"غدي نيوز"

وقع رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك ومدير المعهد الوطني العالي للموسيقى حنا العميل إتفاقية لإنشاء فرع للمعهد الوطني العالي للموسيقى في البترون، خلال احتفال دعت اليه بلدية البترون وجمعية مار منصور دي بول - فرع مار اسطفان البترون، وأقيم في جامعة العائلة المقدسة - البترون، في حضور وزيري الطاقة والمياه والثقافة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل وغابي ليون، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، الدكتور جورج قبلان ممثلا النائب بطرس حرب، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، القيم الابرشي الخوري بيار صعب، رئيسة الجامعة الأخت ماري دي كريست بصبوص، رئيس جمعية مار منصور دي بول فرع مار اسطفان جوزف عجلتوني، رؤساء جمعيات وأندية ومدعوين.
بعد النشيد الوطني قدم للحفل نائب رئيس المركز الثقافي البلدي بطرس زعيتر، فكلمة الحرك الذي أكد رفضه "لأن تأكل الغيوم السوداء فوق محيطنا من اندفاعنا وأحلامنا. نحن شعب متحرك وبعيد جدا عن القناعة والتخاذل ولولا ذلك لما اصبحت البترون مدينة يحسب لها حساب على المستوى السياحي والاقتصادي والثقافي. واليوم إنجازنا الجديد بانشاء فرع للمعهد الوطني للموسيقى يصب في مصلحة مدينتنا ويجعل منها مركز استقطاب للمحيط من الشمال حتى جبل لبنان. وهذا المعهد يستحق أن يكون في حضن البترون".
وشكر للوزيرين ليون وباسيل على كل "الدعم الذي يقدمانه لإعادة الحياة للقلعة القديمة الاثرية".

العميل

ورأى العميل في كلمته أنه "بفتح فرع للكونسرفاتوار في مدينة البترون يكتمل المشهد الثقافي والفني الذي تتميز به مدينة البترون ، بالاضافة الى أن هذا المركز سيساهم في النشاطات الثقافية والفنية التي تنظمها بلدية البترون وفعالياتها. هذه المبادرة تأتي في اطار سياسة نشر الثقافة الموسيقية للفئات العمرية كافة وفي معظم المناطق اللبنانية. وهذه المبادرة هي ثمرة جهود بين الوزيرين ليون وباسيل ورئيس البلدية ، على أمل أن تكون هذه الخطوة نموذجا للتعاون بين السلطات المركزية والسلطات المحلية".
وأعلن "أن الدراسة في الفرع ستبدأ في بداية العام الدراسي المقبل، أي في بداية شهر أيلول (سبتمبر) 2014".

ليون

ثم ألقى ليون كلمة عبر فيها عن محبته للبترون "التي تحتل موقعا في قلبه"، مؤكدا انه "يشعر بانتمائه للبترون"، وقال: "اليوم نحتفل بالمولود الرابع عشر للمعهد العالي للموسيقى بعد المولود الثالث عشر في سجن روميه. لقد قيل ان فتحت مدرسة أقفلت سجنا، ونحن فتحنا مدرسة للثقافة وللفنون داخل السجن. واليوم في البترون لأن هناك حاجة لوجود هذا الفرع بين طرابلس وجونيه. لدينا رغبة دائمة بنشر وتوسيع ثقافة الموسيقى حيث هناك امكانيات من اجل تربية وصقل الذات البشرية، لا سيما وان هدفنا في وزارة الثقافة هو الانسان الكنز الاكبر والاسمى لبقاء الوطن واستمراره".
وعرض لمراحل اطلاق فكرة انشاء الفرع ودعم الوزير باسيل وترحيب رئيس البلدية ووضع العقارات المستملكة من وزارة الثقافة في القلعة القديمة التي لفها الحرمان والاهمال على مدى سنوات طويلة، واليوم "سيتم استثمار هذا الموقع من اجل مصلحة المدينة وأهلها، وهذا الانجاز هو ثمرة جهود"، مثمنا "دور البلدية في تحقيق هذا المشروع الذي سيستقبل الطلاب من ارجاء المنطقة كافة ومحيطها من الشمال وجبيل".
وقال: "في هذه الظروف الصعبة وفي ظل الاضطرابات السياسية والانقسامات الكبيرة والمخاطر التي تحيط بنا والحالات الظلامية التكفيرية التي تتسرب لتصل الينا، نحن نعمل على الانسان لأننا من خلال الفن والثقافة نتطلع الى مستقبل افضل لوطننا وللانسان فيه. وها نحن اليوم نهتم بالانسان البتروني المرتبط تاريخيا بأرضه بآثارها والمكنوزات التاريخية التي تحتضنها مدينته الغنية جدا، وفي الوقت نفسه نبني للمستقبل كي يكون الغنى التاريخي القديم مترابطا مع المستقبل الزاهر من خلال الانسان في هذه المنطقة".

باسيل

واستهل باسيل كلمته بتوجيه الشكر للوزير ليون لتحقيق مشروع يساعد بلدية البترون على استثمار حي القلعة وانطلاق المركز الجديد، مثمنا "تعاون المعهد الوطني العالي للوسيقى وبلدية البترون التي تدعم كل المشاريع التي تصب في مصلحة المدينة وتنميتها".
وتناول "ولادة فكرة إنشاء هذا المركز منذ 2006، والوزير ليون أعاد إحياء هذه الفكرة. وهذا المشروع الذي نطلقه اليوم هو مهم جدا بمعناه الاول لأن يحمل الموسيقى الى البترون لكي نربي شبابنا على كل ثقافة الموسيقى بما فيها من فرح وحزن بعيدا عن اتجاهات الشر، لا سيما وأننا في مرحلة نعيش فيها كل ما يلغي ثقافتنا ويعاكس حضارتنا وايماننا وتنوعنا وكل ما يتميز به بلدنا، وهذا المشروع هو عمل ايماني لتمسكنا بالثقافة والحضارة في لبنان والبترون".
أضاف: "نحن اليوم نحيي حي القلعة القديمة والسوق القديم في المدينة ولقاؤنا اليوم لاطلاق هذا المشروع يجب ان يكون البداية وليتحمل كل منا مسؤولياته لتحقيق مشاريع لا يمكن تنفيذها الا بتضافر الجهود بين كل المعنيين. لن نقبل بأن يبقى السوق على ما هو عليه علما ان كل الامكانات متوفرة، والمطلوب منا جهد بسيط لكي نعيد إحياء سوقنا القديم وحي القلعة ولدينا واحة كبيرة من الثقافة والحضارة ومن العمل التجاري الواعد لمستقبل مزدهر لمدينة البترون. انها ورشة كبيرة بدأنا بها اليوم من خلال دخول الحياة لأول مرة الى حي القلعة الذي سنطرد منه كل المظاهر التي لا تشبهه ولا تشبهنا من بشر وأفكار، واليوم تدخل الموسيقى اليه وسنلتزم بين بعضنا البعض باستعادة صورة وحضارة المنطقة".
وتابع ليؤكد "التعاون بين البلدية والوزارة وتحقيق النجاحات الكبيرة، ومنها انجاح مشروع المعهد وادخال الموسيقى الى مجتمعنا فتستمر لنعيش مسار الفرح الدائم فنحمي شبيبتنا واولادنا".
بعد ذلك، أحيا عدد من أعضاء فرقة المعهد العالي للموسيقى حفلا موسيقيا، ثم قدمت فرقة "Soundz Good"  من جامعة البلمند مجموعة من المقاطع الموسيقية عزفا من تنظيم شبيبة جمعية مار منصور دي بول - فرع مار اسطفان البترون.