اكتشاف تمثال ضخم عمره 3000 سنة في القاهرة... هل هو لرمسيس الثاني؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, September 17, 2017

اكتشاف تمثال ضخم عمره 3000 سنة في القاهرة... هل هو لرمسيس الثاني؟

خاص "غدي نيوز" – ترجمة سوزان أبو سعيد ضو

      

       قد لا يكون المكان الذي تبحث فيه عن احد أهم اكتشافات القرن الواحد والعشرين وفقا للخبراء، ولكن تحت أحياء فقيرة في منطقة الطبقة العاملة في سوق الخميس بالمطرية الكائنة في ضاحية عين شمس، شرقي العاصمة المصرية القاهرة بين المباني غير المكتملة والطرق الطينية، في مصر الجديدة Heliopolis، تم العثور على تمثال ضخم يبلغ طوله 8 أمتار (26 قدما) من قبل البعثة المصرية - الألمانية المشتركة، في المياه الجوفية في المنطقة، وتم انتشاله منها بواسطة رافعة "بلدوزر".

       ويظن علماء الآثار الألمان والمصريين، الذين اكتشفوا هذا التمثال بأنه يمثل فرعون مصر رمسيس الثاني والملقب بـ"رمسيس الأكبر"، هو ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشر، Ramssess the great، وهو من أهم فراعنة مصر لا بل أقوى حاكم لمصر القديمة، وكان الفرعون الثالث للسلالة التاسعة عشرة في مصر، وقد حكم قبل أكثر من 3000 عام في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وبالتحديد الفترة من 1279 إلى 1213.

 

كشف مثير للإعجاب

 

وقال وزير الآثار خالد العناني لـ "رويترز" يوم الخميس في 14 أيلول (سبتمبر): "قبل ترميمه يتوجب على الباحثين اكتشاف بقية القطع التي تكمل الجذع، وأسفل الرأس، والآن وجدنا الرأس والتاج والأذن اليمنى وجزءا من العين اليمنى"، وقال أنه "من المقرر نقل أجزاء التمثال الثاني إلى موقع المتحف المصري الكبير في الجيزة، لترميمها وتجميعها، حتى يكون التمثال ضمن سيناريو العرض بالمتحف الذي من المتوقع افتتاحه جزئيا في 2018"، وقد يساهم هذا الإكتشاف بإنقاذ السياحة التي تعاني في مصر منذ أحداث "الربيع العربي".

       وقال عالم المصريات خالد نبيل عثمان، إن التمثال هو "كشف مثير للإعجاب"، وأن المنطقة ممتلئة على الأرجح بآثار أخرى مدفونة، وأضاف أن "المنطقة كانت بمثابة القصر الثقافي لمصر القديمة،  وأشار إلى أنه "حتى الكتاب المقدس ذكرها".

       وقال عثمان:" أما الأخبار السيئة فهي أن المنطقة برمتها بحاجة إلى التنظيف، إذ ينبغي إزالة ما بها من بالوعات وأسواق".

       وقال عالم الآثار أيمن عشماوي لـ "الغارديان": لقد وجدنا أجزاء من معبد الفرعون رمسيس الثاني، ومعه الأعمدة ومدخل المعبد، وقواعد تماثيل ثابتة، واكتشفنا أخيرا، أحد التماثيل الضخمة على هذه القواعد، وهو مصنوع من حجر الكوارتزايت quartzite، ويبلغ طوله حوالي 8 أمتار بدون القاعدة"، وقال الوزير العناني للغارديان أن "التقنيات بسيطة جدا، وقد استخرج في البداية الجزء السفلي من الجذع والآن العلوي من الوجه".

 

إله الشمس

 

       كما وجدت البعثة المصرية الألمانية المشتركة التي ضمت جامعة لايبزيغ University of Leipzig الجزء العلوي من تمثال الحجر الجيري بالحجم الطبيعي لفرعون سيتي الثاني Pharaoh Seti II، حفيد رمسيس الثاني، الذي يبلغ طوله 80 سنتيمترا.

       وقال ديتريش راوي Dietrich Raue من المتحف المصريThe Egyptian Museum في جامعة لايبزيغ وأحد أعضاء البعثة الأثرية المصرية الألمانية، إن موقع الكشف الأثري يعزز احتمالية أن هذا التمثال يعود للملك رمسيس الثاني، وتابع راوي: "إله الشمس خلق العالم في هليوبوليس بالمطرية. وهذا يعني أنه لا بد أن كل الأشياء كانت تبنى هنا: التماثيل والمعابد والمسلات، وكل شيء."

       وكانت وزارة الآثار المصرية أعلنت العثور على تمثالين ملكيين يرجع تاريخهما لنحو 3250 عاما قبل الميلاد، ويعتقد أنهما أكبر تمثالين مكتشفين بالمنطقة حتى الآن، ويعود أحد التمثالين للملك سيتي الثاني، فيما يرجح أن التمثال الآخر لجده الملك رمسيس الثاني، وكلاهما من الأسرة الـ19 في مصر القديمة، وأضافت الوزارة، في بيان الخميس: "البعثة عثرت على الجزء العلوي من تمثال بالحجم الطبيعي للملك سيتي الثاني، مصنوع من الحجر الجيري بطول 80 سنتيمترا، يتميز بجودة الملامح والتفاصيل"، وتابع البيان: "أما التمثال الثاني فمن المرجح أن يكون للملك رمسيس الثاني، وهو تمثال مكسور إلى أجزاء كبيرة الحجم من الكوارتز، ويبلغ طوله بدون القاعدة حوالي 8 أمتار".

       وجاء الكشف الجديد بمحيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة، حيث تعمل البعثة الأثرية بالمنطقة المكتظة الآن بالسكان منذ 2005.

 

معبد الشمس

 

       ويعتقد أنه خلال عهد رمسيس الثاني الذي امتد على فترة 67 عاما، بنى المزيد من المعابد، وكان لديه حريم فيه 100 إمرأة وأصبج والدا لأكثر من 100 طفل وجدا لأطفال أكثر من أي فرعون آخر، وتم تعيين رمسيس في عمر 14 عاما من قبل والده سيتي الأول. وكان قد تم تعيينه قائدا للجيش بعمر 10 سنوات، وأصبح ملكا في أوائل العشرينيات من عمره، وقد وسع امبراطوريته، وقاد جيشا شمالا لاستعادة المقاطعات المفقودة التي فشل والده في  غزوها في سوريا الحديثة وفلسطين المحتلة.

       وخصص معبد أبو سمبل Abu Simbel الأصغر لملكته المفضلة، نفرتاري Nefertari، وشملت مشاريع البناء قاعة هيبوستايل الكبرى the Great Hypostyle Hall، مع سقفها المدعم بأعمدة، في طيبة  Thebes – جزء من الأقصر الحديث - ومعبد الجنائزية الخاصة به، والمعروفة باسم رامسيوم Ramesseum، عبر النيل من الأقصر. كما قام ببناء مدينة - بير راميسو Ramesseum، المعروفة أيضا باسم بي رمسيس Pi -Ramesses - شمال شرق القاهرة حيث عاش محاطا بالحدائق والبساتين.

       وقد أسس رمسيس الثاني عاصمة جديدة، بيراميس وبنى معابد في كافة أنحاء مصر والنوبة، وأشهر هذه المباني أبو سمبل، وهو معبد محفور من الصخر، و "رامسيوم" معبده الجنائزي في طيبة.

       ويعتبر قبر زوجته الرئيسية، نفرتاري، أحد أفضل المقابر الملكية المحفوظة حتى اليوم، وقد تم الكشف عنه مؤخرا وهو مكان دفن فيه بعض أبنائه في وادي الملوك.

       وعاش رمسيس الثاني إلى عمر 90 سنة، وقد دفن أصلا في وادي الملوك ولكن مومياء له، والتي تمثل وجه رجل معمر، ضيق وطويل، وأنف مميز بفك كبير، تم نقلها إلى دير البحاري القريبة لحمايتها من اللصوص. لا تزال موجودة مع شعره، وبعض الجلد والأسنان وقد تم اكتشافها في العام 1881 ويتم الاحتفاظ بها في المتحف المصري بالقاهرة.

       وقد اتخذ تسعة الفراعنة بعده اسم رامسيس، فقد كان ينظر على أنه شرف أن ينحدر أي شخص منه.

       وتم تأسيس معبد الشمس The sun templeفي مصر الجديدة من قبل رمسيس الثاني، مما يزيد من احتمال التمثال له، يقول علماء الآثار وسيحاول الخبراء الآن استخراج القطع المتبقية من التماثيل قبل ترميمها.

     

       المصادر:Reuters، The Guardian، The Indian Times، Los Angeles Times، Masr Alarabia ووكالات.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن