منيمنة عرض مع سفير إيطاليا مشروع تعليم الإيطالية

Ghadi news

Monday, April 11, 2011

اجتمع وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسن منيمنة مع سفير إيطاليا لدى لبنان جوسيبي مورابيتو، ترافقه السكرتيرة الأولى بالما دامبروزيو ومدير المركز الثقافي الإيطالي أندريا بالدي، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ليلى فياض ومنسقة مشروع اللغة الإيطالية دعد قاسم.
وقد رحب منيمنة بالوفد معتبرا أن "موضوع اللغات يهمنا كثيرا وخصوصا تعليم الإيطالية والألمانية كلغة أجنبية ثانية في المدارس". وقال: "مشروع تعليم الإيطالية أصبح قديما وراسخا ومتوسعا في المدارس، ونأمل أن نتمكن من توفير أساتذة لبنانيين لللإيطالية مما يضمن إستمرارية المشروع. ويتوجب أن نركز في المرحلة المقبلة على إعداد أساتذة الإيطالية من اللبنانيين، وهذا يخفف الأعباء عن إيطاليا شرط أن يكون إعدادهم جيدا جدا، مما يتطلب زيادة عدد المتدربين لنتمكن من توسيع قاعدة مشروع تعليم الإيطالية في مدارسنا".
الوزير منيمنة تأكد من الوفد "إجراء التقييم الدوري للتلامذة الذين درسوا الإيطالية وأن ذلك يتم سنويا في الرحلة الدراسية إلى إيطاليا". كما علم أن "هناك طالبين لبنانيين يتابعان الدراسات الجامعية في إيطاليا من دون الحصول على منح".
وطلب من السفير الإيطالي "الحصول على منح للطلاب المتميزين بالإيطالية للدراسة في جامعات إيطاليا". ودعا إلى "وضع آلية للإستمرار في إعداد أساتذة للإيطالية لكي لا يتناقص عدد الأساتذة الحاليين مع الوقت، على أن تكون البداية في المركز الثقافي الإيطالي في لبنان ثم بالتخصص لعدة أشهر في إيطاليا".

مورابيتو

وأكد مورابيتو "الإستعداد لمتابعة المشروع"، معتبرا أن "الإيطاليين يعلقون عليه أهمية كبيرة". ولفت إلى أن الجامعة اللبنانية تقوم بتدريس الإيطالية بالتعاون مع الجانب الإيطالي"، ودعا الى "الإعتراف بالماسترز الإيطالية"، وأكد منيمنة "الإستعداد للموافقة على هذا الإختصاص". كذلك، بحث المجتمعون مع مورابيتو في "تفعيل مشروع دعم ذوي الحاجات الخاصة وفي التعاون التربوي المقبل وسبل دفعه قدما لتحقيق غاياته وأهدافه".

معرض واحتفال

بعد ذلك، افتتح السفير الإيطالي ويرق، ممثلا منيمنة، المعرض السنوي لشبكة مدارس بيروت، في القاعة الجانبية لقصر الأونيسكو. وجالوا في أرجائه ترافقهم فياض، حيث اطلعوا على الرسوم والمجسمات والوسائل التربوية التي صنعها التلامذة.
ثم انتقل الجميع إلى القاعة الكبرى في قصر الأونيسكو حيث احتشد ما يزيد عن الألف تلميذ مع مديريهم وأساتذتهم من الشبكة المدرسية لمدارس بيروت، في حضور مدير التعليم الثانوي محي الدين كشلي، مدير التعليم الإبتدائي جورج داود ورئيس المصلحة الثقافية فارس الخوري وجمع من المديرين التربويين.
بعد النشيد الوطني ألقت مديرة متوسطة الأشرفية المختلطة ملفينا أفرام كلمة باسم مدارس الشبكة المدرسية لبيروت فتعهدت "بأن يكون التطوير والتحديث وتحسين جودة التعليم هدفنا". وقالت: "فلتسقط الدعاوى القائلة باللاّحدود بين المصالح والقيم، بين التحجر والأصالة وبين الأنا والنحن. ولترتفع رايات الفكر والمواطنة والتنمية المستدامة".

السفير الإيطالي

وألقى مورابيتو كلمة قال فيها: "إننا نقدر عاليا جودة التعليم في لبنان، وجهود وزارة التربية لتأمين نوعية التعليم للجميع. كما نثمن إستعداد اللبنانيين لتعلم اللغات الأجنبية وقبول العمل في أنحاء العالم كافة. إن رسومكم أيها التلامذة ولوحاتكم تترجم إيمانكم بهذه القيم وهي راسخة بعمق في قلوبكم. اليوم أنتم الأساتذة ونحن التلامذة، وأنتم تجعلوننا نرى الطريق لرفض الحرب، والوسائل الواجب استعمالها لحل الخلافات والصراعات الشخصية والمهنية في حياتنا وفي مجتمعاتنا وأوطاننا سلميا. فإذا كنا على تواصل ومعرفة مع الآخر ونعرف معتقداته وانتماءاته لا يمكن أن نؤذيه، فالثقافة هي أساس المجتمع الديمقراطي الناضج، وهنا يكمن الهدف الذي تصبو إليه مدارسكم بإنضمامها إلى شبكة مدارس بيروت من أجل تعزيز التعاون والتضامن في ما بينها. إن لبنان يتحول إلى مثال للعيش المشترك بين مختلف الطوائف. وأنتم اللبنانيون يمكنكم أن تعلمونا الكثير لجهة الإنفتاح على الثقافات وإرساء علاقات مثمرة بالتعاون بين الشعوب. لقد تكلمت مع أساتذتكم وفرحت لإتقان اللغة الإيطالية، وأمل أن تتعمقوا أكثر فأكثر بمعرفة إيطاليا ومحبتها بقدر ما يحب الإيطاليون لبنان".

يرق

بعد ذلك، ألقى يرق كلمة منيمنة وقال فيها: "يسرني أن أكون بينكم لحضور المعرض التربوي السنوي الذي هو بعنوان "المتعلم محور العملية التربوية"، وهو عنوان يصوب الوجهة التربوية، ويبين أغراضها وأهدافها الحقيقية، ويحدد المكان الذي تتجلى فيه ثمارها ونتائجها. ويمكن لنا القول، وإنطلاقا من عنوان هذا المعرض، أن التعليم يقوم على ثلاثة عناصر: المعلم والتعليم وعملية التعليم. كما أن التعليم لا يحقق أهدافه ولا يقوم بوظيفته المرسومة له، إلا إذا كان هنالك تحديد وضبط واضحان لكل هذه المكونات. فالمعلم ليس مجرد شخص يلقي بمعلوماته ثم يمضي. إنه صاحب علم ومعرفة، وفي الوقت نفسه، هو صاحب رؤية ومسلك خاص في توصيل معرفته وفكرته. إنه ينشىء ويربي. إنه يتواصل مع جيل آخر، ويعرف كيف يزرع في هذا الجيل قيم المجتمع وخبرات الأجيال السابقة، ويغرس في وعي الجيل المقبل حب الإطلاع، وفي الوقت نفسه يترك له حرية الإختيار، والقدرة الذاتية على بناء تجربته الخاصة".

وتابع: "أما المتعلم، فهو الذي يتلقى المعرفة، ويتهيأ لامتصاص المضامين العلمية التي تلقى إليه. إلا أنه لا يتعلم على هيئة تلقين، أو بصورة انصياع لما يمليه إليه، بل يتلقى العلم بإقبال، وفي سياق بناء شخصيته وتوطين ملكة المعرفة فيه، لتصبح جزءا من شخصيته. المتعلم هو الذي يندمج في العلم، ويندمج العلم فيه، فيصيران شيئا واحدا، وكينونة موحدة. أما عملية التعليم، فهي تعبير عن بيئة التعليم، ووسيلة بث واستقبال المعلومة، وآلية الإتصال والتواصل بين المعلم والمتعلم ونظام العلاقة الذي يجمعهما. هذه العملية لا تعتبر المتعلم، ولا ينبغي لها أن تعتبره، مجرد شيء يتلقى، بل هو كائن حاضر ومنتج وفاعل ومريد، ما يجعله على درجة واحدة ومتساوية مع المعلم. فالإختلاف بين المعلم والمتعلم ليس في الدرجة بل في الوظيفة والدور، على المعلم أن يحسن بث المعلومة وعلى المتعلم أن يحسن تلقيها واستقبالها ويحسن استعمالها في المستقبل".

أضاف: "يمكن القول هنا أن المتعلم، يصبح محور العملية التربوية وهدفها النهائي، لأن مؤشر ومدار نجاح العملية التربوية أو فشلها، يكون في نجاح أو فشل المتعلم، ليس فقط لجهة استيعاب وهضم المعلومات والقيم المنقولة إليه فحسب، بل لجهة فشله أو نجاحه في حياته وفي المجتمع. العملية التربوية نشاط يقوم في الحاضر، لكنه يتطلع دائما إلى المستقبل، بل هي صناعة للمستقبل من خلال صناعة المتعلم. إنها عملية تحويل الإمكانات المحتملة إلى وقائع وتحققات ملموسة. إنها، أي العملية التربوية، مشروع استثماري ذو عمق إنساني، يكون المتعلم رأس ماله وأفقه المستقبلي وثمرة زرعه الشاق والمرهق. أشكر الشبكة المدرسية في بيروت على إقامة هذا النشاط، وأقدر للقائمين عليها جهودهم وحسن تنظيمهم، مع الأمل والتمني بأن تتعافى العملية التربوية في لبنان من تدخلات السياسة والطائفية والمذهبية، وأن ينصب الجهد التربوي على بناء متعلمين بنائين لأوطانهم بروح مفعمة بالنزاهة وحب الإبتكار".

وبدأ بعد ذلك العرض الفني والفولكلوري باستقبال كشفي من كشافة التربية، والنشيد الوطني، ثم نشيد باللغة الإيطالية، ورقصات فولكلورية لبنانية وأغنيات ومسرحيات بالإيطالية وأناشيد واسكتشات.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن