محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية تواجه خطر الانقراض

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, September 8, 2013

سفينة نوح حديثة لضمان استمرارية الانواع المهددة!
محاولات للحفاظ على فصائل حيوانية تواجه خطر الانقراض

"غدي نيوز"
 
تلجأ حدائق الحيوانات في العالم إلى تقنيات متطورة جدا من تجميد السائل المنوي للباندا وقاعدة بيانات جينية وتصوير بالصدى لوحيد القرن، وصولا الى سفينة نوح حديثة لضمان استمرارية الانواع المهددة.
وفي إزاء المخاطر المتزايدة على قدرة أنواع عدة من الفصائل على الصمود ولا سيما بسبب الصيد غير الشرعي وتدمير مواطنها الطبيعية، يحاول الخبراء أن يحافظوا على بعض الفصائل من الاندثار التام مهما كلف الامر. وهم يعتمدون في سبيل ذلك برامج لتكاثر هذه الحيوانات في الاسر.
لكن الامور ليست بسيطة كما قد يبدو. ففي السبعينيات من القرن الماضي، تبين للخبراء البيئيين أن صغار الزرافات والغزلان في الاسر لديها فرص أقل للحياة من تلك التي تعيش في البرية.
ويقول ديفيد فيلد الخبير في حديقة واشنطن الوطنية للحيوانات "لقد أثار هذا الامر اضطرابا في إدارات حدائق الحيوان التي أدركت أن عليها أن تجد طرقا لتطوير إدارتها لحياة الحيوانات الموجودة لديها".
ويوجد اليوم اكثر من 500 نوع تتناولها برامج متخصصة لانقاذ الحيوانات المهددة، مثل الفهود والفيلة الآسيوية والظباء الافريقية.
وتسجل المعلومات الوراثية لهذه الحيوانات التي تعيش في الاسر، بواسطة برامج معلوماتية متخصصة، تتيح للعلماء أن يختاروا الزوجين المناسبين من كل فصيلة، بحيث ينجم عن هذا التزاوج أفضل النتائج.
فحيوان المها الصحراوي كان مصنفا على أنه فصيلة مندثرة في الطبيعة منذ العام 2000، جراء الصيد وتدمير مواطنه. لكن الآلاف من هذا الحيوان ولدت في الاسر، وأعيد اطلاقها في الطبيعة، ولا سيما في تونس.
أما حيوانات الباندا العملاقة، فهي تشكل مثلا آخر على النجاح "الاستثنائي" للجهود المبذولة في التكاثر في الأسر، بحسب ديفيد فيلد.
وتمكنت الصين ايضا من الحفاظ على الباندا لديها في الاسر، وهي تزود حدائق عدة من العالم بهذه الحيوانات، حيث يعمل خبراء على تزويج ذكورها والاناث قبل اعادتها الى موطنها الاصلي.
لكن التكاثر في الأسر ليس مثله في الطبيعة، اذ يسجل تراجعا لدى هذه الحيوانات في الرغبة الجنسية والخصوبة وهي في الأسر.
ويقول بيار كوميزولي الخبير في شؤون الباندا في حديقة واشنطن "احتمال النجاح لا يتجاوز حالة واحدة سنويا".
ويخضع الحيوان في الحديقة وفي الأسر الى برنامج للتأهيل الجسدي بانتظار موعد التزاوج. لكن الخبراء يشرحون ان هذه الحيوانات التي يبلغ وزن الواحد منها اكثر من مئة كيلوغرام، قد لا تتمكن من اتمام عملية التلقيح كما يجب. في هذه الحالة، يعتمد الخبراء على التلقيح الاصطناعي.
ويقول كوميزولي "عندها يتعين علينا أن نخدر الذكر حتى نتمكن من سحب عينة من سائله المنوي". وبعد ذلك ينبغي على العلماء انتظار بين ثلاثة اشهر وخمسة لمعرفة نتيجة التلقيح.
تجدر الاشارة إلى أنه في العام 2005 احتفلت حديقة واشنطن بولادة أول صغير باندا في أرجائها.
وفي العام الجاري، استخدم الخبراء السائل المنوي لذكري باندا، أحدهما من حديقة سان دييغو، لتلقيح أنثى باندا.
وفي23  من الشهر الحالي (آب – أغسطس)، تكللت احدى هذه العمليات بالنجاح اذ ولد في الحديقة صغير باندا بصحة جيدة، وبعد ذلك بأيام قليلة ولد صغير آخر لكنه ولد ميتا.
ويقول كوميزولي في هذا المجال "لم نتمكن بعد من كشف كل اسرار التناسل عند الباندا".
بالنسبة لحيوانات وحيد القرن في سومطرة، وهي فصيلة مهددة جدا بالاندثار، يبدو ان التكاثر في الاسر وبين اشقاء هو الحل الوحيد للحفاظ على هذا النوع.
ففي الطبيعة، لم يبق من هذه الحيوانات سوى بضعة مئات موزعة بين اندونيسيا وماليزيا. والاباضة لدى الانثى نادرة ولا تتم الا بوجود ذكر، وفي ظل عدم التزاوج قد تصبح انثى وحيد القرن عقيمة.
في العام 1990 اطلقت حديقة سينسيناتي في اوهايو شمال الولايات المتحدة برنامجا لتكاثر حيوانات وحيد القرن، أتاح في العام 2001 ولادة صغير من فصيلة وحيد القرن السومطري، وهو الاول من نوعه الذي أبصر النور في الاسر منذ 112 عاما.
والآن، ليس امام الانثى الوحيدة القادرة على الولادة في هذه الحديقة سوى ان تلقح في ذكرين، وهما شقيقان لها.
ويقول تيري روث نائب مدير حديقة سينسيناتي ان أحد الذكرين موجود في الحديقة نفسها والآخر موجود في اندونيسيا.
ويضيف "في حال لم تقم اندونيسيا بإحضار حيوان آخر من وحيد القرن، فإن التنوع الجيني الذي بحوزتنا فقير".
لكن تنظيم حياة زوج من حيوانات وحيد القرن في حديقة سينسيناتي امر مكلف، فقد وصلت نفقاته في العام 2011 الى 263 الف دولار، بحسب روث.
ويقول ديفيد فيلد "هناك مباحثات تجري بين العلماء في العالم حول مدى فعالية برامج الادارة الجينية القائمة منذ ثلاثين عاما".
ويضيف "لكن حتى في حال تمكنا من توفير التنوع الجيني، فان الحالات الناجحة محدودة جدا، ولا بد من العثور على وسائل لحماية هذه الحيوانات في البرية اذا اردنا ان نحافظ عليها".
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن