الكشف عن مغارة شخص العذراء في وادي قنوبين

Ghadi news

Tuesday, October 29, 2013

الكشف عن مغارة شخص العذراء في وادي قنوبين
والعثور على عظام وجماجم يؤكد انها كانت مأهولة

"غدي نيوز"

يتوالى تحقيق برنامج "كشف مغاور ومعالم الوادي المقدس" ضمن "مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي"، الذي تحققه رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث، وآخر ما تحقق كشف مغارة شخص العذراء في نطاق وادي قنوبين.
وأوضح المدير التنفيذي لمشروع المسح الثقافي الزميل جورج عرب، الذي وصل الى المغارة مع فريق من المتطوعين، ان هذه المغارة هي واحدة من أبرز مغاور الوادي المقدس نظرا لابعادها الاستغوارية العميقة، ولما وجدنا فيها من بقايا هياكل عظمية وجماجم بشرية. وهي تقع في جرف صخري شديد الوعورة والخطورة تغطيها الأشجار البرية الشائكة.
بابها شق صخري معدل علوه الوسطي 75 سم، وعرضه متران، ينفتح على مسطح صخري تبلغ مساحته ثلاثين مترا مربعا، ويبلغ ارتفاعه عشرين مترا، ينحدر طرفه الداخلي الى الاسفل بعمق 15 مترا، ينزل اليها عبر السلالم الحديدية والوصول في ساحة تتجاوز مساحتها مئتي متر، متعرجة متدرجة تنتصب فيها الصاعدات والهابطات الرائعة مشكلة جدرانا تفصل مساحات تشبه الغرف والمسطحات بعمق 50 مترا، يحلق فيها طائر الوطواط بكثافة. فيها سراديب وانفاق دائرية متصلة كأنها حصون عسكرية. تنحدر لعمق يقارب خمسين مترا حيث احسسنا بتناقص الاوكسيجين، وحيث بدت المغارة بارتفاع يتجاوز المئة متر هيكلا صنعته يد الخالق باشكال واحجام صخرية رائعة الألوان والرموز. ويبقى الأثر الأهم الذي وجدناه في احد سراديب المغارة بقايا العظام والهياكل البشرية والجماجم ما يؤكد انها عرفت حياة بشرية، وكالعادة تركنا هذه الهياكل البشرية في مكانها دون لمسها.
وتابع: "أما تسمية المغارة فقد أطلقناها عليها تيمنا بما يورده التقليد الشعبي في الوادي من ان المغارة تميزت تاريخيا بمجسم صخري على مدخلها يشبه شخص العذراء مريم، وفي داخلها مجسمات مماثلة.
من جهته، رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي حيا "جهود متطوعي الرابطة الهادفة الى استكمال كشف معالم الوادي المقدس كمكون أساسي من مكونات الارث الثقافي الفريد الذي يحتضنه الوادي، وكمادة جديدة بين ايدي المؤرخين العاملين على ابراز صفحات مغمورة من تاريخ هذا الوادي".
واشار النائب البطريركي العام المشرف على رابطة قنوبين المطران مارون العمار الى ان "كشف هذه المغارة مؤخرا يندرج في سياق العمل على تحديد موقع الملجأ الذي اعتاد بطاركة قنوبين على اللجوء اليه ايام المحن والشدائد طوال حقبة اقامتهم في قنوبين بين سنتي 1440 و1823، وفق ما أجمع عليه المؤرخون من اللبنانيين والرحالة الأجانب"، ولفت الى "اقتراب تحديد هذا الموقع الذي يشكل انجازا علميا كبيرا سيعلن في حينه"، مهنئا "رابطة قنوبين على انجازاتها المتوالية".
ويشار الى ان المغاور والمعالم المكشوفة تصدر في سلسلة مجلدات أنيقة فاخرة بست لغات هي العربية والفرنسية والانكليزية والاسبانية والبرتغالية والايطالية بدعم السيد وديع العبسي ، وأنتج الفيلم الاول منها باللغات المذكورة بدعم مؤسسة فارس، وتوزع في لبنان والخارج.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن