حل أزمة السير في شارع الحمرا... بيئي وغير مكلف!

Ghadi news

Monday, November 27, 2017

حل أزمة السير في شارع الحمرا... بيئي وغير مكلف!

"غدي نيوز"

*المحامي تيودور دي مار يوسف

 

مثلُه مثلُ باقي شوارع وأحياء بيروت وضواحيها، شارع الحمرا يكتظ يومياً بأعداد كبيرة من السيارات الداخلة إليه بالآلاف والخارجة منه بالآلاف. وهل من يرى؟ وهل من ينصت لوجع الناس؟ وهل من يكلّف نفسه عناء التفكير بأي حلّ ولو بسيط، ولو بما تيسّر من إمكانيات وكأن الشعب تخدّر من وجع، والمسؤول سَكِرَ من صوت الوجع إياه فحَسِبَهُ سمفونية يَطرب بها نهاراً وليلاً؟!

لكن لا، فإن كان المسؤول ينام على أنين الشعب ووجعه، فقد آن الآوان لكي يكون للشعب كلمته وأن يطرح الحلّ بنفسه ويعمل على جعله حقيقةً على أرض الواقع.

نجد الكثير من الدراسات عن أزمات السير في لبنان، والكثير من إقتراحات الحلول، والكثير من الوعود من المسؤولين السابقين والحاليين، ولكن يبدو أن الحلّ بعيد، خصوصاً أن الأزمات التي تعصِفُ بلبنان تكاد تجعل اللبناني لا يتأمل بأكثر من أن يبدأ نهاره وينتهي على خير. دون أن يكون من حقه التفكير بغده القريب، ودون أن يكون من حقه التخطيط لمستقبلٍ آمنٍ وزاهرٍ في هذا البلد، كسائر جيراننا في العالم العربي، الذين نراهم يخططون ويستثمرون في مشاريع لخمس ولعشر سنوات آتية.

 

وإن عُدنا لأزمة السير في بيروت، وإن أردنا مثلاً أن نأخذ منطقة الحمرا في بيروت فنجعلها نموذجاً بسيطاً يُحتذى به لحلّ أزمة السير التي تخنق المواطن يومياً، فإننا نقترح أن يكون للقطاع الخاص الدور الأكبر والمساهم الأول في حلّ هذه الأزمة، إلى أن تستفيق الدولة من سُباتها العميق.

يتمثل هذا الحلّ غير المُكلف في اتخاذ خطوات بسيطة، علّ لو يُعمل بها من كبار المصارف والشركات والمستشفيات الموجودة في منطقة الحمرا، بما يساعد جذريّاً في حلّ تلك المشكلة الخانقة للوطن شعباً وإقتصاداً وبيئةً:

-أربعة مصارف من كبار المصارف اللبنانية، تتواجد مراكزها الرئيسة في منطقة الحمرا وجوارها.

-إثنان من كبار مستشفيات لبنان، موجودة أيضاً في منطقة الحمرا وجوارها، عدا عن غيرها من المستشفيات والعيادات ومراكز العلاج الإستشفائي.

-ثلاث جامعات من كبريات الجامعات في لبنان موجودة في منطقة الحمرا وجوارها. عدا المدارس المنتشرة بأعداد ليست بقليلة.

-محال تجارية متعددة ومختلفة، شركات ومكاتب هندسة ومحاماة وتجارية موجودة أيضاً في المنطقة.

وأمّا إقتراحات الحلول العمليّة التي لا تتطلب الكثير، فتتمحور حول:

1-تسيير باصات مخصصة لتلك المصارف والمستشفيات والشركات والمحال والمكاتب التجارية، تؤمن وصول المستخدمين إلى مراكز عملهم ورجوعاً إلى منازلهم يومياً، لقاء بدل نقل معقول لا يزيد من الأعباء على كاهل المستخدمين، وفي الوقت نفسه قد يؤمن بعض المدخول لتلك الشركات، التي قد تستطيع أيضاً أن تستخدم تلك الباصات لخدمة مكاتب السياحة والسفر.

2-تعديل في أوقات العمل بين المدارس والجامعات وإدارات الدولة وشركات القطاع الخاص، بما يخفف من ساعة الذروة بالنسبة لإزدحام السير.

3-منع دخول الشاحنات وغيرها من الآليات الكبرى إلى المنطقة خلال ساعات الإزدحام.

 

 

*امين سر "جمعية غدي"

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن