باريس تتحدى الإتحاد الأوروبي حول مبيد الـ "غليفوسات"!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, September 12, 2017

باريس تتحدى الإتحاد الأوروبي حول مبيد الـ "غليفوسات"!

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو

      

لمن لا يعرف الـ "غليفوسات" Glyphosate فهو من المبيدات العشبية الأكثر مبيعا في العالم، ويصنع من قبل شركة "مونسانتو" Monsanto ويسوق عبر شركة "باير" Bayer تحت اسم تجاري هو Roundup منذ اكتشافه في العام 1974.

في العام 2007 كان من أكثر المبيدات استعمالا في الولايات المتحدة الأميركية من قبل المزارعين، وأشار تقرير لموقع "نيوزويك" Newsweek في العام 2016، أن الـ "غليفوسات" من أكثر المبيدات استعمالا في العالم تاريخيا، وقد أظهرت الأبحاث أن الـ "غليفوسات" يتسبب باضطراب الغدد الصماء، وهذا يعني أنه يتعارض مع حسن سير عمل وإنتاج الهرمونات، في خطوط الخلايا البشرية، فيما لم يتضح حتى الآن مدى تأثير الغليفوسات على معدلات السرطان.

 

شركة مونسانتو

      

أكد مصدر من شركة "مونسانتو" أن الـ "غليفوسات" لا يشكل خطرا على البشر، وقال: "إن سلامة الغليفوسات مدعومة بأحد أكثر قواعد الصحة البشرية، ومخلفات المحاصيل، وقواعد البيانات البيئية على نطاق العالم، والتي تم تجميعها على منتج مبيدات الآفات "في التقييمات التي تمتد على مدى أربعة عقود، وكان الاستنتاج الساحق للخبراء في جميع أنحاء العالم أن الغليفوسات، عندما يستخدم وفقا لاتجاهات صحيحة، لا يشكل خطرا غير معقول لجهة الآثار الضارة على البشر والحياة البرية أو البيئة".

 

الإتحاد الأوروبي

      

والجديد في هذا المجال، جاء من الإتحاد الأوروبي، فقد أشارت الهيئة الأوروبية للسلامة الغذائية The European Food Safety Authority (EFSA) في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، أن الـ "غليفوسات" من غير المرجح أن يسبب السرطان لدى البشر، واقترح حدودا أعلى لكمية البقايا من المبيد العشبي التي تعتبر آمنة للبشر، ونصحت الهيئة صانعي السياسات في الاتحاد الأوروبي عدم تبني قرار وقف استعمال هذا المبيد، ومن المتوقع أن يمهد استنتاجها أمام الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 عضوا لتجديد الموافقة على الغليفوسات، ويستخدم في منتجه الأعلى مبيعا في العالم، مع العديد من مبيدات الأعشاب الأخرى في جميع أنحاء العالم التي تحتويه بعد انتهاء صلاحية براءة الإختراع في العام 2000.

 

الجماعات البيئية

      

بالمقابل دعت الجماعات البيئية إلى فرض حظر بعد أن أعلنت "الوكالة الدولية لبحوث السرطان" (IARC)، وهي جزء من منظمة الصحة العالمية، في آذار (مارس 2015) أن الغليفوسات "قد يكون مادة مسرطنة للإنسان"probably carcinogenic to humans" وينتمي إلى "المجموعة 2A" Group 2A.

وطالبت عريضة موقعة من 1.4 مليون شخص بتعليق الاتحاد الاوروبي الموافقة على الغليفوسات بانتظار اجراء المزيد من التقييم.

       إلا أن الهيئة أكدت أنها أجرت تحليلا شاملا وأخذت في الاعتبار نتائج اللجنة، ومن جهتها أطلقت "منظمة السلام الأخضر" Greenpeace، توصيفا لتقرير الهيئة بأنه "تبييض" whitewash أي تحيز واضح في بياناتها للجهة المصنعة.

 

الإتحاد الأوروبي

 

       وفي العام الماضي، أرجأت اللجنة الدائمة الأوروبية المعنية بالنباتات والحيوانات والأغذية والأعلاف the European standing committee on plants, animals, food and feed أو ( (Paffالتصويت على تجديد رخصة الـ "غليفوسات" عدة مرات لأنه من الواضح أنه لا توجد أغلبية مؤهلة بين الدول الأعضاء لدعمها.

       وتعني الأغلبية المؤهلة، أو الأغلبية المضاعفة  double majority، أن 16 دولة من أصل 28 دولة على الأقل يجب أن تكون مؤيدة، وأن الدول الأعضاء المؤيدين يجب أن يمثلوا 65 بالمئة على الأقل من سكان الاتحاد الأوروبي.

       وكحل توفيقي، اقترحت لجنة الاتحاد الأوروبي تجديد الترخيص لمدة 10 سنوات، بدلا من 15 عاما العادية. وفي اجتماع "باف" في 20 تموز (يوليو)، طلبت من الدول الأعضاء التعليق على اقتراح إعادة تشريع المنتج، ودعت اللجنة الدول الى ارسال ملاحظاتها خلال الايام الـ 15 المقبلة او "اذا لم يكن ذلك ممكنا بسبب العطلة الصيفية" بحلول يوم الجمعة (1 ايلول (سبتمبر).

 

مواقف الدول الأعضاء

      

ووفقا للمتحدثين في الحكومات الوطنية على موقع EUobserver، فإن الدول الأعضاء التالية لم تستجب لهذا الطلب، وهي: بلجيكا واستونيا وفرنسا وألمانيا واليونان ولاتفيا وبولندا ورومانيا والسويد، بينما أعلنت لاتفيا، وبولندا، ورومانيا أنه تؤيد الاقتراح.

       وأشارت مصادر من فنلندا وهنغاريا إلى أن الدولتين تؤيدان اقتراح اللجنة، ولكنها غير متأكدة مما إذا كانت قد أبلغت في وثيقة، أما هولندا، حيث لا تزال الأحزاب السياسية تتفاوض على اتفاق، فليس لها موقف نهائي.

       أما الدول الكبرى، وهي: فرنسا وألمانيا وبريطانيا في الإتحاد الأوروبي، فرأي كل منها مختلف، فمن جهتها بريطانيا وعلى لسان متحدثة باسم وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية ان المملكة المتحدة استجابت لنداء اللجنة، وقالت: "نحن ندرك أهمية المبيدات الفعالة، ويتفق الخبراء في المملكة المتحدة مع استنتاجات الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية واللجنة الأوروبية للمواد الكيميائية لجنة لتقييم المخاطر، والتي تبين أن الغليفوسات من غير المرجح أن يسبب ضررا للناس"، وأضافت أنه "لذلك، فإن حكومة المملكة المتحدة تدعم استمرار الموافقة على الغليفوسات".

       وفي ألمانيا، من غير المرجح أن يتم التوصل إلى موقف قبل انتخابات 24 أيلول (سبتمبر)، ويتولى قيادة وزارة الزراعة في البلاد سياسي من الاتحاد الاشتراكي المسيحي الوسطي the centre-right Christian Social Union، في حين يدير القسم البيئي اشتراكي ديموقراطي من يسار الوسط.

 

فرنسا

      

وأكد مصدر حكومي فرنسي في 30 آب (أغسطس) نية فرنسا التصويت على رفض إعادة تشريع استخدام الغليفوسات في الإتحاد الأوروبي، وقال مصدر في وزارة البيئة والتنمية المستدامة لوكالة "فرانس برس" ان "فرنسا ستصوت ضد اعادة تفويض الغليفوسات لمدة عشر سنوات بسبب الشكوك التي لا تزال قائمة فيما يتعلق بخطره"، وقد تتمكن فرنسا من إعاقة الحصول على الاغلبية المؤهلة من الدول الاعضاء فى الاتحاد الاوروبي التي تسعى الى تجديد الترخيص.

       ويشير معارضو الغليفوسات، بقيادة منظمة السلام الأخضر greenpeace، إلى أبحاث من منظمة الصحة العالمية خلصت إلى أن مادة الغليفوسات قد تكون مسببة للسرطان، ودعت إلى حظر صريح لهذا المنتج.

       ولكن في آذار (مارس)، قالت وكالة المواد الكيميائية في الاتحاد الأوروبي the EU’s chemicals agency أن الغليفوسات لا ينبغي أن يصنف على أنه مادة مسرطنة، وفي أيار (مايو)، أشار بحث أجراه خبراء من كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى أنه "من غير المرجح أن يشكل الغليفوسات خطرا مسرطنا على البشر من التعرض من خلال النظام الغذائي".

 

تجديد أم إلغاء؟

      

واستنادا إلى هذا البحث، اقترحت المفوضية الأوروبية تجديد الترخيص الذي من المقرر أن ينتهي في نهاية هذا العام، وفي أيار (مايو)، قررت اللجنة استئناف المناقشات مع الدول الأعضاء بشأن إمكانية تجديد رخصة غليفوسات لمدة عشر سنوات.

       ومن المرجح أن يشهد إعادة تشريع الغليفوسات أو منعه فصولا عدة، وإن كان من المرجح أن تقوم دول بمنعه وحدها، ومن المقرر أن ينعقد اجتماع اللجنة المقبل الذي ستناقش فيه هذه المسألة في 5 و 6 تشرين الأول (أكتوبر)، وآخر تصويت ممكن سيكون في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، ومن ثم فإن الترخيص ينتهي في نهاية العام.

 

       المصادر: EUobserver، Euractiv، وايكيبيديا، مونسانتو ووكالات

 

      

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن