يحيا اتفاق باريس... وليسقط المناخ!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, November 15, 2017

يحيا اتفاق باريس... وليسقط المناخ!

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -

 

بدأنا نسمع في الآونة الأخيرة، ومع انطلاق فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ في مدينة بون الألمانية COP23، ما "يبرِّد هواجسنا" من قبيل أن "اتفاق باريس بخير"، وأن "لا خوف على اتفاق باريس"، وهذا إن دل على شيء فعلى أن هذا الاتفاق بات في حالة موت سريري، وما نشهده في بون حاليا لا يعدو كونه محاولة لرفد الاتفاق بقليل من الأوكسيجين لا أكثر.

لا بل أبعد من ذلك، ثمة من يتمسك بـ "اتفاق باريس"، خصوصا من ممثلي الدول الراعية لهذا الاتفاق، وكأنه يرقى إلى مرتبة "النص المقدس"، ولو على حساب المناخ ومستقبل الحياة على الكوكب!

  نعلم أن لأي اتفاق إطارا قانونيا وتنظيميا وأهدافا محددة لبلورة آليات واضحة توفر ظروف تطبيق بنوده، ونعلم أكثر أهمية هذا الاتفاق وما يمثل من محطة تاريخية في مسار مفاوضات المناخ، لكن ثمة معطيات ودراسات جديدة سبقت بكثير ما حدده الاتفاق كأهداف وخطط عمل.

ولا نقول بالتخلي عن اتفاق باريس، لكن ثمة حاجة لرفده بتعديلات جديدة ليكون أكثر استجابة لمحددات عنوانها حماية الأرض، وإن كنا نعلم أنه في السنوات القليلة المقبلة لن يكون هذا الاتفاق صالحا لجبه المخاطر، خصوصا وأن الأمم المتحدة أكدت أن ما حققته الدول في موضوع الالتزامات الوطنية لجهة خفض الانبعاثات لم يتعدّ في أحسن الأحوال ثلث ما تبنته في باريس (2015)، فضلا عن أن دراسات أرخت بظلال نتائجها على مؤتمر بون مع انطلاق فعالياته، إذ أكد بعضها أن السقف الذي حدده اتفاق باريس بالإبقاء على درجتين مئويتين وحتى درجة ونصف الدرجة فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية، ليس كافيا لتجنب الكارثة، ما يعني أن الاتفاق بات قاصرا عن مواكبة ومجاراة تحديات اللحظة، وأعجز من أن يبقي الأرض في منأى عن كوارث مقبلة.

وثمة مسألة ثانية، تتمثل في أن التطور الكبير في مجال الطاقات المتجددة ليس كافيا إلى الحدود التي تؤمن لجم الاحترار العالمي، وإذا أخذنا في الاعتبار أن "الملوِّثين" يقودون مفاوضات المناخ في بون، فلن يكون المرتجى غير مقيد بمصالح الاقتصادات الكبرى.

إن أي اتفاق ليس هدفا في حد ذاته، لا بل هو وسيلة لا أكثر، وأن يتحول "اتفاق باريس" إلى غاية بحد ذاته، فذلك يعني الانتحار الطوعي، وأكثر ما يثير القلق الآن مع المفاوضات المتسمة بالعقم، أن يقتصر شعار هذه المرحلة، بـ "يحيا اتفاق باريس... وليسقط المناخ"!

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن