"خلي ورقتك خضرا... صوِّت للبيئة بلبنان"

Ghadi news

Tuesday, November 5, 2013

بدأنا منذ نحو سنة تقريباً نشهد انتاج "سيارات طائرة"... ولفت انتباهنا اليوم (5-11-2013) أن شركة سلوفاكية قامت بتطوير نوع جديد من السيارات في العالم من أجل تفادي زحمات السير من خلال الطيران المباشر على الطرقات... وكانت قد سبقتها شركات أميركية وعالمية أعلنت أيضا عن إنتاج السيارة الطائرة...

بعض المتفائلين يؤكدون أننا بعد سنوات قليلة سنقول "وداعا لزحمة السير وللاختناقات المرورية"... وفيما نسير بخطى سريعة نحو إنتاج السيارة الهجين، التي تجمع بين السيارة والطائرة في آن... سنشهد في المقابل صدور تشريعات وقوانين جديدة تنظم سير "السيارات الطائرة"... بحيث أن الخطوات المتسارعة في انتاج هذا النوع من عربات النقل سيقابلها لزاما استحداث وايجاد تشريعات جديدة... خصوصا لجهة سير هذه "السيارة" على الطرقات، ولجهة استخدامها للمطارات...

واذا كانت هذه السيارات ستصبح أمرا واقعا في العالم... فهذا يقودنا إلى سؤال: كيف سيتعاطى لبنان واللبنانيون مع السيارة الطائرة؟...

في البداية قد نكون آخر دولة تقر تشريعاتها الخاصة بهذا النوع من السيارات... فالمجلس النيابي بات مجرد ديكور... ولزوم ما لا يلزم في المشهد السياسي الداخلي... وإلينا أن نتخيل كيف سيتعاطى نواب 14 و 8 آذار مع المستجد التكنولوجي... وكيف سينظر "الوسطيون" إلى أمور الحداثة والتطور... وكيف ستكون النقاشات؟... ولا نستبعد من الآن أن ينظِّر البعض إلى فرضية "المؤامرة" والغاء الخصوصية... كأن تطير السيارة فوق فيلا أو حي سكني...

ثم هناك مشكلة لا يمكن الا أن تكون حاضرة... فاللبنانيون من أكثر الشعوب اهمالا والاقل التزاما بقوانين السير... فكيف سيكون الامر اذا امتلكوا سيارات قادرة على التحليق والطيران؟... وهل سنشهد حوادث سير في الفضاء؟...

أسئلة معطوفة على الواقع المأساوي الذي نعيش كل يوم تفاصيله... فوضى وتسيبا واهمالا...

العالم يسير بخطى واثقة نحو المستقبل... فيما نحن بعيدون عن مجاراته بالعلم والمعرفة... لا بل نمعن في تدمير مقومات بلدنا الاقتصادية والسياحية والانمائية... وسط تعطيل عمل المؤسسات من المجلس النيابي إلى الحكومة التي لم تبصر النور حتى الآن... والبلد يسير بذهنية تصريف الأعمال...

من حقنا أن نسأل... ومن حقنا أن نحاسب أيضا... وكلنا أمل أن ثمة أحلاما قابلة للتحقيق اذا ما تكاتف اللبنانيون لانتاج طبقة سياسية شابة... لا تأتمر بأوامر زعماء الطوائف... وتعيش نبض الواقع والمتغيرات في العالم... وسننتظر أن يأزف موعد الانتخابات النيابية لنقول كلمتنا... لنعلنها "ورقة خضراء" في وجه سياسة التصحر السياسي والاخلاقي... خصوصا أن الفساد هو نتاج بعض أركان السلطة... وليس سمة متصلة بالشعب اللبناني الذي أثبت في المغتربات أنه من أرقى الشعوب... وأكثرهم التزاما بالقوانين... لا بل يملك في وطنه الأم مقومات تمكنه من السير بلبنان الى مصاف الدول المتقدمة...

صوتك... ضميرك

"خلي ورقتك خضرا... صوِّت للبيئة بلبنان"

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن