9 قتلى و29 جريحا في حادث سير مروع في الكحالة

Ghadi news

Friday, March 15, 2013

الكحالة - "غدي نيوز"

اشتغل عداد الموت أمس على الطريق الدولية وتحديدا عند منعطف بلدة الكحالة – قضاء عاليه، وسجل تسعة ضحايا و29 جريحا انضموا إلى قائمة طويلة من أبرياء قضوا نتيجة الإهمال والسرعة والفوضى وغياب التدابير الأمنية، فيما الدولة لم تبادر حتى الآن إلى وضع كاميرات مراقبة، ولا تحاسب الشاحنات المحملة فوق طاقتها، ولم تسطر محضر ضبط واحد بحق مخالفين ممن يتجازون السرعة ويقودون برعونة.
صحيح أن ثمة إجراءات قامت بها وزارة الأشغال العامة بين عاليه وبعلشميه لجهة وضع حواجز اسمنتية في وسط الطريق، ساهمت في خلق فسحة أمان خصوصا عند منطقة ضهور العبادية المعروفة "بكوع الموت"، فضلا عن مشروع قيد الانجاز في محطة بحمدون وهو عبارة عن نفق من شأنه توفير حماية في منطقة حصدت حوادث السير عليها منذ ستينيات القرن الماضي مئات الضحايا، إلا أن ذلك لم يترافق مع تفعيل شرطة السير وإعطائها صلاحيات استثنائية، لأسباب متصلة بحال الفساد ووجود طبقة سياسية تشرع لنفسها المخالفة تحت ستار تدابير أمنية، وكل مخالف ثمة مسؤول يغطيه ويمنع معاقبته. 
وما شهدته الكحالة أعاد إلى الأذهان كارثة حافلة الحجاج اللبنانيين قبل سنوات عدة وهم في طريقهم من دمشق إلى بيروت، فالمشهد ذاته، فالتفاصيل متفقة في الموت والوجع ومختلفة زمانا فقط.
وفي التفاصيل، فقد وقع الحادث عند الساعة 4 و 35 دقيقة، عندما فقدت حافلة ركاب سورية (بولمان) تابعة لـ "سفريات الحسن" تحمل اللوحة "سوريا - الحسكة 133337" فراملها وهي متجهة إلى بيروت، فاصطدمت بحاجز الاسمنت عند المنطف المعروف بـ "كوع الكحالة" قرب كنيسة البلدة، ومن شدة الاصطدام تخطت الحاجز الاسمنتي وانقلبت رأسا على عقب واستقرت عند الجهة الثانية من الطريق.
وفي معاينة للحادث تبين أن الباب الأمامي للحافلة موجود على بعد 500 متر أو أكثر من مكان الحادث قرب "مشتل غرين هارموني"، ما يعني أن سائق الحافلة عندما فقد السيطرة عليها حاول النزول منها ومنعه الركاب أو أن بعض الركاب حاولوا القفز فسقط الباب، وهذا الأمر لا يمكن التأكد إلا من خلال إفادات الناجين.
وأشار شاهد من عيان أبناء الكحالة لـ "غدي نيوز" إلى "اننا شعرنا بالحادث من شدة وقع الاصطدام وفي الحال حضرت الى المكان"، وقال: "ان جميع ركاب الحافلة من سوريا وهم هربوا من الحرب هناك ليلاقوا قدرهم هنا"، ولفت إلى أن "الصليب الاحمر حضر بعد نحو ساعة وكنا أربعة أشخاص قمنا بسحب الجرحى وكان بينهم نحو 15 طفلا ورضيعة قدرنا أنها في الشهر الثامن، ومن ثم حضر الدفاع المدني".
وقال أن أقارب ركاب الحافلة الناجين: "تلقينا اتصالا من ابن عمي وأبلغنا بالحادث فحضرنا من سوريا على الفور، وكان قد تم وقتذاك سحب الجرحي والضحايا باستثناء رجل عجوز وامرأة مسنة وشاب وطفل كانوا تحت الحافلة"، وأشار إلى أن "عدد ركاب الحافة 45 شخصا وكانت متجهة من ريف حلب إلى بيروت".
ونقل الجرحى إلى مستفيات عاليه وبيروت وبعبدا وكذلك الجثث، فيما حضرت عناصر من قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، وتركز عملهم على المساعدة في نقل الجرحى وتأمين حركة السير وتحويها عبر طرق فرعية، وقرابة العاشرة والنصف تم إحضار رافعة وشاحنة تابعة للجيش مخصصة لنقل الدبابات والآليات الثقيلة، وأشرف الجيش على رفع الحافلة ووضعها في الشاحنة ومن ثم نقلها بعيدا من الطريق.
صدر عن الصليب الاحمر اللبناني أشار إلى أنه "على أثر ورود اتصال إلى غرفة عمليات الصليب الأحمر اللبناني على خط الطوارىء 140 عند الساعة 4:51 دقيقة من صباح اليوم 15 آذار 2013 يفيد عن انقلاب حافلة ركاب كبيرة على طريق البقاع - بيروت الدولية عند منطقة الكحالة، توجهت على الفور سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، حيث وصل عددها إلى 9 سيارات إسعاف مدعمة بحوالي 35 مسعفا، وفور وصولهم قاموا بمسح شامل ثم بدأت عمليات الإغاثة التي انتهت الساعة 8:00 صباحا تقريبا بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة المعنية حيث تم نقل 9 قتلى إلى مستشفيات الساحل وقلب يسوع والحياة والحريري وبعبدا الحكومي، كما تم إسعاف ونقل 29 جريحا وحالة صدمية واحدة توزعوا على مستشفيات قلب يسوع وسان شارل والمشرق والإيمان واللبناني الكندي وجبل لبنان والحايك".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن