"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

وسط محبيه من فنانين واكب مسيرتهم ومحضوه الحب، وبين ناسه وأهله وأصدقائه، بدا عارف الريس حاضراً اليوم، عصيا على النسيان كنقش إزميله على صخور الدهشة، في ما ترك من إرثٍ ثقافي، من منحوتة "السلام" المتصدرة لساحة مدينة عاليه إلى أعماله في أوروبا والدول العربية وأخيرا إلى "حديقته" في المدينة التي شهدت تفتح مواهبه، سيبقى عارف الريس حاضرا بنبض جمالات تروي مسيرته وتؤرخ لـ "ذاكرة جمالية" طبعها بأسلوبه ومدرسته، تارةً بإزميل وطورا بريشة، محلقاً في فضاءات اللون والظل والصخر الذي كان مطواعا بين أنامله.

الاحتفال

نظمت بلدية عاليه و"جمعية إحياء" حفل افتتاح وتدشين المرحلة الاولى من "حديقة عارف الريس 1928-2005) في الحي الغربي من المدينة، ويضم فسحات واسعة وأشجارا وممرات توزعت بينها بعض منحوتات الريس، فضلاً عن بناء قيد انجاز مخصص ليكون محترفا لتعليم الرسم والنحت.
شارك في الافتتاح النائب فادي الهبر، الوزير الاسبق عادل حمية، كاهن رعية عاليه الارثوذكسية الاب الدكتور جورج مسوح، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، رئيسة "جمعية إحياء" سلمى أكرم شهيب، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، رئيس "جمعية تجار عاليه" سمير شهيب، وممثلون عن الاحزاب والجمعيات والنقابات الفنية وفاعليات ثقافية واجتماعية واقتصادية وروحية وحشد كبير من الفنانين التشكيليين من مختلف المناطق اللبنانية.
النشيد الوطني وتعريف من سناء شهيب وكلمة "أصدقاء الفنان عارف الريس" ليلى بارودي شكرت فيها "بلدية عاليه وجمعية احياء على هذا الاحتفال"، وقالت: "هذا ليس بكثير على عارف الريس، وكل ما قمتم وستقومون به لعارف كابن عاليه لا يكفي".

شهيب

وألقت شهيب كلمة الجمعية، قالت فيها: "نلتقي اليوم، وبالتعاون المثمر مع بلدية عاليه لنفتتح المرحلة الاولى لنموذج حضاري ثقافي وبيئي في المدينة التي نحب، وهذا المشروع ما كان ليحيا لولا جهد ومثابرة وجدية الاحباء في جمعية احياء وبدعم من رئيس واعضاء بلدية عاليه وموظفيها والعاملين فيها، وباحتضان دائم من جوار ما بخل يوما لا بالجهد ولا بالمال فلهم جميعا الشكر والعرفان".
ولفتت إلى أن "هذا المشروع لعاليه والجوار، بقعة خضراء وحديقة ومحترف رسم ونحت وابداع يحمل اسم ابن عاليه واحد مؤسسي هذه الجمعية الفنان عارف الريس، الغائب الحاضر برفعة فنه وأصالة انتمائه، هذا المشروع ما كان ليحيا لولا المساهمة المالية المقدرة لكوكبة من ابناء الحي، نذكر منهم: جميل كريمة، كميل قسيس، ربيع الهبر، فؤاد رشماني، راجي معاصري، وسام شاهين، نبيل حداد، وديع خلف، اديب وحبيب خوري، الدكتور زاهي خلف الذي حمل دائما هم هذا الحرج الذي أحب، واهتم معنا لنعيده بقعة خضراء ومساحة التقاء".
وأشارت شهيب إلى "الراحل غازي زحلان الذي قضى في هذا الموقع بحادث مأساوي خلال تثبيت أحد التماثيل". وقالت: "سنسعى جميعا في المستقبل القريب لان يكون لنا مسرحا في عاليه يحمل اسم ابن عاليه الفنان الراحل المبدع والمصلح الاجتماعي أديب حداد (أبو ملحم)".

مراد
 

وأشار مراد الى أن "الفنان عارف الريس ما كان يوما حكرا على عائلة ولا على بلدة ولا على وطن، فهو من عائلة كريمة ومن مدينة كريمة ووطن كريم ولكنه الى ذلك كان انسانا له حضوره العالمي". وقال: "عارف الريس توفي، ولكن الفنان عارف الريس باقٍ ما بقيت هذه الارض في ما ترك من ارث ثقافي في كل العالم، وهذا اليوم هو عرس لعارف الريس بوجود احبائه والفنانين".
وأضاف: "هذا المشروع هو حديقة مقفلة، وستكون موئلا للفنانين ولمحبي ومتذوقي الفن، والمحترف سيعلم الرسم والنحت، وكما تعلمون منذ اقامة سيمبوزيومات النحت في عاليه نجد الان ان الناس بدأوا يتابعون الفنون ويزورون المعارض، واليوم نجتمع مئات من متذوقي الفن الذي تكرس في المدينة منذ اقامة السيمبوزيوم الاول 1999 وكان معنا الراحل عارف الريس".
وقال: "في المقابل، ومع بداية الربيع ستكون حديقة تحمل اسم الفنان الراحل أديب حداد (أبو ملحم)، والآن يتم بناء مركز ثقافي في هذه الحديق لتكون "مركز أديب حداد الثقافي".
ولفت الى انه "لا يمكننا الا ان نذكر ابو عمر غازي زحلان الذي رافقنا في كل سيمبوزيوماتنا وكان نصيبه ان يقضي قرب احدى المنحوتات وهو شريك لعارف الريس الذي كان لكل الناس قبل نفسه". وحيا مراد "جمعية احياء التي اهتمت بهذا المشروع والتي تهتم بمركز الفنان أديب حداد".

الريس

وشكرت ابنة الراحل هلا عارف الريس "جمعية احياء وبلدية عاليه على جهودهما المبذولة في هذا المشروع الذي حمل اسم والدي"، ونوهت الى "تكريس هذه الحديقة للفنون ولدي فخر بان البلدية قدرت عارف الريس".
بعدها قدم طلاب المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفاتوار) في عاليه باشراف مديره تميم هلال مقطوعات موسيقية، وثم كانت جولة في ارجاء الحديقة.