الجينومات المرجعية

Ghadi news

Thursday, June 22, 2017

الجينومات المرجعية

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو -

فيما نشهد تطورا مع نشوء علوم جديدة، تطالعنا مصطلحات علمية لم تدخل قواميس لغتنا المتداولة، وتبقى في حدود كبيرة مقتصرة على العلماء وأهل الاختصاص، ما يؤثر على قدراتنا المعرفية في زمن العلم والتطور، وهو يسير بخطوات كبيرة يوما بيوم، ولا سيما في مجالات بعينها، أي تلك المرتبطة بقطاعات علمية ناشئة كالعلوم النانونية وعلم الجينات وعلم البيئة المناخ وغيرها.

وهذه المسألة ليست ناشئة في زمننا الحاضر، خصوصا وأن العلوم تطورت عبر التاريخ، وإن لم يكن على النحو الذي نشهده اليوم، فمنذ القدم، أي قبل ألفي سنة، ومع نشوء وتطور المعارف لدى العديد من الحضارات وبشكل خاص الإغريقية منها، انفصل مفهوم العلم تدريجيا عن مفهوم الفلسفة، التي تعتمد أساسا على التفكير والتأمل والتدبر في شؤون الكون والوجود عن طريق العقل، وبات العلم يتميز في منهجه القائم على الملاحظة والتجربة والقياسات الكمية والبراهين الرياضية وسيلة لدراسة الطبيعة، وصياغة فرضيات وتأسيس قوانين ونظريات.

لكننا في ما نشهد من طفرات علمية بدأنا عاجزين عن الإلمام بها مجتمعة، وهذا ما يرتب علينا مسؤولية الإحاطة قدر ما هو متاح ببعض العلوم ومصطلحاتها، لنكون قادرين على مواكبة مسيرة العلم وجعلها في متناول الجميع، وغير مقتصرة على الخبراء فحسب.

ما استوقفنا في هذه العجالة، مصطلح يعرف بـ "الجينومات المرجعية"، فما هي هذه الجينومات؟

تعتبر الجينومات المرجعية والتعليقات التوضيحية، الكاملة والدقيقة، بمثابة أدوات أساسية لتوصيف التنوع الجيني والوظيفي، بحسب دراسة لمجلة "نايتشر" Nature العلمية الواسعة الانتشار.

تسهِّل هذه الموارد تحديد العمليات البيولوجية، كما تدعم تحويل النتائج البحثية إلى تقنيات زراعية مُطّورة ومُستدامة، وقد أُنتجت جينومات مرجعية عديدة للمحاصيل الزراعية على مدار العقد الماضي، غير أن هذه الجينومات غالبا ما تكون مجزأة، ومفتقدة لمناطق تكرار معقدة.

يشير الباحثون إلى إتمام عملية تجميع وشرح جينوم مرجعي لنبات الذرة، وهو نموذج نوعي وراثي وزراعي، باستخدام تقنية تسلسل آني بجزيء مفرد، وتخطيط بصري عالي الدقة. وفي ما يتعلق بالجينوم المرجعي السابق، يتميز هذا التجميع الجديد بزيادة قدرها 52 ضِعفا في طول القطاعات المتراكبة، إضافة إلى تحسينات ملحوظة في تجميع المساحات بين الجينية والقُسَيمات المَرْكَزِية.

وقد كشف توصيف الجزء المتكرر من الجينوم - بحسب المصدر عينه - عن وجود أكثر من 130 ألف عنصر سليم قابل للنقل، مما يتيح للباحثين تحديد توسُّعات سلالة عنصر النقل التي تميز نبات الذُّرة. وقد جرى تحديث التعليقات التوضيحية الجينية باستخدام 111 ألف نسخة كاملة الطول، تم الحصول عليها من خلال عملية تسلسل آني بجزيء مفرد.

وإضافة إلى ذلك، كشف التخطيط البصري المقارن لسلالاتين داخليتين الاستيلاد للذُّرة عن انتشار الأجزاء المحذوفة في مناطق منخفضة الكثافة الجينية، وجينات الذُّرة المُحدِّدة للسلالة.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن