسرابه قرى وبلدات في قضاء جبيل، ومنها على سبيل المثال: جبيل وعمشيت وبلاط ومستيتا وقرطبون وغيرها وخلف أضرارا كان يمكن أن تكون كارثية وقتذاك لو لم تكن المكافحة سريعة.

الجراد في مصر

ففي مصر تواصل فرق المكافحة بـ "قاعدة الجراد" في منطقة العريش أعمال المطافحة للقضاء على أسراب الجراد التي غزت شمال سيناء، برش المبيدات في بئر العبد وشرق العريش، ومنها السكاسكة والوادي الأخضر. 
وصرح بذلك مدير قاعدة الجراد بمحافظة شمال سيناء المهندس سمير العبد محسن، مضيفا أنه تم توزيع 8 فرق للعمل بمناطق بئر العبد والعريش ووسط سيناء لمكافحة الجراد بمعاونة المحافظة ومديرية التموين ومديرية الزراعة والجمعيات الأهلية بالمحافظة.
وأشار إلى أنه تم مقاومة الجراد على مساحة 752 هيكتار، منها 437 هيكتار في الفترة  من 3 آذار (مارس) وحتى 6 آذار (مارس)، و315 هيكتار في الفترة من 7 آذار (مارس)، وحتى 11 آذار (مارس)، وذلك  في مناطق متعددة ببئر العبد وجنوب وشرق العريش وجبل الحلال والجدي بوسط سيناء والشيخ زويد ورفح.
وحذر مدير قاعدة الجراد من إشعال النار في إطارات على أطراف المزارع لأنها تساعد على تفريق الجراد وبالتالي تصعب عملية المقاومة.
وأضاف أنه يتم التركيز في رش المبيدات والمكافحة  لوجود الجراد بأعداد كبيرة تسهل معها عملية المقاومة، حيث أنه بمجرد شروق الشمس يطير الجراد ولا يمكن مقاومته أو رشه بالمبيدات.

... وفي فلسطين

إلا أن المكافحة لم تنمع أسراب الجراد من العبور إلى فلسطين، فتقارير منظمة "الفاو" الأخيرة بخصوص تحركات الجراد في العالم، أفادت بوجود أسراب جراد صحراوي في فلسطين ومصر والسودان وسواحل البحر الأحمر في مؤشر لافت على تكاثر الجراد، ووجهت تحذيرا إلى اليمن أن الخطر قادم إليه.
وذكرت مصادر إعلامية أن أسرابا جديدة من الجراد قامت بمهاجمة الكيان الصهيوني صباح يوم الأحد، وتحديدا في منطقة رمات هنيغف، واعتبرت أن محافظة الجيزة المصرية هي المكان التي قدم منه الجراد نحو "إسرائيل".
وأضاف الموقع: "إسرائيل عانت من هجمات متعددة من أسراب الجراد، قادمة من ضاحية الجيزة المصرية". وقالت وزارة الصحة الزراعة الصهيونية إنها تتابع الموقف، وسوف تتخذ الإجراءات المطلوبة لمقاومة أسراب الجراد.

ما هو الجراد؟

الجراد حشرة من فصيلة النطاط Acrididae واسمها العلميSchistocerca gregaria، ويختلف الجراد عن النطاط (القبوط) بما لديه من قدرة على تغيير في السلوك والنواحي الفزيولوجية الخاصة به، وخصوصا اللون والشكل الخارجي وفق التغيرات في كثافته العددية، فمثلا حين تكون الاعداد قليلة يتصرف الجراد بصورة فردية (المظهر الانفرادي)، وحينما تكون أعداده كبيرة فانه قابل للتصرف كمجموعة واحدة (المظهر التجمعي).
أما أسباب ظهور الجراد، فمرتبطة بعدم اعتدال المناخ وانحباس المطر وعدم التوازن الطبيعي. فالعوامل التي تتحكم في هجرة الاسراب تكون عند حصول نقص في الغطاء النباتي، مما يدفعها للهجرة معتمدة على وجود رياح دافئة بالدرجة الكافية القادمة من الاتجاه المناسب (وهو ما جرى عام 2004 حين حملت الرياح بعض مجموعات الجراد ذات اللون الاحمر غير الناضجة جنسيا من الصحراء الليبية الى الشواطئ اللبنانية).
ويعدّ الجراد الصحراوي من أخطر الأنواع المعروفة، ويشكل أزمة جديدة تضاف إلى يوميّات الدول العربيّة، بدءاً بمصر ومن دون منتهى واضح إلى الآن، إذ يغزو منذ فترة مناطق شاسعة لا تقلّ عن 29 مليون كلم مربّع، وتشمل57 بلدا، وتشكّل نحو 20 في المئة من إجمالي سطح الأرض مما يؤثر في غذاء 10 في المئة من سكان العالم.
يشار إلى أن الجراد الصحراوي ينتقل بسرعة 20 كيلومتراً في الساعة بواسطة الريح، ويستطيع الطيران لمدة تتراوح بين 6 إلى 18 ساعة في اليوم يقطع خلالها أكثر من 150 كلم، ويملك قدرةً عالية على التكاثر.

هل ثمة استعدادات في لبنان لمواجهة الجراد؟

وفق تقارير منظمة الأغذية الزراعة العالمية للأمم المتحدة "الفاو" وبحسب النشرة اليومية التي تطلع عليها وزارة الزراعة، والتي تؤكد أن "لبنان ليس في دائرة الخطر وليس من الدول التي ستتعرض لتوافد الجراد"، وفق ما جزم على نحو قاطع مستشار وزير الزراعة الدكتور صلاح الحاج حسن لدى سؤاله عن الموضوع، "ورغم ذلك، يجب الاحتراز والتنبه واتخاذ الإجراءات اللازمة".

طرق المكافحة

ثمة طرق لمكافحة الجراد، أهمها، ميكانيكية: حفر الخنادق والضرب والحرق. الطعم السام: نثر غذاء للجراد مخلوط مع المبيد الحشري. التعفير: استخدام غبار ذي حبيبات دقيقة مخلوط مع المبيد الحشري ورش المبيدات الحشرية السائلة (كيميائية او حيوية).
أما مواد الرش أو المبيدات المتوافرة لدى وزارة الزراعة لمكافحة الجراد في حال وصل فجأة، فهي على ما يفيد الحاج حسن "مواد بيولوجية، وهي عبارة عن فطر تستخدم لمكافحة الجراد إلى أن تقضي عليه مع أنها تحتاج إلى بعض الوقت، بينما تستعمل عادة المبيدات التي تقضي على كل أنواع الحشرات بما فيها أسراب الجراد بالملامسة، وهنا قد تكون قضت عليها بسهولة. وهذا النوع من المبيدات هو الأهم وتستعد الوزارة إلى توفيره بكميات وفق ما تقضي الحاجة".
يشير الحاج حسن إلى أن وزارة الزراعة "تملك المبيدات الكافية لمكافحة الجراد في ما لو هجم إلى لبنان منعاً لحصول أضرار على المحاصيل الزراعية"، إلا أنه يعود ويكرر أن لبنان ليس ضمن خريطة هذه الآفة، وإن الوزارة تتابع يوميا وبشكل متواصل، المعلومات مع منظمة "الفاو" وتدرس التقارير التي تصدرها "مركزة على أمرين بالغي الأهمية: النشرة الجوية لمعرفة كيفية اتجاه الرياح، ومعها عملياً كيف سيتحرّك الجراد".

ترحيب بالجراد في اليمن

على الجانب الآخر، يمثل الجراد طبقا محبوبا، حيث تنتظر شعوب تلك البلدان زياراته وإن تباعدت، لتعد العدة لطبخه مقليا أو محمصا وربما مسلوقا أو مجففا كذلك، كما يوفر فرص العمل للبعض في اصطياده وبيعه.
في اليمن تحولت تحذيرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" للحكومة، قبل أيام، من قدوم أسراب من الجراد في عدد من المناطق الصحراوية بالبلاد إلى حالة ابتهاج لدى المواطنين.
فقد عبر الكثير من اليمنيين عن سرورهم لسماع هذا الخبر، حيث يمثل للغالبية العظمى منهم واحدة من ألذ الوجبات الغذائية التي تجعل الجميع رجالا ونساء وأطفالا على أهبة الاستعداد لاصطياد الجراد بالأيدي بكميات كبيرة والاستفادة منه كوجبة غذائية أو بيعه في السوق المحلية.
وقال عبدالله أحمد حسن وهو من هواة اصطياد الجراد إن "اليمنيين مسرورون لسماع أخبار قدوم الجراد لأنها وجبة مفضلة لديهم وستلقى حتفها بمجرد هبوطها على الأرض".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن