"أكي دنيا" جبلية... بعد تغيّر المناخ

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, May 4, 2013

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

انتشرت زراعة الـ "أكي دنيا" في المناطق الجبلية منذ عشرات السنين، للحصول على خصائص أوراقها العلاجية لمرضى السكري، فهي لا تزهر ولا تعقد ثمارا على ارتفاعات عالية، إلا أن المواطنين في المناطق التي يزيد ارتفاعها على الألف متر بدأوا يلحظون إثمار الـ "أكي دنيا" منذ بدأ لبنان يشهد تغيرات مناخية متطرفة، أي منذ نحو خمس سنوات، وأحيانا تعطي ثمارا نضرة وبوفرة وأحيانا تكون ثمارها قليلة وصغيرة متغضنة حسب ظروف المناخ، لكن بات في الامكان زراعة الـ "أكي دنيا" على ارتفاع يتراوح بين خمسمئة وثمانمئة متر، والحصول على مواسم وفيرة والافادة منها كموسم زراعي لم يكن متاحا قبل عشرات السنين.
يقول المزارع حسن زين الدين أنه زرع الـ "أكي دنيا" من أجل الاستفادة من ورقها "كنت أذهب إلى المناطق الساحلية للحصول على أوراقها وأستخدم منقوعها لتخفيض نسبة السكر في الدم"، ويضيف "قبل ثماني سنوات زرعت غرستين قرب منزلي في حمانا على ارتفاع 1100 متر ونمتا بسرعة لكن كانت ثمارها تضمر وتتساقط بسبب البرد القارس، وقبل خمس سنوات أعطت ثمارا بكميات مقبولة وقلنا أن الامر مجرد صدفة لن تتكرر، لكن منذ تلك الفترة ونحن نحصل على مواسم تتفاوت كميتها بين عام وآخر".
ما يثير الاهتمام أيضا أن زراعة الـ "أكي دنيا" انتشرت في المناطق المتوسطة الارتفاع (ما بين 500 و 800 متر) ولا سيما في مدينة عاليه وجوارها، وعلى شريط القرى الممتد من عاريا إلى العبادية وشويت "تمتاز ثمارها بأنها أطيب مذاقا من الأكي دنيا الساحلية" يقول فؤاد سعد، ويضيف "هي أكثر حموضة وحلوها شديد المذاق وثمارها متوسطة يمكن تسويقها إلا أننا زرعنا الاكي دنيا لحاجة المنزل فقط، لكن بعض المزارعين بدأوا يبيعون الفائض من الانتاج في الاسواق المحلية خصوصا في عاليه".
في المقابل، بات بالامكان الحصول على ثمار الـ "أكي دنيا" لفترات أطول من السنة، فهي تثمر أولا على الساحل ومن ثم على ارتفاعات متوسطة، وما تزال خضراء في طور النضوج على ارتفاع 1100 متر، إلا أن المهندسة الزراعية سارة منذر أشارت لـ "غدي نيوز" إلى أنه "يجب عدم التسرع واعتماد الأكي دنيا كنوع من الزراعات البديلة في الجبال"، لافتة إلى أن "ليس ثمة معطيات وافية عن المناخ ولا أحد يمكن أن يقدم استنتاجات مسبقة حيال هذا الامر".
وقالت منذر: "يجب ان نجمع قاعدة بيانات قبل التسرع في تفسير هذه الظاهرة، صحيح أننا نشهد تغيرات مناخية لكن ما زال من السابق لاوانه اتخاذ خيارات واضحة، لكن المسألة تفترض أن نكون حاضرين للتعايش مع هذه المتغيرات".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن