اليوم يفتتح موسم الصيد البري... "اللي استحوا ماتوا"!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, September 15, 2017

اليوم يفتتح موسم الصيد البري... "اللي استحوا ماتوا"!

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو -

 

اليوم يفتتح موسم الصيد البري لأول مرة في لبنان منذ العام 1997، لكن ماذا تغير على مدى عشرين عاما باستثناء أن المجازر ستكون "رسمية" هذه المرة!

قمة المهزلة أن تتحدث وزارة البيئة و"المجلس الأعلى للصيد البري" عن افتتاح الموسم، فيما لم يتوقف الصيد لحظة واحدة، حتى الطرق المحرمة دوليا والممنوعة أساسا وفقا للقوانين، كالصيد بالدبق والشباك وعلى أسطح المنازل ليلا لم تتوقف.

قمة المهزلة أن يقنعنا المعنيون أن القانون الجديد العتيد سيحترم، أو سينفذ بحده الأدنى، وأقصى ما سنراه في الأيام القليلة المقبلة، تسطير محاضر ضبط ومصادرة أسلحة من لا "ظهر لهم"، بصورة استعراضية وبيان من "كعب الدست" لوزير البيئة أو لمن ينوب عنه، خصوصا وأنه "غائب عن السمع" لاعتبارات وأسباب لا نعرفها، نتمنى ألا تكون مرتبطة بالأمن القومي والله المجير.

قمة المهزلة أن تعلن الوزارة المعنية عن فتح موسم الصيد فيما التحضيرات للقانون الجديد كانت ترافقها مجازر يومية، ومن ثم هل يعلم أولو الأمر أننا منذ أواخر آب (أغسطس) الماضي كانت – كالعادة في كل سنة – توقظنا طلقات بواريد الصيد قبيل الفجر؟ وهل يعلمون أيضا أنه في هذه الفترة يستعد بائعو الخضار والسوبر ماركت لموسم الصيد المفترض أنه مغلق منذ عشرين سنة، بشراء كميات من ذخيرة الصيد تمهيدا لـ "المجزرة"؟!

قمة المهزلة أن تصرف أموال وتنجز دراسات وتقام ورش عمل ودورات تمهيدا لموسم الصيد، فيما لم تبادر القوى الأمنية منذ عشرين سنة أيضا بالإيعاز من وزارة البيئة إلى تسطير محضر ضبط واحد بحق من يقطع شجرة ويثبتها على سطح منزله، فالدليل الجرمي ظاهر للعيان، فعن أي قانون يتحدثون؟

قمة المهزلة أن ننام على ضجيج أصوات الآلات المقلدة لأصوات الطيور وقد بدأت تنتشر تحضيرا للصيد من على سطوح المنازل، وأن "نطرب" لطلقات الصيد ليلا على إيقاع "تغريدات" الصلنج والسمن والفري، لنشهد نهارا ونسمع أصوات طلقات صادرة من مئات "الجبهات" في مواجهة الطيور.

اليوم، يلج لبنان مرحلة جديدة، فالصيادون الحائزون على الرخص القانونية، سيلتزمون بقتل الأنواع المسموح صيدها فقط، وبالأعداد المحددة، أما من لم يستحصلوا على الرخص فسيلتزمون بيوتهم، رهبة من "عبسة" وزير أو "تكشيرة" مسؤول!

اليوم "سنموت من الضحك" مع التزام اللبنانيين معايير الصيد المستدام، سنجد كيف أن صيادا قنص العدد المسموح به من الطرائد، مكتفيا بما نص عليه القانون، وكيف أن صيادا ترفع عن صيد بجعة أو لقلق وطيور جارحة.

اليوم ستنتزع الأشجار من على أسطح المنازل وتصادر مكبرات الصوت وأجهزة الإنارة، وسيساق المئات إلى السجون.

ما لا يعرفه كثيرون أن هذا القطاع صادرته منذ زمن الحرب مافيات أسلحة الصيد وذخائرها، وهي تماما كما مافيات المقالع والكسارات ومافيات تجارة الأدوية، معششة في دولة الفساد، وهي تعتمد مبدأ "طعمي التم بتستحي العين"، و"على عينك يا تاجر"، أو بمعنى أدق "اللي استحوا ماتوا"!

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن