قتل الحيتان في جزر الفارو... مذبحة سنوية!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, December 22, 2013

"غدي نيوز" – ترجمة سوزان ابو سعيد ضو

من الأمور البديهية، أن يقتات الحيوان في البرية بالصيد لكي يسد جوعه ويطعم صغاره ليستمر في الحياة، أما القتل للتسلية كالصيد البري، أو كالتقليد السنوي الذي يجري في جزر الفارو التابعة لدولة الدنمارك فأقل ما يقال عنه أنه مذبحة.
وكانت صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية قد نشرت صورا للمصور الأميركي بنجامين راسموسينBenjamin  Rasmussen من مدينة دنفر الأميركية Denver والذي زار جزر "الفارو" ونقل هذا التقليد التاريخي السنوي لسكان جزر "الفارو" بقتل الحيتان.
وتظهر الصور هذا التقليد المستمر منذ أكثر من 4 قرون حيث تملأ هذه الحيتان والملقبة "بالطيارة" شواطئ الجزيرة، في الوقت الذي ينهال السكان عليها بالأسلحة البيضاء، ليتحول لون المياه إلى اللون الأحمر.
والمطاردة، المعروفة باللغة المحلية باسم "gridadrap"، تكون ساعة الفجر عندما تُرصَد قافلة الحيتان قبالة الشاطئ.
وقال راسموسن "شاهدت قرى بأكملها تستدرج قطعاناً من الحيتان إلى شواطئ محددة مسبقاً عن طريق ضرب هياكل القوارب وقرقعة المعادن والهراوات الخشبية. ومتى تصل الحيتان الى المياه الضحلة، ينهال عليها المشاركون في المطاردة بالأسلحة البيضاء ويقومون بقطع الحبل الشوكي للمخلوقات المحاصرة مما يقتلها على الفور".
ويؤدي السكان - بحسب المصور الأميركي عقب المطاردة - رقصة وينشدون أغنية تراثية خاصة بالتقليد قبل سلخها وقبل القيام بتوزيع اللحوم، والدهون، والجلود للحيتان المذبوحة على بعضهم البعض بالتساوي، ليتشارك الجميع في المكسب العائد عليهم، إما من أكلها، أو بيعها.
وقال راسموسن "لقد كان مشهداً دموياً مروعاً بصورة لا يمكن تصديقه، شعرت فجأة كأن تلك "الجزر تحولت إلى مجازر لا تختلف عما يحصل خلف الجدران في مسالخ الحيوانات، إلا أن هذا يحصل في الهواء الطلق وعلى مرأى من الجميع".
وكان راسموسن، الذي كان والده من مواطني من جزر فارو، قد قضى جزءا من طفولته هناك ، وتناول من لحم ودهن الحوت.
وأشار إلى أن التقليد، الذي يتبعه حتى سكان الأرخبيل النائ ، قد ينتهي قريبا حيث ليس لدى جيل الشباب ذاك الولع التقليدي بلحوم الحيتان. ففي الماضي، اعتمد سكان الأرخبيل على لحوم الحيتان للحصول على القوت، وإنما هو أقل شعبية الآن بسبب المستويات العالية من السموم مثل الزئبق وثنائي الفينيل متعدد الكلور.
وفي عام 2008، أوصى كبير المسؤولين الطبيين في جزر فارو أن لحم ودهن الحيتان القاتل لم تعد صالحة للاستهلاك البشري. ونصحت في الآونة الأخيرة، وكالة الأغذية والطب البيطري جزر فارو أن السكان هناك يجب ألا يأكلوا لحوم الحيتان أكثر من مرة في الشهر، في حين جرى حث النساء في سن الإنجاب لتجنب ذلك تماما.
لسنوات، ونشطاء حقوق الحيوان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منظمة غير ربحية تعرف بإسم "حملة الحوت"، احتجت ضد ممارسة قتل الحيتان، ووصفته بأنه غير إنساني، همجي وغير ضروري. وجدير الذكر أن الحيتان القاتلة ليست من الأنواع المهددة بالانقراض.
ويسكن جزر فارو نحو 48 ألف شخص، ومعظم تراثهم الثقافي وتقاليدهم، مبنية على فكرة صيد الحيتان، التي يعود تاريخها إلى القرن الـخامس عشر.
ويذكر أن هذا النوع من الحيتان يعيش ضمن قطعان تحتوي على 10-30 حوتاً وقد تصل الى 100 حوت. والإناث منها من أنواع الحيوانات القليلة التي تصاب بسن اليأس. ويتم التزاوج بين أفراد القطيع الواحد، والشائع أن يتم التزاوج بين القطعان المختلفة لزيادة فرص النجاة بين الحيتان، حيث يقضي الحوت الذكر مع الأنثى من القطيع الآخر فترة عدة أشهر وقد يتزاوج مع عدة إناث من القطيع الآخر ليعود بعدها الى قطيعه الأصلي.
وهذا النوع من الحيتان يقضي أكثر فترة بين الولادات حيث تلد الأنثى كل ثلاث الى خمس سنوات.
 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن