لنرفد المشهد السياسي بـ "دم أخضر!"

Ghadi news

Tuesday, April 2, 2013

"غدي نيوز" – أنور عقل ضـو

تستعد الطبقة السياسية المتمسكلة بمفاصل الدولة، معارضة وموالاة، لتقديم طلبات الترشح للانتحابات ضمن المهلة المحددة في التاسع من الشهر الجاري، كخيار استباقي، والبقاء على ضفة أمان في حال عدم ترحيل الانتخابات من باب التأجيل لأسباب "تقنية"!
ويبدو واضحاً أن الطبقة المستأثرة بالسلطة تعد العدة لتجديد نفسها، فيما لم نشهد إلى الآن – وقد لا نشهد في المدى المنظور – معالم لتجديد المشهد السياسي ورفده بدم جديد يلغي الاصطفاف القائم، أو على الأقل يحد من مفاعيله المدمرة، ونحن نحصد إلى الآن نتائجه، في الاقتصاد بالدرجة الاولى مع تفاقم أزماتنا المالية، وتحول لبنان إلى بؤر أمنية ساهمت – إلى جانب الهدر والفساد – في ضرب قطاعات الانتاج وشل البلد وتعطيل السياحة وتوقف الاستثمارات.
كل ذلك يعني أننا بصدد استنساخ أزماتنا لتكون عنوانا لمرحة مقبلة أشد قتامة، فالنخب المفترض أن تتولى عملية التغيير مغيبة قسرا في بلاد الاغتراب، والموجودة في لبنان مغيبة طوعا لدرايتها أن شيئاً لن يتغير مع طغيان الخطاب الطائفي المتستر بشعارات لا تعدو كونها من ضرورات "عدة الشغل"، لا سيما وأن الحاجة ماسة إليها الآن لحث المواطن المغلوب على أمره ليتوجه إلى صندوق الاقتراع، وسط خطاب تعبوي سيرتفع صداه مع اقتراب موعد الاستحقاق، وليس بمستغرب أن تعلو وتيرة الخطاب الطائفي، واستحضار لغة قبلية تستفز مشاعر المواطنين، ذلك أن الخطاب السياسي لم يتخطَّ يوما صدى الشعارات مع خواء وإفلاس واضحين.
إلا أن ثمة متغيرا أكيدا في الاستحقاق المقبل، وهو تراجع نسبة المقترعين، بمعنى أن الأحزاب لن تكون قادرة على اجتذاب شرائح واسعة من مؤيديها، وستكون ثمة فروقات واضحة في مقارنة الارقام السابقة مع ما ستلفظه صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة.
وسط هذا المشهد تبرز الحاجة أكثر لقوى تمثل المستقبل على أنقاض ما هو قائم الآن، قوى تحمل نبض التغيير خارج الاصطفافات الطائفية والمذهبية، وهذا ما يزيد قناعتنا بأن "الورقة الخضراء" هي حاجة أبعد بكثير من رفع قضايا البيئة وتأمين ديمومتها وفق قوانين واضحة تفرضها الطبيعة في مسارات تجددها.
من هنا تبدو الحاجة ماسة الى رفد المشهد السياسي المأزوم ليس بدم جديد فحسب، وإنما وبتوصيف مجازي بـ "دم أخضر" وحده قادر على عقلنة صراعاتنا والتحول من مرحلة "ما دون وطنية" إلى رحاب وطن يبرعم أحلامنا لتكون قابلة للحياة، ولا يساورنا وهم من أن الحلم ما زال بعيدا، لكن ما يثلج الصدور أن ثمة وعيا من خاصرة همومنا البيئية، سيكون بمثابة المدماك الأول في صرح وطن سيبصر النور بعيداً من عتم انتماءاتنا الضيقة.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن