هل تنفع "دبلوماسية" الأعاصير ترامب بالعودة إلى اتفاقية المناخ؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, September 19, 2017

هل تنفع "دبلوماسية" الأعاصير ترامب بالعودة إلى اتفاقية المناخ؟

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو -

 

يبدو أن إعصاريْ "إرما" و"هارفي" حركا قضية المناخ أكبر بكثير من المؤتمرات واللقاءات، ومن المتوقع مع الأعاصير القادمة، ولا سيما منها الإعصار "ماريا" الذي تحول إلى الدرجة الرابعة مهددا دولا في أميركا، أن يكتسب مؤتمر بون للمناخ COP23 برئاسة فيجي في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل أهمية استثنائية، وأن تكون التحضيرات للمؤتمر بمستوى ما ينتظر العالم من تحديات، ليس في ما قدمته لنا الأعاصير الأخيرة من قرائن وبيّنات تؤكد حجم الآثار الناجمة عن تغير المناخ فحسب، وإنما في ما نشهد من موجات جفاف وفيضانات، وتفاقم ظواهر عدة كالهجرة المناخية والتصحر والتلوث وغيرعا.

 

هل تتراجع واشنطن؟

 

ولا نستغرب أننا قد بدأنا نشهد فعلا ليونة "مقنعة" في موقف الولايات المتحدة الأميركية حيال اتفاق باريس للمناخ، ومن المفارقات الغريبة أن تكون أميركا بإدارة الرئيس دونالد ترامب أكثر الدول المتضررة من تغير المناخ، خصوصا وأن العلماء يرجعون سبب قوة الأعاصير وتقاربها - كفترات زمنية - إلى ظاهرة الاحترار العالمي بنسبة 90 بالمئة، وهم يتركون هامشا ضئيلا وفقا لمقتضى البحث العلمي، وإن كانوا مقتنعين أن الظواهر المناخية المتطرفة هي نتاج الثورة الصناعية التي استنفدت موارد الأرض وساهمت في تفاقم الاحترار العالمي.

وبات السؤال اليوم مطروحا على النحو الآتي: هل تتراجع واشنطن عن قرار الانسحاب من اتفاقية المناخ؟

هذا السؤال بات يشغل السياسيين بعد تصريحات مهمة لوزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، في برنامج تلفزيوني لشبكة "سي بي سي"، أذيع مساء الأحد 18 أيلول (سبتمبر)، اعتمد فيها تيلرسون نبرة جديدة في ما يخص التعامل مع اتفاقية المناخ.

وبحسب تيلرسون، فإن الإدارة الأميركية تسعى حاليا لإيجاد سبل "للعمل مع الشركاء" في اتفاقية باريس لمكافحة الاحتباس الحراري، مضيفا "إننا نريد أن نكون منتجين وأن نساعد".

 

ارتفاع حرارة مياه البحار

 

وحسب المراقبين، فإن هذه التصريحات لا تشكل تراجعا رسميا للإدارة الأميركية عن قرار ترامب المثير للجدل والمعلن عنه في حزيران (يونيو) الماضي، بالانسحاب من الاتفاقية التي وقعت عليها نحو مئتي دولة، بقدر ما هي محاولة من تيلرسون لتخفيف لهجة البيت الأبيض، بعدما وصف ترامب الاتفاق سابقا بأنه "قاس" وينعكس سلبا على السيادة الأميركية، كما اعتبر أنه يضمن "معاملة تفضيلية" لدول مثل الصين والهند على الولايات المتحدة.

وعندما أشار مسؤولون أوروبيون في مجال المناخ خلال عطلة نهاية الأسبوع الى أن الولايات المتحدة قد تكون جاهزة لإعادة الالتزام بالاتفاق، أكد البيت الأبيض أنه لن يبدل موقفه، وأن واشنطن ستبقى في الاتفاقية فقط في حال تم التوصل إلى بنود "ملائمة" أكثر.

وفيما أشار علماء إلى أن ارتفاع حرارة مياه البحار بفعل التغير المناخي زاد من شدة الإعصارين "إرما" و"هارفي"، ومن المنتظر أن يلقي الرئيس الأميركي كلمة بعد يومين، أمام قادة العالم بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث ستكون قضية التغير المناخي حاضرة، وبقوة، على جدول الأعمال، وعندها سنتأكد ما إذا كانت "دبلوماسية" الأعاصير حققت ما لم تستطعه الدبلوماسية السياسية من تحقيقه مع الرئيس ترامب!

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن