لا استقلال حقيقيا في كنف دولة الفساد!

Ghadi news

Wednesday, November 22, 2017

لا استقلال حقيقيا في كنف دولة الفساد!

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -

 

يبقى للاستقلال رمزيته، على الأقل كمناسبة تذكرنا يوما في السنة أننا نعيش في وطن تدثرنا سماؤه ويجمعنا ترابه، أبعد بكثير من الجغرافيا المادية (المكانية)، وطن منغرس فينا بعيدا حتى شغاف القلوب، وعميقا في حنايا الروح.

لكن...

لا يمكن أن نمر على هذه المناسبة مصدقين أن استقلالنا تام وناجز، ولا نريد أن نعكر في الوقت عينه "فرح" اللبنانيين بالمناسبة. على الأقل، ونحن نعيش فصول أزمات متتابعة، من موقع أن دولة عاجزة عن الإتيان بحكومة دون رعاة خارجيين وتوافقات إقليمية، ما يعني أن استقلالنا لم يرقَ بعد إلى مستوى آمالنا، وليس أقلها أن يكون لبنان بعيدا من المحاور الإقليمية، سيدا حرا بإرادة مسؤوليه وأبنائه.

وفي جانب آخر، لا يقتصر الاستقلال بمعناه الحقيقي على التحرر من نير المحتل فحسب، أي محتل، لأن ثمة احتلالا أشد ظلامة وقهرا من عدو طامع، ونعني به احتلال إرادة اللبنانيين، وهذا احتلال أخطر وأقسى وأعتى.

إننا محتلون بالفساد والقهر والظلم من سلطة سياسية ترى في لبنان "إقطاعات" موزعة بين الطوائف، وترى مواطنيها قطعانا تساق إلى قدرها راضية مرضية، فأي استقلال هذا؟

الاستقلال الحقيقي يعني التخلي عن التبعية العمياء لزعيم ومسؤول.

الاستقلال الحقيقي يكون بمواجهة الفساد والمفسدين.

الاستقلال الحقيقي أن تحترم القوانين ويحرر القضاء من إملاءات السياسيين.

الاستقلال الحقيقي يعني احترام البيئة بسائر مكوناتها، لا انتهاكها بممارسات فوقية.

الاستقلال الحقيقي يفرض على أي وزير ألا يتعاطى السياسة ويكرس وقته لخدمة المواطن، لا أن يستغل الموقع لأغراض انتخابية.

الاستقلال الحقيقي يتحقق بقانون انتخابي عادل وعصري، بعيدا من التراصف الطائفي والمذهبي.

الاستقلال الحقيقي يكون في تكريس الشفافية في التلزيمات وفي ممارسة السلطة بوحي من ضمير.

الاستقلال الحقيقي لا يكون ناجزا إن تساوى الجلاد والضحية.

الاستقلال الحقيقي يكون كاملا ساعة نكرس مبدأ أن الملوِّث يدفع، لا أن يكافأ بموقع في السلطة التشريعية والتنفيذية.

استقلالكم لا يعنينا في شيء.

استقلالنا نراه في دماء شهداء الجيش اللبناني المقدسة ودماء من حرروا الأرض من رجس محتل وغاصب.

 لا استقلال في كنف الفساد.

الاستقلال الحقيقي ساعة نحرر الدولة من كل الفاسدين كما تحررت الأرض، ونحرر لبنان من نوع نادر من السياسيين ينهب مقدراته ويدمر بيئته ويؤجل قيامة وطن لم يتعدّ بعدُ أحلامنا الكبيرة.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن