حملة لإنقاذ الضباع... قبل انقراضها

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, April 16, 2013

العبث بالحياة البرية لم يعد مقبولا
حملة لإنقاذ الضباع... قبل انقراضها

"غدي نيوز"– أنور عقل ضو

إبادة الطيور المهاجرة، تخريب موائل الوطواط في الكهوف والمغاور، توسع الكسارات والمقالع على حساب الغطاء النباتي والحياة البرية، رصد الذئاب القليلة المتبقية وتفجير أوكارها، قتل الضباع، النياص، الغرير، الطبسون، السناجب والثعالب وغيرها الكثير من الانواع المفترض أن تكون مصدر غنى للبنان الذي بدأ يفقد تنوعه البيئي مع تخريب حلقات مهمة شكلت في سيرورتها توازنا انتظمت عبره مقومات بيئة لبنان وطبيعته، والانسان عنصر وحلقة من ضمن هذا التوزان، وليس بغريب أن نعيش اليوم تبعات هذا العبث بمكونات لبنان الطبيعية والاخلال بالنظم الايكولوجية التي كانت ناظمة لحياتنا.
ثمة أمثلة كثيرة في هذا المجال، نسوق بعضها للتدليل على حجم المشكلات التي تواجهنا الآن، ومنها انقراض عشرات الانواع من الطيور المقيمة، وهي كانت تقتات ضعف وزنها من الحشرات الضارة، بحيث يضطر المزارعون الآن لمضاعفة استخدام المبيدات الحشرية السامة التي تقضي على الحشرات النافعة أيضا، وتتسبب بأخطار على الصحة العامة. هذا فضلا عن قتل الطيور المهاجرة التي تقتات خلال هجرتها الموسمية على الفئران والجرذان وحشرات كثيرة ضارة.
وما تزال إلى الآن بعض المناطق تعاني من تكاثر الخنازير البرية بسبب القضاء على عدوها الطبيعي من ذئاب وضباع، ففي وادي شويت – العبادية – الهلالية أهمل المزارعون أراضيهم الزراعية بسبب تخريب الخنازير لبساتينهم وأشجارهم، وأصبحت منذ أكثر من سنة موئلا لصيادي الخنازير من مختلف المناطق اللبنانية، دون أن يتمكنوا منها، فالشيخ أسعد أبو سعيد من بلدة شويت، يقول: "قتل الصيادون أعدادا كبيرة منها، ولكن المشكلة ما تزال قائمة"، وما يثير الاهتمام بحسب أبو سعيد أن "الأفخاخ لا تنفع معها وتدنو منها حتى مسافة مترين تقريبا وثم تتوقف"، ويشير إلى أنه ما عاد يعتني ببساتينه "لأن الخنازير البرية تنبش الأراضي المزروعة وتخربها، فضلا عن أنها قادرة على الاطاحة بأغصان الاشجار المثمرة وتكسيرها".
إلا أن ما يثير مخاوف البيئيين في هذه الفترة هو انتشار ظاهرة قتل الضباع، أي الحيوان المسؤول عن تنظيف البيئية الطبيعية التي يعيش الانسان بين ظهرانيها من الحيوانات النافقة، بدلا من أن تتحول مرتعا للحشرات والأمراض. 
"نحن بصدد التحضير لحملة بيئية واسعة لوضع حد لقتل الضباع في لبنان"، يقول رئيس رئيس مركز التعرف على الحياة البرية الدكتور منير أبو سعيد، ويضيف "هذا العبث بالحياة البرية لم يعد مقبولا"، متسائلا "ما هي المعايير الاخلاقية والانسانية التي تشرع لنا القتل والتباهي بالتقاط الصور وتعميمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟".
وقال: "اننا الآن معنيون بحماية الضبع وهو على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض"، لافتاً إلى أن "هناك وعيا بيئيا حيال هذا الحيوان لكن ما يزال كثيرون يمعنون في قتل الضباع حتى بات الأمر يستدعي اتخاذ اجراءات وتدابير رادعة، وهذا ما سنركز عليه في حملتنا المقبلة إلى جانب تعريف الناس بأهمية الضبع اللبناني المخطط بأنه حيوان يخاف الانسان خلافا للموروث الشعبي من مرويات لا تستند إلى الحقيقة في شيء".
واضاف: "في الماضي البعيد كان الضبع ينبش المقابر، ولذلك عمد الانسان إلى وضع الحجارة والصخور فوقها، ومن وجهة نظر إنسانية فهذه مسألة لا يمكن تقبلها، أما بالنسبة للضبع، فهو كائن أوجده الله ضمن نظام متكامل مهمته تنظيف البيئة التي يعيش فيها من الحيوانات النافقة، وهو لا يميز في هذا المجال بين جيفة حيوان وجثة إنسان، هو يقوم بوظيفة محددة لها مردود مهم جداً على الانسان والبيئة التي يعيش فيها، فالضبع قادر على التهام الحيوانات النافقة وهو بذلك يرفع عن الانسان ضررها كمصدر للأوبئة والأمراض والروائح، ومن هنا فهو يعتبر حلقة مهمة في نظام أوجده الخالق عز وجل".
وناشد أبو سعيد "سائر الجهات المعنية في الدولة التشدد في ملاحقة كل من يقتل ضبعا ومحاسبته، ومساعدتنا في حملتنا المقبلة، لا سيما لجهة إدراج مادة إعلانية في مختلف وسائل الاعلام عن أهمية الضبع وسنزودها بشرائط مصورة للضباع كيف تخاف الانسان وهي موثقة لدينا في المركز، إلى جانب التعريف عن هذا الحيوان وأهمية وجوده في بيئتنا الطبيعية".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن