من ينحر جيشنا في مزايدات السياسة؟

Ghadi news

Tuesday, August 29, 2017

من ينحر جيشنا في مزايدات السياسة؟

"غدي نيوز"

 

*فادي غانم

 

في القلب حرقة وغصة، وفي ثنايا الروح حزن مقيم، لا كلمات تزهر في حاضرة الغياب، وليس إلا هذا المدى المفتوح على حاضرٍ سقيم ومستقبل غامض، ولحظةٍ هاربة مسكونة بالدمع، ومناديل أمهات تلوح لفراق الأحبة.

لم نستوعب إلى الآن أننا سنواري شهداءنا مرتين، الأولى عندما نحرهم الإرهاب قبل نحو سنتين، والثانية عندما سنواريهم في طقوس مكللة بالهزيمة، فليسمح لنا كل مسؤول في دولة العجب العجاب، لن نستمع إلى مواعظ تسوِّق لعجزٍ وفضيحة، لن نكون مهللين لتقاعس وجريمة، لن نهللَ لمن ينحر الجيش في مزايدات السياسة وتوظيف الدماء الزكية في مكاسبها المذلة.

سنتان والقلوب متوجسة، منتظرة، وثمة من أبقى الأمهات والآباء والأبناء يعيشون على أمل مدفون في تراب القهر الخيبة، سنتان يا الله، أربعة وعشرون شهرا قمريا، سبعمئة وثلاثون يوما، وساعات لا تمضي، دقائق محفوفة بالخوف، أما الثواني فتلهث من تعبٍ وأرق، سنتان نتجرّع السمَّ ولم يرف حفن مسؤول!

ما أصعب أن يكون الحزن موصولا بفضيحة، وما أصعب أن يستغلَّ المتلونون دماء من رحلوا، يزينون الشهادة بمفردات لا تعوض قلوبا كسيرة وعيونا جرَّحها الدمع، فيما قوافل التكفير الأسود تمر ملوحة بسلاحها، وثمة بينهم من قتل جنودنا، فأي وقاحة هذه؟

هل المطلوب أن نعبر من حزن لآخر؟

لن نفقد أملا، لكن علينا أن نصنعه برفضنا التبعية العمياء، ساعتئذ يمكن أن نقاضي ونحاسب، ويمكن أن نكسر أصناما من لحم ودم، لا بل أصناما لا يجري في عروقها دم، وإنما سائل آخر، حاملا جينات الإقطاع السياسي والمالي، إقطاع يتمظهر بأقنعة وشعارات وفضائح، ويريدنا قطعانا تساق إلى قدرها راضيةً مرضية.

لن نفقد أملا، ستبقى أحلامنا قابلةً للإزهار، خضراء نضرة، لم تلوثها سياسة الولاءات الملتبسة، أحرارا بأفكارنا وثقافتنا، ننتمي لفضاء إنساني، على رجاء قيامة لبنان من وهدة التخلف والعار!

 

  *رئيس "جمعية غدي"

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن