تغير المناخ مصدر قلق رئيسي لمنتجي النبيذ الفرنسي

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, July 24, 2017

العلماء يدرسون سبل تكيف العنب مع الاحتباس الحراري

"غدي نيوز"  -أنور عقل ضو

 

ثمة مخاوف من تأثير تغير المناخ على قطاع زراعة الكرمة في فرنسا وأنحاء عدة من أوروبا، وهي مخاوف بدأت تتعاظم في السنوات القليلة الماضية، لا سيما وأن العنب هو الموسم الأهم على مستوى صناعة النبيذ التي تعتبر من بين أهم القطاعات الاقتصادية في أوروبا والعالم، وبشكل خاص في فرنسا التي تميزت تاريخيا بهذه الصناعة، وما تزال تحتل الصدارة عالميا بالجودة والنوعية.

كما أن النبيذ يعتبر رمزاً فرنسياً بامتياز، فصناعته ترقى إلى عصور غابرة، وهي تمثل جزءا من تراث وهوية، وللنبيذ معنى "ثيولوجي" في الوعي المسيحي العام، أولم يفتدي السيد المسيح العالم بدمه؟ أولم تشهد قانا الجليل أولى معجزات الفادي عندما حول الماء نبيذا في "عرس قانا"؟

 

تكيف العنب مع تغير المناخ

 

       إلا أن تغير المناخ بات مهددا لخاصية النبيذ في العالم، فقد أشارت "يورونيوز" euronews.com يوم الخميس 20 تموز (يوليو) إلى أن ثمة عوامل عدة متصلة بالمناخ "من شأنها تغيير نسبة الكحول ما يؤثر في طعم من النبيذ"، بحيث أن النبيذ في المستقبل سيحتوي على نسبة أقل من الكحول وسيكون أحلى بكثير، وقد اتخذت بوردو الشهيرة بصناعة النبيذ مخاطر الاحتباس الحراري على محمل الجد، كتهديد بات مصدر قلق رئيسي لصانعي النبيذ المحليين، خصوصا وأن القطف المبكر للعنب قبل أسبوعين أو ثلاثة بدأ منذ ثلاثة عقود.

ففي منطقة بوردو الفرنسية، تحاول مجموعة من الباحثين العثور على الحقول التي من شأنها الصمود أمام المناخ المتغير، ويقول أنياس ديستراك إرفين: "حاليا نحن بصدد القيام بالعديد من التجارب التي تعتبر جزءاً من مشروع يسمى "فيتادابت لوت". هذه التجارب تهدف إلى دراسة تكيف العنب مع الاحتباس الحراري.

 

قاعدة بيانات

 

ويضيف إرفين: "في الصيف الماضي منعتنا موجة الجفاف الشديدة من دراسة الإختلافات الموجودة بين أصناف العنب، لا سيما وأن بعض الأصناف أصبحت حمراء بسرعة وجفت وسقطت في حين بقيت أنواع أخرى سليمة كما حافضت على أوراقها طوال الموسم".

وفي هذا السياق، الباحثون يحاولون معرفة مدى مقاومة 52 نوعا من أشجار الكرمة ضمن مشروع فيتادابت لوت منذ 2009، ويقول إرفين: "نقوم بجمع وتسجيل جميع البيانات على نظام لوت، بعد ذلك نجعل قاعدة البيانات متاحة لجميع منتجي النبيذ، حتى يتمكنوا من الإختيار، إذا أرادوا في يوم من الأيام تغيير نوعية العنب بسبب التغير المناخي والإحتباس الحراري".

ويتابع: "نحن هنا في مختبر البيولوجيا الجزيئية، حيث سنقوم بدراسة الهياكل الجزيئية للنمو والتكيف مع تغير المناخ على (فيتادابت الوت)".

 

العنب الأكثر تأقلما مع التغيرات المناخية

 

ويقول سيرج ديلروت لـ "يورونيوز" euronews.com: "ندرس الفينولوجيا وخصائص النبيذ من خلال صناعة النبيذ، من أجل الحصول على العنب الأكثر إثارة للاهتمام، في محاولة لفهم القواعد الوراثية والجزيئية للفينولوجيا الخاصة به. هناك حوالي 30 ألف من الجينات في شجرة العنب، وهناك ما بين 15 ألف وعشرين ألف وظيفتها معروفة فيما يبقى أقل من 10 آلاف يجب دراستها بكثير من الدقة."

ويخطط الباحثون لخلق مجموعة متنوعة من العنب مع الجينات الأكثر مقاومة لتغير المناخ.

ويضيف ديلروت: "نحاول التعرف على أصناف العنب الأكثر تأقلما مع التغيرات المناخية في المستقبل، وهذا الخيار سيكون الأخير، لجهة ما إذا كان يجب تغيير شجرة العنب، وهذا يبقى مجرد خيار يجب التفكير فيه في حالة الضرورة".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن