أردنا التميز... بحثنا عن الإبهار دون تكلف

Ghadi news

Monday, April 11, 2011

وُفِّقت مصممة الأزياء السعودية فوزية النافع في اختيار "قصر سرسق" في بيروت لعرض ثلاثين قطعة من مجموعتها الجديدة، فبدا المكان جزءاً مكملاً لمشهد حالم، يحاكي الحاضر من عبق التاريخ في مزاوجة حملت سمات مميزة، اتسمت بجرأة في حدود تراعي خصوصية مجتمعنا العربي وتقاليدنا الشرقية.

النافع استحضرت حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، وانتقت ألوانها بدراية طغى عليها الطابع الكلاسيكي، فأحيت الالوان القديمة بتجدد راعت خلاله التناسق في الألوان، وهي اشارت إلى أن "موضة هذا العام تحمل الطابع الكلاسيكي"، وكأنها أرادت ان يحمل عرضها لهذا الموسم اطلالة انطبعت بروحية قصر سرسق التاريخي، فاسترجعت صور سيدات المجتمع في سهرات النصف الأول من القرن المنصرم.
"غدي نيوز" التقاها خلال تصوير عرضها بعيداً من ضوضاء العروض الصاخبة، وكان الحوار الاتي:

-بدا المكان جزءاً من العرض، فلماذا اخترت هذا القصر التراثي لتصوير مجموعتك الجديدة؟

لأنني أردت لهذا العرض أن يطل بمضمونه الواضح في موسم الاطلالة الكلاسيكية التي انطبعت بروحية القصر التاريخي منذ القدم من هنا وقع اختيارنا على "قصر سرسق" ذات التاريخ الشهير حيث تسترجع المشاهد صور سيدات المجتمع في سهرات الأمس في حقبة الأربعينيات، الأمر الذي عملنا عليه في زينة العارضات في تسريحة الشعر "الروتريه" وماكياج الأربعينيات.

-هل يمكن اعتبار العرض الجديد تحد آخر في مسيرتك المهنية كمصممة أزياء؟

هناك دائماً تحد في عالم الأعمال، وعالم الموضة حقل واسع للإبداع، وأنا اعمل لأحافظ على مستوى معين ولأقدم المزيد لعالم الجمال حيث تتنوع الأذواق بين السيدة العربية والأوروربية.

-كيف تحددين المعالم الأساسية لتصاميمك؟

نحن نراقب خطوط الموضة العالمية، لكننا نجمعها مع تطلعات السيدة العصرية بطريقة تحاكي رؤيتنا الخاصة من هنا يبرز كل مصمم بخطوط عريضة تشبهه وحده.

-وهل أطلقت ثلاثين قطعة لتحاكي كل ليالي الشهر للسيدة العصرية؟

أطلقت مجموعة التحدي لشتاء وربيع 2010 – 2011 والتي تجمع في قصاتها والوانها بين اسرار الماضي وأحلام المستقبل بواقعية الحاضر في اسلوب يحمل الرقي والبساطة في آنٍ معاً، إنها مجموعة السيدة الراقية الأنيقة دون تكلف، إنها أثواب ترتديها السيدات لبرز مفاتن جمالها لا لتسرق منها الحضور، إنها مجموعة التحدي لأنها تجدد خطوط الأربعينات في عالم الموضة بطريقة عصرية قد تلبسها السيدة في يومياتها وفي سهراتها المميزة.

- وهل يرسم الأبيض والأسود صورة الربط بين الأمس واليوم في تصاميمك وألوانك؟

نعم يختصر الأبيض والأسود معاً رحلة الموضة من الأمس إلى اليوم حيث درسنا خطوط الموضة العريضة التي أعادتنا الى حقبة الأربعينات الى موضة السيدة الأميريكية والاوروبية الأرستقراطية إلى عالم سيدة القصور والطبقة العالية في المجتمع الامريكي والاوروبي الذي تجسد في مسلسلات داينستي ودالاس... الى زمن الشقراء الساحرة مارلين مونور... الى تصاميم ديور وكوكوشانيل حيث امتزجت روحية الأمس مع حاجات المراة الأنيقة العصرية.

- بدت ألوانك حاملة سمات صاخبة احياناً وكأن فيها أسراراً...؟

إنها فعلاً تحمل أسرار المزج الخفي لألوان نمزجها بصباغ مبتكرة تحاكي ذوقنا الخاص في انتقاء الألوان. اعتدنا العمل على الألوان بدقة لأن لون القماش يلعب دوراً اساسياً في جمالية الثوب ويحاكي قصته بتناغم، أردنا التميز وبحثنا عن الإبهار دون تكلف فحولنا الأصفر الى الماستارد، الفوشيا الى الرماني، الأخضر الى الزيتي والبترولي، الذهبي الى البرونزي، وشعرنا أننا نحيي الألوان القديمة بروحية التجدد الأمر الذي يضفي على الثوب جمالاً يغنينا عن التطريز المركب أو النافر من خلال التناسق في الألوان لا التمازج بينها.

-ماذا عن القصات الفريدة التي تجمع بين الغرابة والإطلالة الكلاسيكية في آنٍ معاً؟

إنها تحمل خطوط الأمس العريضة في عالم الموضة ومنها الكتف الهدل على شكل وشاح، صدر الدرابيه الناعم والخصر العالي الذي يفصل الخصر مباشرة من تحت الصدر حيث وضعنا الزنار وإضافات بسيطة عصرية دون أن تفقد الأثواب سمة الرقي.

-كانت للورود حصتها في العرض، فهل كانت بعض إضافات في سياق العرض؟

اعتدنا أن نعمل بروحيتنا الخاصة في الاضافات، فموضة الورود قديمة جديدة، لكننا اخترنا أن ننثرها على شاكلة مطرزات ناعمة تبدو كرسوم انطبعت على القماش، فاعتمدنا طريقة التطريز البارز غير النافر، وهي عملية تحتاج جهداً ووقتاً نظراً لدقة تنفيذها.

-بدا أن قماش الدانتيل طغى على مجموعتك لهذا الموسم؟

صحيح، فالدانتيل والتول هما عنوان الموضة لهذا الموسم، لكننا جمعنا بين الدانتيل والشبك، حيث اعتمدنا رسم التطريز خطوطاً رفيعة على اقمشة الدانتيل لنغطي مفاتن الجسد، والى جانب الدانتيل الذي امتزج بالشبك جاء الشيفون ليأخذ موقعه في عالم الموضة على شاكلة المناديل الملونة التي اجتمعت لتجعل من الفستان إحدى الروائع إلى جانب الشيفون الأسود، كما ان قماش الساتان لم يغب عن موضة هذا العام، وقد ابتكرنا بقطع جلدية بأشكال متعددة تناسقت بدقة على صدر وأطراف الفساتين. إنها موضة تحمل الطابع الكلاسيكي حيث عاد قماش الدانتيل بعد طول غياب الى جانب الشيفون والساتان.

-كيف يمكن أن نختزل ونلخص عناوين الموضة لهذا الموسم؟

تتلخص بقماش الدانتيل، الفستان ذات الكتف الواحد والأكمام على شكل الوشاح، الصدر الدرابيه، والتكسير الناعم الى جانب موضة "مريلة المطبخ" التي كانت بارزة في الحقبة القديمة، بالإضافة الى الفستان بصدر تايور على شاكلة الجيليه القصير الذي يضفي على الفساتين الطويلة طابع الرقي والوجاهة.

-ما الذي يميز أزياء فوزية النافع؟

انها أزياء لا تعطي السيدة الا ما يليق بها من ازياء بعيداً من جمود خطوط الموضة. ابتعدنا كعادتنا عن استعمال "الجبونة" والزركشة النافرة، ومجموعتي هذه أقدمها للسيدة العصرية التي تتمتع بالعمق، النضج، والواقعية، والتي تبحث كذلك عن إطلالة كلاسيكية تليق بها لتخطف الأضواء في حضورها.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن