هل صحيح أن الإنسان ليس مسؤولا عن التغير المناخي؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, May 31, 2013

وراء الانتقادات دوافع اقتصادية ونظريات مريبة بغطاء علمي
هل صحيح أن الإنسان ليس مسؤولا عن التغير المناخي؟

"غدي نيوز"
 
يستبعد المشككون في حقيقة ظاهرة التغير المناخي مسؤولية الإنسان عن حدوث هذه الظاهرة، ويحاولون الاستناد في ذلك على حقائق علمية. ونشر موقع DW في هذا السياق تحقيقا حاول من فضح أساليب ومبررات الترويج لمقولات لا تستند الى العلم وتنفي أن يكون الانسان وراء ظاهرة التغير المناخي!
يتفق العلماء على أن الظواهر المناخية القاسية المترافقة مع ارتفاع درجات الحرارة، والعواصف وارتفاع مستويات البحار، وذوبان الأنهار الجليدية، نتائج مترتبة على التغير المناخي والتي تسبب فيها الإنسان. لكن هناك أيضا من يطلق عليهم المتشككين في حقيقة مشكلة المناخ، وينكرون دور الإنسان في حدوث ظاهرة التغير المناخي، أو يقللون من تقدير أثره.
هناك فرضيات رئيسية ثلاث يستند عليها هؤلاء المشككون، ونحن نحاول تقصي تقييم الباحثين المتخصصين لهذه الفرضيات.

الفرضية الأولى

يتم تداول هذه الفرضية على نطاق واسع في المدونات الالكترونية، وهي تقول إن ظاهرة الاحتباس الحراري تم وقفها منذ سنوات، وبالتحديد منذ عام1998 . وفي الواقع فإن تحديد هذا العام بالذات لم يأت بمحض الصدفة، لأنه كان عاما دافئا بشكل ملحوظ، الأمر الذي يعُزى إلى ظاهرة النينيوEl Niño ، والتي تتسبب-  مرةكل بضع سنوات - في ارتفاع درجة الحرارة.
ويستفيد المتشككون من هذا الظرف لعقد المقارنة، فعام1998  الذي كان حارا للغاية، يؤخذ كنقطة انطلاق، وذلك لتفسير البرودة التي عمت في فترة لاحقة بوصفها تحولا طرأ على ظاهرة الاحتباس الحراري. إلا أن العلماء يرون أن هذه المقارنة مضللة، ويقول أورس نوي الباحث في الأكاديمية السويسرية للعلوم الطبيعية في بيرن: إذا قورنت درجات الحرارة في الصيف مع تلك التي تسود في فصل الشتاء، فيمكن الخروج بنتيجة مفادها أن الطقس يبرد بالفعل. لكن إذا أردنا وضع هذه الاتجاهات في الاعتبار، لا بد من مراعاة عدة عوامل، على رأسها العوامل الطبيعية".
إن الانفجارات البركانية أو ظواهر طبيعية أخرى كظاهرة النينيو El Niño بل وأيضا ظاهرةLa Niña  النينيا المناقضة لها تقريبا، لا تصلح للاعتماد عليها لاستخلاص نتائج نهائية. وظاهرة النينيو تتصف بانتقال كتل هائلة من المياه الحارة في المحيط الاستوائي بشكل يتجاوز المتوسط. هذا في حين تتميز ظاهرة النينيا بالبرودة غير المعتادة في تلك المنطقة.
هذه الاختلافات في درجة حرارة سطح البحر، تؤثر بدورها على حالة الطقس في جميع أنحاء العالم، وهكذا يمكن لظاهرة النينيو عل ىسبيل المثال، أن تتسبب في هطول الأمطار الغزيرة في بيرو، وفي الوقت نفسه تتسبب في الجفاف الشديد في أستراليا.
"إذاما أخذنا تلك العوامل في الاعتبار، يمكننا أن ندرك بوضوح بأن اتجاه الاحترار العالمي لا يزال مستمرا."

الفرضية الثانية

يجد المتشككون في نقطة أخرى كذلك تأكيدا لما يعتقدون، وهي أن الاحتباس الحراري يتناقص، وذلك بالنظر إلى الأجواء التي سادت خلال الشتاء الماضي في أوروبا الوسطى. وعلى سبيل المثال نقرأ على موقع "المعهد الأوروبي للمناخ والطاقة" على الانترنت، وهي إحدى منظمات المتشككين، أن سجلات مصلحة الأرصاد الجوية الألمانية وضحت انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء في المتوسط بمعدل درجتين تقريبا، وذلك خلال ربع قرن.

لماذا تخلف ظاهرة الاحتباس الحراري الجليد

هذا يبدو قولا متناقضا، لكن علماء المناخ لا يستبعدون أن يحدث هذا بالضبط، كنتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري، فلا ينبغي النظر إلى البعد الإقليمي وحده، إذ توجد علاقة إحصائية بين زيادة الكتل الجليدية في البحار في المنطقة القطبية الشمالية في أواخر الصيف، ثم يتبع ذلك شتاء بارد في أوروبا الوسطى وآسيا،كما يقول كلاوس ديتلوفمن معهد ألفريد فيغنر للأبحاث القطبية والبحرية. لكن على المستوى العالمي لا يزال اتجاه الاحترار العالمي متواصلا، حتى لو كان هناك شتاء طويل وصيف بارد في بعض أجزاء العالم.

الفرضية الثالثة

يقول المتشككون إن ثاني أوكسيد الكربون غير ضار وبالتالي لا يمثل خطرا، وإن الطبيعة في حاجة إلى هذا الغاز. فالعلماءلم يكن لديهم في البداية أي تحفظ حياله، فالنباتات تحتاج إلى ثاني أوكسيد الكربون كي تعيش. ومع ذلك فإن أورس نوي يرى وجود توازن في الطبيعة، ويجب الحفاظ عليه عبر استهلاك ثاني أوكسيد الكربون بكميات مساوية لما يتم إطلاقه. وبمجرد اختلال هذا التوازن، يرتفع تركيز ثاني أوكسيد الكربون، وتحدث نتيجة لذلك ظاهرة الاحتباس الحراري. ويمكن مقارنة هذا بحوض استحمام، فالأمر يكون على ما يرام، طالما كانت كمية المياه التي تصب من الصنبور مساوية لتلك التي يتم تفريغها أسفل الحوض.
لكن بمجرد أن تصبح الكمية التي تصب من الصنبور أكثر، فإن المياه ستفيض في وقت ما وتتدفق خارج الحوض."

ما هي خلفية التشكك؟

يستند المتشككون على مجموعة من الحجج والفرضيات، من ضمنها أن انخفاض النشاط الشمسي وشيك، وبالتالي فإن ذلك سيكبح التغير المناخي كما يرى سيباستيان لونينغ في كتابه "الشمس الباردة". ويتعارض هذا مع آراء العلماء الذين يرون في كل هذا تغييرا هامشيا.
أما كاريل موون المتحدث باسم المؤسسة الأوروبية للمناخ، فيرى وراء هذه الانتقادات دوافع اقتصادية في المقام الأول، وكما يقول فإن هناك شركات كبيرة في البلدان المتقدمة تجني أرباحا طائلة عبر استخراج الوقود الأحفوري من الأرض وحرقه. وبالطبع، فإن لديها مصلحة في مواصلة نموذج أعمالها بالشكل الحالي لأطول فترة ممكنة"، وبالتالي فإن المتشككين في هذه البلدان يلجأون ببساطة وسهولة إلى استخدام تلك الفرضيات. ويرى عالم المناخ والمدير السابق لمعهد ماكسبلانك للأرصاد الجوية في هامبورغ، هارت موتغراسل أن "التشكك موقف لا ينأى بنفسه عن البعد السياسي، فبعض الناس يمكن أن يتقاضوا مالا منشركات النفط لنشر الشكوك، ويتم تمويل هذه الجماعات الصغيرة لتأدية المهمة الموكلة إليها، عبر المشاركة في المؤتمرات التي تعالج قضايا التغير المناخي، وهناك يقومون بمحاولة عرقلة التقدم المنشود."

نظريات مريبة بغطاء علمي

في كثير من الأحيان يسلك المتشككون نهجا انتقائيا، أي أنهم" يختارون النتائج التي تتوافق مع أهدافهم، ويتم خلطها ببعضها لخلق قصة تبدو مقبولة للوهلة الأولى، ويمكن للشخص العادي أن يعتقد بأن علم المناخ على خطأ"، بحسب كاريل موون من المؤسسة الأوروبية المناخ، والذي تدير منظمته موقعا على شبكة الإنترنت يهدف إلى إفشال مساعي المتشككين من خلال رفع الوعي والتثقيف."
ويعتبر هارتموت غراسل الشكوك المثارة هي الدرجة الأولى في سلم"الشعوذة"، وهو يشدد على أن معظم النقاد يأتون من وسط الناس العاديين الذين لا يملكون خلفية أو خبرة علمية في مجال المناخ. ومن الشائع في الأوساط العلمية أن تخضع المنشورات لنظام محدد للمراجعة بهدف التحقق من المحتوى. وكما يضيف غراسل، فإن 90 في المئة من المتشككين لا يتبع مثل ذلك النظام، وهم يعمدون إلى نشر نظرياتهم حول المناخ دون رادع في المدونات الالكترونية أو في الصحف أيضا."
وبالرغم من ذلك فإن غراسل يرى في حجج المتشككين جانبا إيجابيا كذلك، فهي في بعض الأحيان مفيدة في تحفيز النقاش، ويضيف: "لكن في كثير من الأحيان تتم النقاشات على مستوى، يجعل العالم يقرر بأن الصمت هو الخيار الأفضل."

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن