لسنا مع كوريا الشمالية... لكن ما هي محددات امتلاك السلاح النووي؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, September 6, 2017

لسنا مع كوريا الشمالية... لكن ما هي محددات امتلاك السلاح النووي؟

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو -

 

فيما نسمع تهديدات متبادلة بشن حرب نووية بعد تجربة القنبلة الهيدروجينية من قبل كوريا الشمالية، مترافقة مع استعدادات من مختلف الدول المعنية، في لحظة تذكرنا بأزمة خليج الخنازير في كوبا، أو ما يعرف بـ "أزمة الكاريبي" عام 1962، مع تحرك الأساطيل ونشر منظومات دفاعية وتحريك قطعات بحرية وتحليق طائرات استراتيجية، يتبادر إلينا أن العالم يسير نحو الهاوية، وإن كنا نعلم أن احتمال التصادم بين كوريا الشمالية من جهة والولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من جهة ثانية ليس واردا، فالسلاح النووي قد يدمر الأرض وما عليها.

وقد التقطت صور أقمار صناعية تظهر تغيرات على سطح الأرض في منطقة بونغي-ري، الموقع الرئيسي للتجارب النووية الكورية الشمالية، إذ "تطايرت قطع من الأرض في الهواء"، ما يدفعنا للتساؤل حول التغيرات التي أحدثتها التجارب النووية لدول العالم طوال نصف قرن وأكثر، ونستغرب أن أيا من مؤتمرات المناخ الدولية منذ "مؤتمر ريو دي جانيرو" في البرازيل 1992، لم يتطرق إلى مسؤولية الدول العظمى حول ما أحدثته من كوارث هددت المناخ، وكأن السلاح النووي لا يتسبب بتأثيرات مدمرة على كافة أشكال الحياة على الأرض.

لا يمكن أن نكون مع كوريا الشمالية في تطوير أسلحتها وترسانتها النووية، ولا يمكن أن نصفق لمغامراتها غير مضمونة النتائج، لكن ما هي المعايير والمحددات التي تتيح لدولة امتلاك هذا السلاح المدمر؟

ما يثير الانتباه في هذا المجال، أن الدول النووية متحكمة باقتصاديات العالم، وتغلب مصالحها فيما نشهد توزيعا غير عادل لثروات الأرض، مع وجود ملايين الأفواه الجائعة في أفريقيا وآسيا، فضلا عن اتساع الهوة بين شمال غني وجنوب فقير.

لعل ما نحن بحاجة إليه هو العدالة والمساواة، وترسيخ ثقافة السلام المفترض أن تكون قائمة على احترام كل إنسان بغض النظر عن اللون والعرق والجنس، وإلا سنجد بعد فترة أن بلادا عدة ستقرر الدخول في نادي الدول النووية، ولا نتحدث هنا عن كوريا الشمالية بنظامها التوتاليتاري القائم على عبادة الشخص، وما ينجم عنه من ظلم يطاول ملايين الناس، نراهم "مبرمجين" على حب وافتداء "الزعيم" وتصويره شبيه "إله".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن