دراسة تؤكد خطر السدود على النظام البيئي في العالم

Ghadi news

Sunday, June 18, 2017

دراسة تؤكد خطر السدود على النظام البيئي في العالم

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو -

يتأكد للعالم أجمع أن السدود ليست الحل الأمثل لتوفير المياه، ولا نستغرب أن كثيرا من دول العالم قررت التخلص من السدود بعد أن نتبين حجم الأضرار الناجمة عنها، فعدا تلك التي تؤثر على التنوع الحيوي ومخاطر انهيارها، فإن للسدود تأثيرا بالغا على تغير المناخ في المناطق المقامة بها وخصوصا في المناطق القريبة حيث تبعث المواد العضوية المتعفنة بخزانات السدود غاز الميثان الذي يؤثر بشكل كبير في المناخ.

ويؤكد العلماء أن السدود تمثل 4 بالمئة من أسباب تغيير المناخ التي يتدخل بها الإنسان، وهو ما يسبب فيضانات أو موجات من الجفاف، وهو ما يجعلها أقل أمنا وأقل منفعة اقتصاديا.

 

لبنان

 

ما يهمنا في هذا المجال، أن لبنان ماضٍ في مشاريع السدود المقررة، رغم ان المشاد منها أثبت عدم جدواه، خصوصا سد بريصا المفترض أن يؤمن المياه لمنطقة الضنية في الشمال، ليتبين لاحقا أن بناءه شكل فضيحة، حتى أن الشركة المتعهدة عرضت صب أرضيته بالباطون أو زراعتها بأعشاب خاصة تمنع تسرب مياهه، لكن أياً من هذين الاقتراحين لم يؤخذ به، لأن الأمر يتطلب تأمين أموال إضافية مرة ثانية لاستكمال بناء السد, وكذلك الأمر بالنسبة إلى سد شبروح، إذ أكدت دراسة أعدها خبراء من الجامعة الأميركية أن 200 ليتر من المياه تتسرب من بحيرة السد كل ثانية.

أما الكارثة الكبرى فتبقى متمثلة ببحيرة القرعون، التي تم إعلانها بحيرة ميتة، مع نفوق الأسماك بسبب العوالق التي تمتص الأوكسيجين، فضلا عن التلوث والأمراض التي يتعرض لها أبناء البقاع الغربي.

 

مؤشر خطير

 

وفي دراسة حديثة نشرت نتائجها مؤخرا، أكد عدد من علماء البيئة أنهم توصلوا إلى نتائج تظهر تأثير التوسع في بناء السدود على حرمان مناطق واسعة من الأرض من المياه.

ووفقا للخبراء فإن "أكثر من ربع سكان العالم يعانون اليوم من نقص الموارد المائية بسبب التوسع الكبير في بناء السدود، فضلا عن أن حجم الإنفاق الدولي على عملية بناء تلك المنشآت وصل إلى 2 تريليون دولار في السنوات العشر الأخيرة".

وتشير الإحصائيات إلى أن "أكثر من 23 بالمئة من سكان الأرض فقدوا القسم الأكبر من الموارد المائية اللازمة لري الأراضي الزراعية، بعد التوسع الذي شهده العالم في عملية بناء السدود، بينما يستفيد من هذه السدود نسبة أصغر من الناس، الأمر الذي يشكل مؤشرا خطيرا على النظام البيئي في العالم".

 

آثار سلبية وخطيرة

 

وأشار الخبراء في مثال لتأثير السدود على مناطق واسعة من العالم، إلى الكوارث التي تسببت بها بناء السدود على النهر الأصفر، والتي أدت إلى جفاف مناطق كبيرة شمال الصين، فضلا عن تلك التي بنيت على نهر الغانج بالهند، والتي تسببت بجفاف أراض كثيرة على ضفافه، إضاقة إلى السدود التي بنيت على طول نهر الفرات بتركيا والتي أدت لنقص المياه في مناطق حوض الفرات في العراق وسوريا.

وبالنظر إلى كل تلك الآثار البيئية السلبية والخطيرة، توصل الخبراء في دراستهم إلى أن هذه السدود قد تكون مفيدة لبعض المناطق في العالم، لكنها تلحق الكوارث بالمناطق الأخرى.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن