"غدي نيوز" – أنور عقل ضو -

وجه المحامي والناشط المدني والبيئي حسن عادل بزي، منسق "مجموعة الشعب يريد إصلاح النظام" في الحراك المدني، نداء إلى أهالي الضاحية الجنوبية وقضاء بعبدا ومدينة الشويفات (قضاء عاليه) عبر صفحته في "فيسوك"، تحت عنوان "عاجل وهام وضروري"، حذر فيه من "استصدار قرار حكومي جديد بتوسيع مطمر كوستابرافا ليستوعب مليون طن إضافي من النفايات"، لافتا إلى أن ذلك "يعني أن المطمر (الكوستابرافا) سيمتد على طول أتوستراد خلدة – الأوزاعي".

وهذا ما كنا قد ألمحنا إليه في مقالة سابقة في ghadinews.net، بعنوان "الدولة للبنانيين... (روحوا بلطوا البحر!)" في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، لا بل حذرنا من أن السلطة لن تتوانى عن ردم مساحات جديدة من شاطئنا اللبناني، أو ما بقي منه بعد مصادرة أزلام السلطة الأملاك البحرية العامة، خلال سنوات الحرب والفوضى وبعدها في زمن المحسوبيات والفساد والرشى والصفقات.

بزي: أقوم بواجبي

وجاء في نداء المحامي بزي، وهو أحد المطلعين على تفاصيل هذا الملف، بكونه أحد المحامين الثلاثة المدعين على الشركة المتعهدة "بعد أن امتلأ مطمر كوستابرافا بحوالي مليون طن من النفايات غير المفرزة، وقد شارف على استنفاد سعته في فترة أقصاها نيسان (أبريل) عام 2018، ولأن الحكومة والبلديات لم يسعَيْنَ لإيجاد البديل منذ حوالي السنتين، ضاربين عرض الحائط كل المخاطر التي تصيب صحتكم والبحر وثروته السمكية، ولأن تاريخ استنفاد سعة المطمر يترافق مع تاريخ التحضير وإجراء الانتخابات النيابية، وبالتالي، فإن الأزمة المحتملة ستؤدي إلى تكدس النفايات في الشوارع وازدياد غضب الناس مع ما سيؤدي ذلك إلى خسارة مرشحي السلطة لأصوات بعض الناس الغاضبين"، لذلك يسعى المعنيون الفاسدون إلى استصدار قرار حكومي جديد بتوسيع مطمر كوستابرافا ليستوعب مليون طن إضافي من النفايات، ما يعني أن المطمر سيمتد على طول أوتوستراد خلدة – الأوزاعي".

وأضاف بزي في ندائه: "أعلم أن كلامي لن يحرك كرامات الكثيرين الذين ارتضوا الذل والمهانة للطائفة والزعيم، ولكنني أقوم بواجبي كي أكون منسجماً مع ذاتي وقناعاتي، وكي لا أُسألَ يوماً ما لماذا ارتضيتَ أن تكون جزءاً من القطيع".

تبليط البحر

لم يأتِ نداء المحامي بزي من فراغ، خصوصا وأننا نعلم حجم الصفقات الموعودة، وما يخطط له في هذا الملف، في وقت يتعرض فيه القضاء لضغوطات من قوى نافذة في السلطة، وفي وقت باتت فيه سياسة المعنيين تتركز على تيئيس المواطن ليقبل مذعنا بحلول لن ينجم عنها إلا المزيد من الكوارث.

وما لم يتحدث عنه بزي وناشطون مدنيون وبيئيون أن سوسة الفساد ما تزال تنهش بنية النظام، وأننا موعودون بكوارث جديدة، لن يكون آخرها "تبليط البحر"، وسنخسر مقدرات لبنان السياحية، جبالا ومواقع طبيعية، شاطئا ومنتجعات صيفية، مناطق اصطياف لا تني الكسارات والمقالع تمعن في نهشها وقضمها، وهواء ملوثا يفتك بصحة اللبنانيين، حالبا الأمراض القاتلة.

أما "الكوستابرافا" فهو حلقة جديدة من مسلسل الفساد الطويل، وصورة مصغرة عن سياسة الدولة حيال سائر الملفات – الفضائح، فالآتي أعظم وأكبر وأخطر.